هشام عطية
هشام عطية


قلـب مفتوح

إستراتيجية ذكية للدولة المصرية

أخبار اليوم

الجمعة، 21 يوليه 2023 - 06:34 م

فى تلميح صريح شديد الوضوح فى صراحته حسم الرئيس السيسى قضية التعامل مع الشروط المجحفة لمؤسسات الاقراض الدولية قائلا: «عندما يكون تأثير سعر الصرف على حياة المصريين وممكن يضيعهم أحنا منقعدش فى مكاننا حتى لو هيتعارض مع شروط «........» أنتوا فاهمين قصدى...

هذا التصريح التاريخى الذى اطلقه الرئيس السيسى فى منتصف يونيو الماضى أثلج صدور المصريين وزرع فيها طمأنينة خاصة أن هذه المؤسسات تتعامل وفقا لنظريات اقتصادية جامدة لا تفهم الكثير عن طبائع الشعوب واحتياجاتها..

بعد أيام قليلة جاء تصريح الرئيس السيسى خلال القمة الدولية لميثاق مالى جديد فى باريس والتى حذر فيها الرئيس العالم من اندلاع أزمة ديون كبرى بنظام قادر على الصمود أمام الأزمات..

هذا التسلسل الذكى للدولة المصرية فى طرح رؤيتها حول قضايا الديون وشروط المؤسسات الدولية أمام العالم يكشف عن استراتيجية مصرية شديدة الأهمية فى التعامل مع الديون واعبائها التى اثقلت دولا كثيرة.

وليس من الخطأ اعادة النظر فى أمور تعاملنا معها وكأنها مسلمات، صندوق النقد الدولى ومنذ ساعات اعترف أن اقتصاديات الأسواق الناشئة تحملت وطأة ارتفاع الدولار تضررت اقتصادياتها، وأفاد بأن كل ارتفاع ١٠٪ للدولار يسهم فى خفض الناتج المحلى الاجمالى للأسواق الناشئة بنسبة ١.٩٪ فى العام..

خبراء ومحللون غربيون يؤكدون دائما ان هدف الصندوق فى مساعدة الدول الفقيرة وتحقيق التنمية المستدامة أصبح محل شك بعد إخفاقه فى العديد من الدول منها المكسيك والارجنتين والبرازيل..

إذن فإن شروط هذه المؤسسات وسياساتها وأهدافها ليست قدرا مكتوبا وأنه يمكن أن تكون تخيرا واختيارا بما يضمن حماية الشعوب من قسوة شروطها وبما يصون السلم الأهلى كما فعلت تونس رغم صعوبة أزماتها الداخلية إلا أنها رفضت الانصياع للشروط واجبرت الاتحاد الأوروبى على توقيع مذكرة تفاهم لشراكة إستراتيجية شاملة بشروط تونسية للحصول على القرض والهجرة غير الشرعية مع تعهد اوروبى بدعم جهود تونس التنموية.

كلى ثقة فى أن الدولة المصرية لديها الإرادة والعقول وأوراق الضغط التى ستحسن استغلالها ولن تنصاع لشروط لا تراعى البعد الاجتماعى وستقوم بواجبها المقدس الذى تقوم به خير قيام فى حماية مصر والمصريين.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة