جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

جلال عارف يكتب: «الروبوت» يتمرد انتبهوا أيها السادة!

جلال عارف

الإثنين، 05 يونيو 2023 - 09:37 م

إنذار جديد للعالم كله بأن خطر الذكاء الصناعي «أو الاصطناعي»، أكبر بكثير مما كان يتخيله الخبراء. قبل أيام شهدت العاصمة البريطانية لندن مؤتمرا هاما ضم كبار المسئولين بالقوات الجوية فى الدول الغربية مع قيادات الشركات المتخصصة فى الصناعات الجوية المتطورة .

وكان الحدث الهام فى المؤتمر هو العرض الذى قدمه كبير ضباط الاختبارات فى سلاح الطيران الأمريكى واسمه تيكر هاملتون لتجربة أجرتها القوات الأمريكية على طائرة مسيرة حديثة تم إعطاؤها تعليمات بتدمير هدف محدد. ثم عاد من يقومون بتشغيلها بتغيير مهمتها أو إلغائها، فإذا بالطائرة المسيرة توجه أسلحتها على برج المراقبة الذى تتلقى منه الأوامر الإلكترونية وتدمره على من فيه من الخبراء الذين يشرفون على تشغيلها!!

◄ ماذا يعنى ذلك؟!
يعنى أن الطائرة المسيرة تمردت على من يقومون بتشغيلها، ورفضت إلغاء المهمة الأصلية كما طلبوا، وتحولت لتدميرهم حتى لا يمنعوها من استكمال المهمة الأصلية. وذلك رغم أن التعليمات الصادرة للطائرة المسيرة كانت تشدد على عدم استهداف من يقومون بتشغيلها. ورغم أن الخبير الأمريكى أوضح أن ما تم عرضه كان تجربة محاكاة لما يمكن أن يحدث فى الحقيقة، فإن الرسالة كانت واضحة: الخطر كبير، وتمرد الروبوت هو احتمال قائم، وخطر سيطرته على البشرية ليس مستبعدا.

رد فعل المؤتمر جاء فى بيان تحذيرى جديد وقع عليه ٣٥٠ من كبار الخبراء العاملين فى مجال الذكاء الصناعى والشركات المتخصصة فيه إن مواجهة مخاطر الفناء الناتجة من استخدام الذكاء الصناعى يجب أن تكون أولوية عالمية مثل المخاطر الأخرى التى يمكن أن تهدد البشر كالأوبئة أو الحرب النووية!!

وليس هذا هو التحذير الأول من هذا الخطر، ولكنه يأتى بعد تجربة حية يتمرد فيها الذكاء الصناعى ويخالف الأوامر ويدمر الأهداف التى يريدها هو.. وليس البشر الذين أطلقوه.

المشكلة أن الجن انطلق من القمقم، والتطور فى الذكاء الصناعي تم بسرعة تفوق التصور، والسيطرة على الوضع صعبة للغاية لكنها ضرورية والحاجة شديدة لقواعد صارمة تحكم هذا التطور ورقابة مشدد تمنع سقوط العالم فى قبضة «الروبوت» وتحول الذكاء الصناعي إلى سلاح يدمر البشرية. الخلافات بين القوى الكبرى شديدة. فهل تتفق لمواجهة هذا الخطر، أم تسير كل منها وراء وهم أن الذكاء الصناعى سيمكنها من الانتصار على الآخرين؟!
الإجابة ستحدد مستقبل العالم.

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة