الكاتب محمد نبيل
الكاتب محمد نبيل


«الماسورة والحلال 2012» مسرحية للكاتب محمد نبيل

صفوت ناصف

الثلاثاء، 11 يوليه 2023 - 02:25 م

 

 

- الفصل الأول -

 

ظهور جماعي لكل أبطال المشهد, حركة متعجلة من جميع الأشخاص في الموقع, أصوات تنادى على بعضها البعض.

 

ج حمادة : يا بغدادي , ياااا بغدادي

 

ج أحمد عبد النبي : مالك , مالك يا بلد , إيه اللي حصل .. هى الجيامة جامت والا ايهههه , و خبرك أيه يا بلد , ( ويتحرك يمينا ويسرا ويضرب بكفيه على بعضهما البعض)

 

ج محمد سليم : عاجبك كده يا حمادة خليت بتوع جنا , جناااا , يتريجوا علينا احنا الاسماعلاوية ( ويسير في اتجاه الجندي أحمد ويربت على كتفيه وهو ينظر مديرا رأسه إلى الجندي حمادة)

 

( يجلس أمام كانون النار كل من الجنود ثروت ومحمد وحمدي ويقف خلفهم الجندي المصري يراقبهم وهم يجهزون طعام الإفطار وأمامهم عدد من الأواني وحلتين كبيرتين على النار ويتحدثون بهمس )ٍ

 

ج محمد: أنا واقف علكوا شايف كل واحد بيعمل ايه بطل يا دفعة انت وهو وهو وهو (ويشير على رأس كل واحد منهم) اطبخ انت وهو من سكات، لحسن أبلغ الباشويش أخليه يفطركوا في السجن يا حرامية اللحمة, - يضحك الجميع- اااه انا شايف اهو والله ما انا رمش جفن الا لما الادان يدن وتترشوا للفطار يا مستجد منك له له

 

(يضحط الجنود الطلبة المستجدين ويعمل كل واحد منهم إنه فاطر وحرك أسنانه وكأنه يمضغ قطع اللحمة)

ج حمدي: يمسك باطنه ويقول ااااه يا باطني يانى العريف المصري باصص لى في اللقمة متظاهرا بالمغص ويغمض احد عينيه لزميله على الكانون

 

(يتحرك الجميع رواحا ومجيئا يفرشون الأرض بمفرش بلاستيك ويضع البعض منهم الأطباق )

ج أحمد عبد النبي : (يتحرك تجاه مجموعات الجنود يمينا ويسارا )

 

يبدأ بعد الجنود مشيرا على رأس كل واحد بإصبعه أدى واحد محمد سليم الاسماعلاوى ووراه اتنين حمادة المشاكس الاسمعلاوى برديك , وثالثهم العفريت حرامى اللحمة الميرى العهدة هاه ال ال العهههدة سامعنى يا محمد يا محمدى ربنا يهديك يا ولدى ,

 

( ويتوجه برأسه تجاه برج المراقبة ويرفع يده مشيرا إليه) اخونا مينا موحد الجطرين ابن عمنا المجدس اقلاديوس , - ويضحك - مالك منتبه جوى للسمس كنك عاتوفطر إمعانا, ويتوجه إلى سائق الدبابة العريف مجند حامد ولد الدقهلية يبجوا خمسة , ها , أباى يبجوا خمسه والا ستة , لمهم , ابتوعاة الدجهلية معاك يا حامد انت خابرهم زين

 

ج حامد : ( يضحك ويقلد لهجة أحمد عبد النبي الصعيدية ) خبرهم يا واد عمو, هههههه

ج وليد : (مقاطعا متجها إلى المركبة المدرعة التي يعتليها حامد ) ايه الحكاية الصيام عوج لسانك يا أبو حامد

 

ج حامد : لا والله يا بلد إحنا على العهد الدقهلاوى أنا وأنت وأخونا محمد عبد الغفار , بس القافية تحكم ههههه (ويضحك الجميع)

 

ج طارق : عندك حق يا بنى والله اهو انا من شبرا يعنى روض الفرج يعنى العفاريت يعنى ..

