صابر قدح
صابر قدح


«تحايل» قصة قصيرة للكاتب صابر قدح

صفوت ناصف

الثلاثاء، 11 يوليه 2023 - 12:09 م

قام من نومه يدعك عينيه التي وقعت على صفحة خدها البض. مد يده يضمها ويحتضنها ويمطرها بالقبلات أسلمت شفتيها إليه وراحت في سبات خفيف، تخفى حزنها وقهرها من تصرفات إخوانها، لم تكن علاقتها بهم طيبة أوعلى ما يرام ودائما ما تشكو لزوجها منهم فقد حرموها ميراثها وقطّعوا أواصر الرحم، كانت تندب حظ بناتها فلم يرزقها الله بالولد وتَسُر بمخاوفها على البنات من أعمامهم فقد يأكلون ميراث البنات كما حدث معها من إخوانها.

 

قام إلى عمله يضمر في نفسه أمرا لابد من إنفاذه. يجب أن يُأمن مستقبل بناته ويقطع الطريق أمام إخوته وأولادهم 

ذهب إلى المحامى وطلب منه عمل عقود بيع وشراء جميع ممتلكاته وتوثيقها إلى زوجته فالعمر يجرى ولاأحد يعلم مايخبأ الغد. ولم يهدأ له بال إلا وهو يسلم العقود موثقة إليها مع قبلة طويلة وابتسامة الراحةِ والأمان

ومضت ثلاثة أيام بدأ يحس فيها إهمالها إياه.. ونفورها منه فقد أفرغ عسله ولم يعد عنده ما يغرى من مسحة الشباب والفتوة

فى سرعة غير متوقعة بدأ يعض على أنامله ندما وحسرة فقد خسر أملاكه ونفسه .حتى الحضن الذى كان يجد فيه الملاذ من الحادثات حاول أن يعاتبها ويستميل قلبها، فكان ردها قاسيا على نفسه ورجولته التي تنازل عنها عند المحامى

أصبحت بناته  أكثر سعادة بزيارة أخوالهن.

والود الذى نبت وترعرع سريعاغير مدركات بما يجتاح صدره من غم وهم، أخذ يقلب أمره  ويعتصر خبرات سنينه علها تمنحه بعض الضوء فى هذا النفق المعتم لم يجد فكاكا من هذا القيد، ما عاد  يصلح أن يفعل أي شيء سوي أن يظل ذليلا وإلا سيصبح مصيره الشارع دون داعم مادى أومعنوى، ولا تأتى المصائب فرادى فقد احتل إخوانها، الدار وتمتعوا بنصيبهم كاملا فى حقهم ميراثا من أختهم التي وافتها المنية والتي، كانت يوما ما ..زوجته وأم بناته.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة