صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه


شعائر الحج لم تنقطع على مدى تاريخنا ..«١٠٠» مليون حاج خلال 55 عامًا

اللواء الإسلامي

السبت، 01 يوليه 2023 - 02:31 م

كتب : عبدالعزيز أحمد

تحظى فريضة الحج بخصوصة كبيرة لدى المسلمين فى أرجاء العالم، حيث تهوى القلوب الى زيارة البيت العتيق لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة، الذى أوجبه الله على المستطيع من عباده فى قوله : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) «آل عمران:97».

وبمرور الزمن تزداد أعداد الحجاج والمعتمرين ويقابل ذلك تقديم المزيد من التسهيلات والخدمات لتأدية المناسك بسهولة ويسر.. وهذا العام شهد عودة أعداد الحجاج الى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا، التى تفشت فى الربع الأول من العام 2020، حيث أكد وزير الحج والعمرة السعودى الدكتور توفيق الربيعة، أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والمتابعة الحثيثة والقيادة المباشرة من صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولى العهد رئيس مجلس الوزراء اقتضت اتخاذ كافة الاستعدادات لرفع سقف أعداد الحجاج إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا «كوفيد 19».

وقال فى تصريحات صحفية: «عدنا بفضل الله فى موسم حج هذا العام إلى الأعداد الطبيعية التى كانت قبل الجائحة مع إتاحة المنافسة هذه السنة بين شركات مقدمى خدمات الحج، لتحفيزهم على تقديم أفضل خدماتهم لضيوف الرحمن»، مؤكداً أن المملكة تجاوزت ولله الحمد جميع التحديات التى مرت بها خلال الجائحة وتميزت بتنظيم مواسم حج استثنائية، فى ظل تواجد الجائحة وتأثيرها على دول العالم كافة.

وأكد استمرار المملكة فى جهودها المتواصلة لتسهيل قدوم ضيوف الرحمن لأداء مناسك الحج ضمن منظومة إلكترونية متكاملة بداية من الحجز الإلكترونى واختيار حزم الخدمات المرغوب بها وحتى الحصول على تأشيرة الحج والوصول بيسر وسلام إلى المشاعر المقدسة.

باقات متنوعة

وبين الدكتور الربيعة، أن الوزارة أطلقت منصة «نسك حج» ب 7 لغات متنوعة لتكون منصة خاصة بحجاج أوروبا، والأمريكتين، وأستراليا، والقادمين من أكثر من 58 دولة، لتمكنهم من التقديم المباشر لحج 1444 ه 2023 م واختيار الحزم المرغوبة من الباقات والخدمات التى توفر تجربة متكاملة لأداء فريضة الحج لحجاج تلك الدول مثل: رحلات الطيران، والسكن، والنقل، وخدمات الإعاشة، وخدمة المرشد المرافق للحجاج، وخدمات الدفع المتعددة، والدعم الفني، إلى جانب بطاقة الحاج الذكية التى تمثل هوية الحاج، حيث تواصل الوزارة جهودها فى تطوير التقنيات المتعلقة بها؛ لتسهم بشكل فعال فى تنظيم وتسهيل العديد من الخدمات.

وفى إطار حرص الوزارة على مواكبة التغييرات فى حج هذا العام خصوصا مع عودة أعداد الحجاج لما كانت قبل الجائحة، جرى زيادة أعداد القوى البشرية العاملة خلال الموسم، حرصًا على تقديم أفضل الخدمات والتسهيلات لحجاج بيت الله الحرام.

وعن الاستعدادات المتعلقة بالنقل والتفويج، أكد أن الوزارة عملت قبل بدء الموسم على مجموعة من التجارب الفرضية لنقل الحجاج التى كانت ناجحة ولله الحمد، وبلغت وسائل النقل المصرحة والمخصصة للحجاج حتى الآن 18.277 حافلة.

وفيما يخص العمرة، أوضح أن الوزارة بدأت استعداداتها لاستقبال معتمرى بيت الله الحرام مباشرة بعد انتهاء موسم الحج، مُعلناً عن بدء عمرة هذا العام بعد موسم الحج مباشرة واستقبال التأشيرات الخاصة بالعمرة، داعياً الراغبين فى أداء العمرة، إلى زيارة منصة «نسك» المتوفرة ب 9 لغات متنوعة لتسهم فى تسهيل إصدار التأشيرات إلكترونيا خلال أقل من 24 ساعة، وتيسير إجراءات زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة، مع إتاحة اختيار خدمات السكن والإقامة والتنقل المناسبة لرغبة الزائر.