 

 (يقاطعه زميله ج باسم ويتمخطر في مشيته متباه بشرايطه الميرى)

 

ج باسم : حيلك حيلك يا بن حتتى وأخويا في الميرى أى نعم آنت جيش وأنت شرطة إنما برضه شبراوية إخوات

ج أحمد عبد النبي : ( يضرب كف على كف ويصرخ) امسك يا واد خاله اممم امسك عندك اهه اهه شاهدين يا ردالة بيجول اخواااات إاااخوووووات اههه يا بوى وعم بيجولوا علينا صعايدة واحنا نلجطها وهى طايرة كيف النملة

 

ج طارق : يأتي إلى الجندي أحمد القناوي ويضع يده حول عنقه) و ( يتساءل) كيف النملة ؟ و( يقلد لهجته ) جبتها منين دى (يرفع سبابته ويشير إلى عقلتها الأولى ) كيف النملة؟ ياااه يا جيش ياما بتورينا يا جيش يا ابو خالو انت كنت خليك في دارك هناك النمل بيطير اما حدانا هنا العصفورة هيه اللى بتطير 

 

يقترب الجميع إلى المنتصف فوق كانون الطهي ويضحكون وكل منهم يشير لزميلة على عقلة اصبعه ويقول كيف النملة ..

 

ج أحمد عبد النبي : (متفاخرا بصعيديته) و (يمارس أقدميته ) طب يا نمرة منك له له له لهم ساكت , كنك ادبيت يا جرص انت واخوك ولا كلمة ولا نفس لحديت الأدان ما يدن ( ويرفع إصبعه محذرا الجميع ملتفتا يمينا ويسارا) جولت ايه ولا نقس تيشتغلوا كانكم خووورص ( ثم يرفع راسه تجاه برج المراقبة ) وانت كمانى يا مينا ايه جولك ما فيش أدان مغرب ليك الليلة , بكفياك عم بتدن بجالك 16 ليلة مغرب من رمضان , دزرة وجطمها دحش

(يضحك الجميع مهمهمين دحش .. دحش)

 

يبدأ محمد مهدى ومحمد رضا وثروت فرش الطعام وتوزيعه على حكمدار السلاحليك الواقف خدمة عليه اقصى يسار الموقع ويذهبون إلى سائقى المدرعتين ويصعد ثروت على احداها يناول حكمدار برج المراقبة الطعام

 

يخرج مشمرا افروله كل من طارق وحمادة ويضع أحمد عبد النبي لسان الطاقية إلى الخلف ويمسك راديو ترانزستور يقلب فيه لضبط موجة القران الكريم ويضيع الإرسال منه فيبدأ بعضعضة البطاريات القلم , ويسال طارق , صُح يا طارج: العضعضدة تُفطر؟, والا ما عتوفطرش ؟, (ويرفع طارق إصبعه للسماء): انت العالم يارب

ويصطف البعض منهم استعدادا لانطلاق الأذان

يقف اثنان من الجنود خدمة احدهما في اتجاه الشرق والثاني في اتجاه الغرب

ينادى الجندي طارق على العريف أحمد عبد النبي

ج طارق: ما تقول يا عريف أحمد للخدمة اللى وشه جوه ما تخافش ما حدش جاى من هنا , خليه يجى يفطر معانا ما هو اللى جوا مننا مافيش منهم خوف اما الخوف والقلق من اللى في الناحية دية (ويشير إلى الشرق)

 

ج الخدمة الغربية : لا يا بلد الجيش جيش والخدمة خدمة خلينا نقضى أيامنا على خير اصل أبويا كان دايما يوصينى خد بالك وانتبه يا ابنى من اللى كلامه حلو وفعله مر! , واحنا في وسطنا ناس ياما كلامها حلو زى الأنبيا وفعلهم مر زى الشياطين!..

 

ج طارق : عفارم عليك يا بلد طب خد البلح افطر وانت ماسك سلاحك ونفذ وصية أبوك ويلتفت (باين على أبوه كان امباشه زى الامباشه أحمد لا والنبي ده كمان باين عليه م المنوفية ميرى .. ميرى! )

 

ج الخدمة الشرقية : طيب تعرف يا عريف طارق انا الليلة عندى إحساس غريب أول مرة أحسه

 

ج محمد : (يوزع الطعام عليه) طب خد يا شاعر ابقي قولي إحساسك ايه وانت طُلبة بكرة وتطبخ م الصبح لما تطلع عينك من تقطيع البصل

 

ج الخدمة الشرقية : لا يا محمد مش قصدى الليلة أنى حاسس بخطيبنى المرة دية انا حاسس بواحدة تانية بتنده على هى اللى بتقول الليلة الشعر مش انا , عا عا ررفين بتقول ايه يا رجالة ( صوت شادية .. يا ولادى عملتوا ايه في الدنيا دية)

 

ج حمدى : طب قدس سيدك كدة واهدى وما تقلقنيش لحسن انا شوفت امبارح حلم غريب مين فيكوا يعرف يفسره

 

ج أحمد القناوى : جول يا نمرة وإن شاء الله حافسروه لك

 

ج حمدى : شوفت ان جيشى خلص وروحت لجميلة خطيبتى زى ما انأئ كدة بيزفونى عليها باللبس الميرى وهى بتقولى: (صوت الفتاة) انت مالك احلويت كدة لو كنت اعرف كنت وديتك سيناء من زمان, مستنياك يا عريس مستنياك, اه على فكرة ابقى هات اصحابك انا عزماهم كلهم على الفرح.

 

يصمت العريف أحمد القناوى وينظر إلى بعيد ويربت على كتف الجندى حمدى ويقبل رأسه وكأنه يودعه ويمر على زملائه كلهم يتحسس وجوههم بيده ويشير إلى جندى برج المراقبة مناديا : يا مينا لو ايدى مش طايلة تسلم عليك القلوب مسلمة والمحبة مجمعانا عند ربنا كنا هناك او فضلنا هنا !, وينادى على الجميع سامع صوت النجاة, صوت الاذان بيقرب, الشمس خلاص ح تغرب, اهى نازلة تسلم علينا .. سلام يا شمس سيناء, سلام , ويردد الجميع سلام يا ارضنا سلام يا شمس سيناء

 

يرفع أحد الجنود الآذان

 يتمتم الجميع بالدعاء

(أصوات الجنود تتوازى وتتإلى)..

- استغفر الله

- يا رب عدى 17 يوم من رمضان و5 أيام من أغسطس هانت واخرج رديف واتجوزك يا جميلة

 

- يارب اشفي امى

 

- يا ترى يا ولدى انت ومرتى عاملين ايه يارب تولاهم انت

 

- جرب البعيد يارب

 

- يا رب وحشتنى القناة والإسماعيلية وشطها ايوة الماسورة بلدى ورفح بلدى ومصر كلها بلدى طب يارب اجعلنى فدى بلدى يارب

 

- اللهم انى لك صمت (أصوات جماعية متداخلة مرتفعة ومنخفضة) ويصدح آذان المغرب من فم أحد الجنود فوق المدرعة حتى اشهد إن لا اله إلا الله

 

(يمزق السكينة وروحانيات الإفطار والتشهد خلف المؤذن طلقات متتالية من كل اتجاه وانفجارات أسفل برج المراقبة)

 

(يسود الهرج والمرج)

 

ج طارق : امسك سلاحك يا دفعة انت وهو

 

ويهم ليمسك سلاحه يسقط من يده الراديو لينطق أخيرا ويكمل الآذان بعد استشهاد الجندي المؤذن فوق المدرعة

 

ج أحمد: يجرى تجاه أحد الملثمين ليحتضن فوهة ماسورة سلاحه حتى يفدى زملائه من الموت, ويصر على تمسكه بسلاح الإرهابي ويسقطه أرضا ويموتا معا, أو يقتل الملثم ويرتقى هو شهيد..

 

ج البرج: يضرب في عشوائية ويصرخ أعدادهم كتيرة دول جايين من الشرق وألا الغرب دول من جوه وألا من بره ؟!!

 

ج محمد يموت وهو يرفع التمرة إلى فمه

 

تنتشر النيران ويغطى الدخان الموقع وتهلل القوة المهاجمة قتلنا الطواغيت.. وقتلنا الكفرة, ويتحرك بعضهم صوب السلاحليك ليسرق البنادق والذخيرة, ويعتلى الآخر المدرعة التى على اليمين وزميله يبدا في قيادة المدرعة التي على اليسار وكلاهما يتحدثان بلهجة الهلال الخصيب, ويتدلى من عمامتيهما شعرهما الأصفر..

 

مازال الراديو في يد أحمد وهو ينزف ويلفظ أنفاسه الأخيرة مشيرا بإصبعه تجاه الإرهابيين, والقارئ يرتل : هم العدو فاحذرهم..

يموت من يفطر ويموت من يأكل ويموت من يحرس

تسدل الستار على عام التكفيريين!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة