سيف المرواني
سيف المرواني


«غيوم الرحيل» قصة قصيرة للأديب سيف المرواني

بوابة أخبار اليوم

السبت، 10 يونيو 2023 - 04:48 م

في ليلة هادئة تحاور النجوم بصمت والغياب توشح شال الوقت والدمعة تطلق خيولها في آفاق مضنية، مسافرة والجراح تنزف بداخلي، وأنين يتأجج في أعماق اللحظة.

تسأل بلهفة عن امتداد التعب ولم استوطن الحزن دفء نبضاتها، صوت الرياح يبعثر إشراقات الصمت، وعواء الدقائق يزداد ليشعل الخوف في كل أوصال الساعات، هنا كانت لحظة آسرة غرد فيها الأمل وهنا أيضا كانت النهاية حيث غرس خنجره في خاصرة إيقاعي.

 

يا لهذا الحزن الآسر وهذا التداعي المضني، وهذا الألم الذي أطنب أوتاده على قارعة الإحساس، حتى نور القمر تلاشى ووشوشات الحنين لم يعد لها مكان، والحلم وئد وقتل قبل أن يزهر، لم أنا على هذه الرياح ترمي بي الرياح في مسارب الشتات أفقد اتزان النبض، ويتواصل الصمت، وتبرز الحرقة، ويرقص الانكسار في كل أروقة الحياة، ظلام كثيف غطى كل الحقائق 0

 

موجوعة أنا حد الثمالة، كان دفتر الذكريات سجل أحلى اللحظات ولكن في ثانية مزقته يد الغدر، ورميت على شطآن النسيان، حتما الحصار موجع كلما وددت الفرار قيدتني القيود وبعثرني الحزن  وغمرني الرحيل، وذبلت ورود الأمل، أعيش صراعاً مضنياً بين أنية وأخرى، مشتتة لا أنا بالمسافرة التي لا يمكن أن تعود ولا تلك النسمة الحانية، أنا ليل معتم طويل يحمله جسد نحيل ذبل كل شيء فيه، ولج طيات الحرقة، منسية في آخر مساحات الحلم، لا جديد يزهر ولا أمل يطل  ولا ربيع يتوهج ولا أمان يحتويني.

 

حقا أنا ضائعة غيوم الرحيل بددت كل أحساس نابض، وكل لهفة مبهجة، وكل إشراقة آسرة، فقط بقايا حطام، حرمت من كل متعة ومن كل دفء، وتوشحت أكاليل التعب الذي قتل كل الأماني وأباد ما في داخلي من عشق.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة