السبت، 01 يوليه 2023 - 04:26 م

على رغم مشقة السفر, بعد المسافة بيني وبينها, لكني عزمت أن أذهب إليها, فأنا أدمنت من عقود الخوض في الطرق الوعرة, لذلك قررت أن أزرع بيرقًا  في أرضها يدل علىّ, أن أهديها آخر ما صدر لي, فلمّا التقيتها, باَن جمال اللوحة السريالية, حيث يختلط اللونان البني والبرتقالي, تعلوهما سحب  تحجب حرارة الشمس, من فوقنا وحولنا يتدفق تيار هواء بارد يبعث خدرًا في الأعصاب.

كتبت لها في الإهداء كلمة واحدة, بجوارها أول حرف من اسمها, عندما فَتَحَتْ الغلاف, قرأتْ ما كتبتُ, ضحكت بشدة, نست أنني موجود قبالتها أترشف آخر قطرة في فنجاني الثالث, قالت تحدّث نفسها: خصصت منذ فترة بعيدة دولابًا صغيرًا, يكتظ بمجموعات قصص وروايات ودواوين أشعار, تتصدّرها مثل هذه الإهداءات.

 ثم أغلقت الكتاب, وضعته بحقيبتها, أكملت: سأضعه برفق بين أخوة له, ثم انحدرت من عينيها دمعة, وأثنت بقولها: لا يحق لأي أم أن تفرّق بين أبنائها, للجميع نفس الحقوق, ثم لملمت أشيائها ونهضت تتأبط حقيبتها, قبيل غيابها عن الأنظار لاحقها " الجرسون", قائلًا: يا مدام, لقد نسيتِ هذا المفتاح العتيق على الطاولة, فالتقطته من يده بأناملها, غمغمت بما معناه: أشكرك