وأفاد الدكتور الربيعة أن المملكة سهلت قدوم المعتمرين عبر إتاحة مجموعة متنوعة من التأشيرات بلغت 7 تأشيرات مختلفة تسمح بأداء مناسك العمرة، فكان آخرها تأشيرة «الترانزيت»، التى تتيح الدخول الى المملكة لمدة 4 أيام وأداء العمرة، وتوفير التسهيلات وسبل الراحة للمعتمرين، فكانت أبرز التسهيلات المقدمة: خفض قيمة التأمين الشامل الخاص بتأشيرة العمرة من 235 ريالاً إلى 88 ريالاً بنسبة تخفيض تصل إلى 63٪.

«100 مليون حاج خلال 55 عاماً

كشفت بيانات الهيئة العامة السعودية للإحصاء، أن إجمالى عدد الحجاج منذ بدأت الهيئة عملية الإحصاء فى العام 1390ه، حتى العام الماضى 1443ه، بلغ أكثر من 99 مليون حاج وحاجة، -واذا اضفنا الى هذا الرقم مليونا حاج هذا العام سيصل الإجمالى الى أكثر من 101 مليون حاج وحاجة خلال 55 عاما- لافتة إلى أن رؤية (السعودية 2030) نصت فى أحد أهدافها على استقبال أكثر 30 مليون معتمر فى العام 2030.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية (واس)، فى تقرير لها، سلطت فيه الضوء على قصة النجاح الاستثنائى للمملكة خلال 54 عاماً، إنه رغبةً من المملكة السعودية فى إتاحة أداء فريضة حج هذا العام 1444ه، لأكبر عدد ممكن من المسلمين، أعلن مجلس الوزراء السعودى فى جلسته التى عقدها برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، فى 10 يناير 2023، عودة أعداد الحجاج فى موسم هذا العام 1444ه/2023م إلى ما كانت عليه قبل جائحة كورونا.

وأضاف أن قطار المشاعر المقدسة يتكامل مع بقية خدمات منظومة النقل والخدمات اللوجستية التى تقدمها المملكة العربية السعودية لضيوف البيت الحرام، عبر منظومة خدمية متكاملة تجسّد اهتمام المملكة بتسهيل حركة تدفق الحجاج وتفويجهم بكل يسر وسهولة وفق أعلى معايير الجودة والتنقل الآمن، ويهدف إلى التخفيف من الازدحام المرورى، وسهولة التنقل بطريقة آمنة وسريعة.

ولفت التقرير إلى تطور منظومة الحج والعمرة خلال الأعوام القليلة الماضية ضمن تشاركية فاعلة بين جميع الجهات الأمنية والصحية واللوجستية بالمملكة، حيث تم إطلاق العديد من المبادرات لتنظيم القطاع والارتقاء بجودة الخدمات فيه، مثل إتاحة التأشيرات الإلكترونية للحجاج والمعتمرين من جميع الدول، وتمديد فترة موسم العمرة، وإطلاق مشروع حافلات مكة وتطوير المواقع التاريخية الإسلامية، وتسهيل قدوم المعتمرين من خارج المملكة عبر عدد من التأشيرات، مثل: التأشيرة السياحية عند القدوم إلى منافذ المملكة، والتأشيرة السياحية الإلكترونية، وتأشيرات الزيارة، وغيرها من الأنواع، إضافة إلى مبادرات وزارة الحج والعمرة الإلكترونية -مثل: تطبيق «اعتمرنا»، و»بطاقات الحج الذكية»، ومبادرة حج بلا حقيبة، وكذلك «مبادرة طريق مكة» بالشراكة مع عدة جهات لتسهيل إجراءات دخول ضيوف الرحمن عبر المنافذ دون انتظار، وغيرها من المبادرات والخدمات الهادفة إلى خدمة الحجاج، وتأديتهم الفريضة بكل يسر واطمئنان فى أجواء إيمانية.

23 بحثاً لتطوير الخدمات

وفى سياق متصل يجرى معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة فى جامعة أم القرى ما يقارب 23 بحثاً يشارك فيها أكثر من 40 باحثاً فى مختلف المجالات، وذلك لتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن فى موسم حج هذا العام.

وأوضح عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى د. عدنان الشهرانى أن المعهد يستعد لإجراء 23 بحثاً يشارك فيها أكثر من 40 باحثاً، حيث شملت على 10 دراسات فى مجال البيئة والصحة، و 5 دراسات فى مجال الهندسة العمرانية، و 5 دراسات فى مجال الخدمات العلمية والمعلوماتية، و 3 دراسات فى المجال الإدارى والإنسانى والإعلامى، وتأتى هذه الدراسات بالتعاون مع أكثر من 20 جهة.

ويهدف عدد من هذه الدراسات إلى تجويد وتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن قبل دخول الموسم بوقت كاف، حيث يضع المعهد خططه البحثية والتنفيذية والمبادرات الميدانية والمقترحات النوعية التى تهدف إلى الارتقاء بجودة الخدمات وتحسين تجربة الضيف من منظور مقدمى الخدمة وضيوف الرحمن وقياس مستوى الرضا لديهم، ويقوم المعهد بتوزيع الطاقات البشرية المشاركة فى المشاعر المقدسة والحرم المكى ومناطق تجمع الحجاج فى أماكن الإقامة والاهتمام الكبير بالنطاق الزمانى والمكانى لكل دراسة حسب المنهجية المعتمدة والإجراءات التنفيذية لكل منها أثناء الحج.

انتظام شعيرة الحج وعدم انقطاعها

وكانت نتائج دراسة علمية حديثة قد أشارت إلى عدم تعطل أو إنقطاع شعيرة «الحج» إلى بيت الله الحرام أبداً على مدى «التاريخ الإسلامى».

وذكرت الدراسة، التى أجراها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى، أنه بعد استقراء أكثر من أربعين مرجعا ومصدرا علميا تتبعت التاريخ الإسلامى كاملا؛ فإنه تبين أن الحج لم يتوقف أو ينقطع بالكُلية.

وأكدت الدراسة، أن ما حصل لشعائر الحج على مر التاريخ إما توقف جزئى من بعض البلدان، وإما أوبئة وعوارض صحية أو أمنية حصلت لبعض الحجاج منعتهم من أداء الفريضة، بينما قام بأداء شعائر الحج غيرهم والتى تحصل بهم أداء فرض الكفاية لمناسك الحج.

وأوردت الدراسة العديد من الأدلة الشرعية المستنبطة من القرآن الكريم بالإضافة إلى الأدلة عبر التاريخ الإسلامى.

إلا أنه وعلى الرغم من كل ما ذكر من الحوادث التاريخية؛ أكدت الدراسة أنه لم يحدث قط أن تُركت شعائر الحج فى أى سنة من السنين، بل بقى البيت محجوجاً مقصوداً كل عام، وتم الحفاظ على هذه الشعيرة رغم مرورهم عبر التاريخ بحوادث بالغة القسوة.

وبحسب الدراسة فإنه فى حال حدوث بعض الموانع من أداء الشعائر للبعض، إلا أنه قام بالحج القادرون من المسلمين من مكة المكرمة وسائر الأمصار.

ولفتت الدراسة إلى دور أهل مكة البارز فى ضمان استمرار مسيرة الحج فى السنوات التى تعذر على أهل الأمصار بلوغ البيت الحرام، مبينة أن من انقطاع الحج هى علامة من علامات الساعة.

ترجمة خطبة عرفة ل»20» لغة

أعلنت «رئاسة الحرمين الشريفين» ترجمة خطبة يوم عرفة من مسجد نمرة بمشعر عرفة خلال حج هذا العام واستهداف أكثر من 300 مليون مستفيد من جميع أنحاء العالم ب20 لغة عالمية مختلفة بترجمة فورية.

وأكد الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوى الشيخ عبدالرحمن السديس، فى بيان صحفى، أن «خطبة عرفة تعد من أبرز وأهم مفاصل خطة الرئاسة التشغيلية لموسم الحج الحالى تحت شعار (نشر الهداية للعالمين) من خلال مشروع خادم الحرمين الشريفين للترجمة الفورية لخطبة عرفة وخطب الحرمين الشريفين».

وتابع: «لمواكبة عجلة التطور كان لزاماً الارتقاء بمستوى وكالة اللغات والترجمة لخدماتها لتقوم باستهداف أكثر من 300 مليون مستفيد، بإيصال رسالة الإسلام المعتدلة إلى المسلمين باختلاف لغاتهم والعالم بأسره، عبر تطبيق مخصص لترجمة الخطبة على أجهزة الهاتف المحمول وموقع الرئاسة الإلكتروني، ومنصة منارة الحرمين».

وقال السديس:»إن ترجمة خطبة عرفة تهدف لإبراز الصورة المشرقة والحضارية للدين الإسلامى الحنيف وتعظيم وسطيته واعتداله وقيمه ومحاسنه، وإظهار جهود الدولة، فى العناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وفى خدمة الإسلام والمسلمين.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة