محمد بازوم
محمد بازوم


النيجر بعد محمد بازوم.. تحديات جديدة أمام التواجد الفرنسي في أفريقيا

سامح فواز

الأربعاء، 09 أغسطس 2023 - 10:53 م

واجهت السياسيات انتقادات الفرنسية في إفريقيا انتقادات لاذعة بعد الإطاحة برئيس النيجر محمد بازوم، إذ كشفت الأحداث الدراماتيكية الأخيرة في البلاد عن فشل وجود فرنسا المتخبطة في المستعمرات السابقة في القارة الأفريقية. 

تحلل صحيفة الـ"تايمز" البريطانية في مقالها الأخير، الذي نُشر يوم الاثنين، سياسات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوصفها "متخبطة" وتلقي الضوء على الفشل الذي أصاب النموذج الفرنسي في تحقيق الاستقرار في المستعمرات السابقة في أفريقيا.

تأكيدًا لموقفها، تلقي الـ"تايمز" اللوم على فرنسا جزئيًا عن ما حدث في النيجر، حيث غيّرت الأوضاع السياسية في البلاد بشكل كبير خلال الأسابيع القليلة الماضية. 

واعتادت النيجر أن تكون واحدًا من أكثر المستعمرات الفرنسية السابقة استقرارًا في منطقة الساحل الأفريقي، ولكن بعد الإطاحة بالرئيس بازوم، أصبحت البلاد تعاني من نفس الفوضى التي ضربت بوركينا فاسو ومالي.

وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذا السيناريو تكرر في الدول الثلاث المذكورة، إذ يتم تقديم بيانات كئيبة حول الحكم السيئ واليأس الذي أحدثته الظروف القاسية المتعلقة بالجفاف وعدم الاستقرار الأمني، وقبل كل شيء، فشل النموذج الفرنسي في تحقيق الاستقرار في أفريقيا.

اقرأ أيضًا: واشنطن: قلقون على صحة رئيس النيجر المحتجز

وقد أظهرت الأحداث في النيجر فشل المخابرات الفرنسية في التنبؤ بالانقلاب، مما يعد فشلاً آخر يضاف إلى قائمة الأخطاء التي تم ارتكابها في مالي وبوركينا فاسو. وتساءلت الـ"تايمز" عما إذا كانت فرنسا قادرة على تحقيق النجاح في المنطقة أم أن وجودها هناك يشكل تحديات أكبر من الفوائد التي تقدمها.

وتجدر الإشارة إلى أن النيجر يعتبر ذو أهمية استراتيجية بالنسبة لفرنسا، حيث تعتمد على البلاد بنسبة 10% من احتياجاتها من اليورانيوم اللازم لتشغيل ممحطاتها النووية.

ومن خلال تحليلها، تشير الـ"تايمز" إلى أن ماكرون كان يسعى لإظهار قدرة فرنسا على نشر قواتها بشكل أكثر فاعلية من القوات الأميركية في المنطقة، بهدف مواجهة التحديات المتعلقة بالجماعات المسلحة. لكن بدلاً من ذلك، أصبح الوجود الفرنسي في المنطقة في حالة من الفوضى.
وفي حالة انسحاب القوات الفرنسية من النيجر، من المحتمل أن تتبعها قوات أميركية، مما قد يمهد الطريق لمرتزقة فاجنر الروس للاستيلاء على النيجر وملء الفراغ السياسي الناجم عن رحيل الدولتين الغربيتين.

وفي الختام، تأتي الأحداث في النيجر كتذكير بالتحديات التي تواجهها فرنسا في تحقيق الاستقرار في القارة الأفريقية، وتثير تساؤلات حول قدرة النموذج الفرنسي على تحقيق نجاح مستدام في المنطقة. إن تحقيق الاستقرار وتوفير الأمن في أفريقيا يتطلب تقييمًا دقيقًا وتعاونًا فعالًا بين الدول المعنية، وربما يكون من الضروري إعادة النظر في السياسات القائمة لتحقيق التقدم المطلوب.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة