خالد ميري
خالد ميري


نبض السطور

خالد ميري يكتب من زامبيا: مصر تقود إفريقيا إلى المستقبل

خالد ميري

الجمعة، 09 يونيو 2023 - 06:00 م

◄ جولة الأيام الأربعة للرئيس السيسي فى ٣ دول أفريقية

◄ لقاءات قمة مع ٥ رؤساء أفارقة وتسليم قيادة الكوميسا لزامبيا

◄ ترحيب شعبي ورسمي بمصر وزعيمها لدورها المهم فى تحقيق الأمن والتنمية

◄ قضية سد النهضة حاضرة والتبادل التجارى يصل لأعلى معدلاته

في شهر يونيو الذى نحتفل فيه بذكرى ثورة ٣٠ يونيو العظيمة، كانت مصر حاضرة وبقوة فى قلب افريقيا، زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال ٤ أيام قام بجولة مهمة فى ٣ دول افريقية والتقى ٥ من الزعماء الافارقة كما شارك فى قمة الكوميسا المهمة بزامبيا .. وخلال الزيارات إلى الدول الثلاث كان الاستقبال الشعبي والرسمي حافلا والسعادة بادية بزيارة رئيس مصر والذى تربطه علاقات صداقة مع زعماء افريقيا، كما كان التركيز على الدور المصرى الفاعل لاستعادة السلم والامن فى كل الدول الافريقية والتكامل الاقتصادى والتجارى لتحقيق التنمية التى تستحقها الدول الافريقية، كما كانت قضية سد النهضة حاضرة بالاتفاق على أهمية الوصول لاتفاق قانونى ملزم يحفظ حقوق شعوب مصر والسودان واثيوبيا فى مياه النيل.

نتذكر قبل ثورة يونيو كيف غابت مصر عن افريقيا وكيف غابت افريقيا عن مصر، وبعد الثورة العظيمة نتذكر قرار الاتحاد الافريقى بتجميد عضوية مصر .. لكنه سرعان ما أعاد الاعتراف بالثورة الشعبية العظيمة واعاد عضوية مصر، من وقتها عادت مصر لأفريقيا بقوة وقاد الرئيس السيسي جهودا دبلوماسية ضخمة منذ وصوله للحكم بإرادة شعبية كاسحة فى ٢٠١٤، منذ هذا التاريخ قام زعيم مصر ب ٣٣ زيارة للدول الافريقية واستقبلت مصر كل قادة افريقيا .. وفى عام ٢٠١٩ تولت مصر رئاسة الاتحاد الافريقى لأول مرة بإجماع افريقى كامل، لتصبح مصر - السيسى لسان افريقيا والمدافع عنها وعن حقوقها فى كل المحافل الدولية، زيارات الرئيس السيسى لأفريقيا مثلت ثلث زياراته الخارجية خلال تلك السنوات التسع بما يؤكد ايمان مصر بعمقها الافريقى وكان طبيعيا ان تستعيد مصر ريادتها فى قارتها وان تقودها للمستقبل بكل جدية وإخلاص.

جولة الرئيس السيسي الحالية بدأت الثلاثاء الماضى كما يؤكد السفير احمد فهمى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بزيارة انجولا، ليصبح الرئيس السيسى اول رئيس مصرى يزور هذه الدولة الافريقية الصديقة، حيث عقد لقاء قمة مع الرئيس الانجولي جواو لورينسو وتم الاتفاق على تفعيل التعاون المشترك الاقتصادى والتجارى والتنسيق فى كل الملفات الاقليمية والدولية، وكانت قضية سد النهضة حاضرة بقوة بالاتفاق على أهمية الوصول لاتفاق قانونى ملزم يحفظ حقوق مصر والسودان واثيوبيا فى مياه نهر النيل، كما كانت قضية الارهاب على جدول المحادثات بالاتفاق على أهمية مواجهة الارهاب والفكر المتطرف وتعزيز التعاون الافريقى لتحقيق التنمية التى تتطلع اليها الشعوب الافريقية.

الرئيس وصل أنجولا مساء الثلاثاء الماضي ومنذ صباح الاربعاء انطلقت عجلة العمل بلقاء الرئيس الانجولى، وفور انتهاء زيارة انجولا انطلق الرئيس على الفور الى زامبيا المحطة الثانية فى رحلته الافريقية حيث وصل مساء الاربعاء، ومنذ صباح الخميس كنا على موعد مع برنامج عمل امتد ١٢ ساعة متواصلة بدأ منذ التاسعة صباحا بلقاء الرئيس الزامبي هاكيندى هيتشيليما، والذى اشاد بالدور المصرى الرائد فى افريقيا لدفع التنمية وتحقيق السلم والامن ومكافحة الارهاب ودعم الاعمار بالدول الافريقية، وكانت الموسيقى الشعبية تصدح فى كل مكان يزوره زعيم مصر تعبيرا عن التقدير الكبير .

وترأس زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى قمة الكوميسا الثانية والعشرين فى قاعة المؤتمرات الرئيسية بالعاصمة لوساكا.. حيث كانت مصر تتولى الرئاسة منذ عامين حين تسلمتها فى قمة العاصمة الادارية الجديدة، وعرض الرئيس السيسى كشف حساب متكاملاً بالنجاح الذى حققته مصر خلال العامين مؤكدا الحاجة الى مواصلة العمل الجاد لتحقيق الاهداف المنشودة لتجمع الكوميسا الذى يضم دول شرق وجنوب افريقيا، أكد الرئيس قيادة مصر لأفريقيا لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة وتحقيق التكامل بينها وبين اتفاقية الكوميسا للتجارة الحرة .. لتنفيذ الاعفاءات الجمركية وتسهيل التبادل التجارى ليصل عام ٢٠٢٢ الى اعلى رقم فى تاريخه بين دول الكوميسا بقيمة ١٣ مليار دولار، كما وصل حجم التبادل التجارى بين مصر ودول الكوميسا الى ٤٫٣ مليار دولار فى نفس العام، قدمت مصر مبادرة التكامل الصناعى لتعميق الانتاج الصناعى وجذب الاستثمارات لدول التجمع.. كما بدأ مشروع البنية التحتية للربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، ونفذت مصر بأيادٍ مصرية وخبرة عالمية مشروع سد جوليوس نيريرى فى تنزانيا، وأكد الرئيس السيسى استعداد مصر لنقل هذه الخبرات لكل الدول الافريقية .

وأضاف زعيم مصر إنه تم التركيز على القطاع الطبى بإنشاء لجنة للصحة خاصة بعد ازمة كورونا وعقد اول مؤتمر للطب الافريقى بمصر والاستثمار فى توطين صناعة الدواء وتقديم مصر لـ ٣٠ مليون جرعة لقاح كورونا هدية للدول الافريقية .

الرئيس أكد ايضا على حجم التحديات التى تواجه استدامة السلم والامن واحترام الحق فى الحياة لشعوب القارة وتسوية النزاعات والحفاظ على المؤسسات الوطنية، مؤكدا ان الاستقرار والامن بالغ الاهمية، وان كل يوم يضيع بدون تنمية وإعمار يؤثر على مستقبل وحياة الشعوب الافريقية، وسياسة مصر البحث عن الحلول السلمية لإعادة الامن والاستقرار وهو ما نلتزم به لحل ازمة السودان الشقيق .

الرئيس أكد ايضا ان مصر تسخر مركز اعادة الاعمار والتنمية بالقاهرة لدعم دول القارة وانها ترشحت لعضوية مجلس السلم والامن ايمانا بمسئوليتها فى دعم السلم والامن بقارتنا السمراء، واختتم كلمته مؤكدا التزام مصر بالعمل مع الاشقاء لتحقيق اجندة التنمية الافريقية ٢٠٦٣ .

الرئيس السيسي بعد تقديم كشف الحساب قام بتسليم رئاسة الكوميسا خلال العامين القادمين الى رئيس زامبيا وستظل مصر مقررا للتجمع خلال العامين، وبعدها انهالت عبارات الشكر والمديح من رئيس زامبيا والقادة الافارقة المشاركين فى القمة .. والذين اشادوا بإنجازات الكوميسا تحت رئاسة مصر وبالجهد الضخم الذى بذله الرئيس عبدالفتاح السيسى لتحقيق هذا النجاح وقيادة افريقيا للمستقبل، بتحقيق السلم والامن والتنمية والتكامل الاقتصادى والتجاري.

وبعدها شارك الرئيس السيسي فى جلسة مغلقة مع القادة الافارقة .. كما حرص على حضور الجلسة الختامية والتى لم تتوقف خلالها كلمات الشكر لمصر وزعيمها .

ورغم أن العمل لم يتوقف على مدار اليوم إلا أن الرئيس كان حريصا على الاستجابة لطلبات الاشقاء من الزعماء الافارقة للقائه على هامش القمة، حيث التقى مع رئيس كينيا ويليام روتو ورئيس مالاوى لازاروس تشاكويزا .. وتركزت المباحثات على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والتنسيق الكامل فى كل الملفات الاقليمية والدولية، والتأكيد ايضا على أهمية الوصول إلى حل عادل وقانوني ملزم لأزمة سد النهضة .

وبعد ١٢ ساعة من العمل المتواصل عاد زعيم مصر الى مقر اقامته فى فندق انتركونتيننتال بالعاصمة الزامبية .. وفى الصباح الباكر امس الجمعة انطلق الرئيس الى المحطة الثالثة والاخيرة فى جولته الافريقية المهمة الى دولة موزمبيق الشقيقة، حيث تم استقباله بنفس الترحاب الكبير الرسمى والشعبى، وعقد جلسة مباحثات مهمة مع رئيس موزمبيق فيليب نيوسى لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين والتنسيق حول كل الملفات المهمة فى قارتنا والعالم .. وبعدها عاد الرئيس بسلامة الله الى ارض الوطن مساء امس .

الحقيقة خلال وجودى فى زامبيا لتغطية زيارة الرئيس المهمة وقمة الكوميسا .. شاهدت ومعى زملائى الصحفيون والاعلاميون هذا الجهد الضخم الذى يبذله زعيم مصر، خلال ٤ أيام فقط زار الدول الثلاث والتقى بزعماء افريقيا وشارك فى قمة الكوميسا، جهد كبير هدفه الوحيد والاوحد تحقيق مصالح مصر وشعبها ومصالح الدول والشعوب الافريقية الشقيقة، علاقات صداقة قوية تربط زعيم مصر بكل قادة قارتنا السمراء ويتم استخدامها للوصول لتحقيق السلم والامن فى قارتنا وصولا لتحقيق التنمية الشاملة .

كل يوم يمضى بدون عمل وبناء، كما أكد زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي يؤثر سلبا على استقرار الشعوب وحياتها، ومصر مع الرئيس السيسى لا يمضى يوم واحد إلا ويتواصل العمل والبناء لتحقيق الحياة الكريمة التى يستحقها الشعب المصري.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة