الخميس، 10 أغسطس 2023 - 07:09 م

وقف العصفور على الشجرة العالية مع تباشير الصباح ينظم القش، ليبني عشه، فقد نوى أن يتزوج من عصفورة قلبه، ويلبي طلبات عرسها المنتظر، وأخذ يرص القش بانتظام وجمال، ثم أحضر بعض أغصان الأشجار ليزين العش.

 وعندما اكتمل البناء وقف ينادي يا عصفورتي الجميلة هلمي فقد انتهيت من بناء بيتك وزينته لك حبيبتي، فأقبلت عليه زوجته بحسنها وبهائها تحمل في فمها حبة قمح، وأطعمت حبيبها وجلست في عشها ترعى الزوج وتنتظر مجيء عصيفرات صغار.

طار عصفورها ليأتي لها بالطعام وأمرها ألا تغادر العش خوفا عليها من الصياد فسمعت كلامه والتزمت بأيكها، واستمر الحال يذهب هو ليأتي بالطعام، وتظل هي راكدة لا تعمل أو راقدة على بيضها حتى جاء يوم مرض فيه العصفور وشعر بصعوبة في الحركة وعدم قدرة على تحريك جناحيه، فمكث بجانب زوجته وأولاده.

 وعندما طال وقت المرض طلب من زوجته أن تطير وتحضر الطعام لهما ولصغارهما وحاولت أن تطير لتلبي أمر زوجها كعادتها، ولكنها فشلت ولم تستطع فهي تخاف الصياد وفقدت لياقتها ورشاقتها لكثرة مكوثها في العش بلا عمل، واكتفت بإنتاج البيض ومراعاته حتى الفقس، حاولت أن تطير عندما اشتد بهم الجوع فلم تسعفها أجنحتها المعطلة منذ زمن، فركدت بجانب زوجها ونظرت إليه نظرت لوم لأن حبه أفسد طبيعتها وأفسد عليها حياتها.. وتعصبت عليه ونتشت ريشه فرأى الصياد الريش المتطاير فعرف أن هناك بغيته فاقترب منهم وأخذهم بسهوله ويسر فقد كانوا فريسه سهلة.. سهلها عليه العصفور بأنانيته وحب تملكه لمحبوبته.