سمير عبد العزيز
سمير عبد العزيز


«عيار ناري» قصة قصيرة للكاتب سمير عبد العزيز

صفوت ناصف

السبت، 15 يوليه 2023 - 04:40 م

كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل عندما غادر القطار حاملا حقيبته، ووطئت قدماه رصيف المحطة .. كانت المحطة خالية إلا من عسكري يقطع الرصيف ذهابا وإيابا، وعدد قليل من الركاب الذين التصقوا بأركان الرصيف في انتظارقطار الفجر .. مضى عقد ونصف أو يزيد قليلا على آخر مرة زار فيها البلدة، كان عمره حينها خمسة عشرعاما بصحبة أبيه .. تهب بين الفينة والأخرى نسمة هواء تخفف من وطأة حر بؤونة.

عرج على مقهى المحطة .. جلس على كرسي، وعلى كرسي بجانبه وضع حقيبته، ومن جيب قميصه أخرج علبة سجائره وأشعل واحدة .. سأل النادل وهو يرتشف قهوته عن وسيلة تنقله إلى بلدته .. أجابه النادل: من الصعوبة الآن أن تجد وسيلة نقل وبخاصة في هذا التوقيت وأشار عليه أن ينتظر حتى الصباح .. لم يصغ لنصيحة النادل فهو في عجلة من أمره، وعليه أن يفرغ من مهتمه قبل حلول الصباح، فقرر أن يمضي الى بلدته مشيا على الأقدام ولاسيما وأن القمر بدرا والطريق ليس مظلما.

في درب ترابي طويل تكسوه خضرة الحقول الزراعية على جانبيه مضى يقضم  الطريق إلى البلدة قضما .. المكان يغلفه السكون يقطعه نقيق الضفادع وصرصور الغيط وحفيف أوراق عيدان الذرة .. توارد إلي ذهنه صوت أبيه وهو يحذره بعدم التحدث مع أي أحد وأن يتوخى الحذر.. تذكر فضفضته مع النادل .. تملكه الخوف وتمنى أن يعود أدراجه .. من بعيد  لاحت له فى الأفق ملامح بلدته وقبل أن تقوده قدماه الى مشارفها أصابه عيار ناري انطلق من وسط الزراعات.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة