طارق الزيات
طارق الزيات


« أيام الأستاذ عادي4» قصة قصيرة للكاتب الدكتور طارق الزيات

صفوت ناصف

الجمعة، 11 أغسطس 2023 - 02:34 م

 الحلقة الرابعة

 على بركة الله، قالها والدة، لم يكن يعني الرجل سوى أن تقبل بسمة السكن في الشقة واعتبر ذلك تجاوزا لأصعب مشكلة قد تواجه ابنه، أما عن تهيئة الشقة للزواج فهي مسألة مقدور عليها، واتفق الوالد مع الأبن على أن يفاتح الأخير فريال في مسألة الارتباط حتى يعرف ما إذا كان هناك فرصة أم لا.ألف نهار أبيض، سيب الموضوع كله علي. قالتها فريال وهي فخورة بنفسها فهي لا تتولى موضع إلا وتنجزه، أكد عليها موضوع قبض الجمعية فطلبت منه أن يعتبر العشرين باكو في جيبه .. هكذا قالت له.وضع عامل البوفيه كوب ليمون، على حسابي.. قالت فريال، طلبت أن يروق دمه بالليمون البارد ريثما تجري اتصالاتها، شرب الليمون.. شربه كله حتى آخر قطرة، خرجت فريال وغابت قرابة النصف ساعة، توجهت إلى بسبوسة وقالت لها أن تطلب والدها من تليفونها المحمول، رد عبد السلام فناولت بسبوسة التليفون إلى فريال، قالت له فريال بدون أخذ وعطا حدد ميعاد لأجل أن يأتي الولد مع والده لطلب أيد بسبوسة ولا تتشدد معه، الولد غلبان ومنكسر وعينه هتطلع على مقصوفة الرقبة التي تقف تضحك بجواري ... ثم ضربت فريال ضربة خفيفة على ظهر يدها.

قالت فريال لبسمة لا أريد أن أراك عندي في المكتب يا بنت حتى يأتي ويطلبك من أبوك، هزت بسمة رأسها وهي تبتسم وطلبت من فريال أن تشدد على والدها تحديد ميعاد بسرعة، ضحكت فريال وقالت والنبي أنت طيبة يا بت والواد طيب ونفرح بيكم يا حبيبتي على طول، لكن قولي لأبوك يخف، الولد حالته ضعيفة.

عادت فريال إلى المكتب ومرت منحشرة ما بين مكتبها والمكتب الذي بجوارها وهي تسحب قدماها زحفاً حتى تستطيع أن تمر بجسدها الممتلئ وألقت بنفسها على الكرسي وهي تلهث وتقول: يا الله السلم أصبح متعب جداً، ثم التفتت إليه وهو متطلع إليها وسألته إن كان قد أعجبه الليمون فأجابها بالإيجاب وعندها أخبرته أنها ستعرف اليوم الذي سيحدده الأستاذ عبد السلام كي يذهب هو ووالده لطلب يد بسبوسة.

سألها إن كانت بسبوسة وافقت فقالت له السكوت علامة الرضا يا بني وطالما اتصلت بأبيها كي أحدثه فهي أكيد موافقة، والله إنك مبخت وابن حلال، ابتسم مبتهجاً وفرك يديه وهو يقول أنه يجب أن يطلب لها ليمون كالذي طلبته له، اعتذرت منه وقالت له إن الحلو يؤذيها والسكر مبهدلها.في الموعد كان هو ووالده وشقيقته الكبرى حاملة طفلها الرضيع يقفون على باب شقة الأستاذ عبد السلام، رحب بهم الرجل ودعاهم للجلوس في صالة المنزل، رحبت بهم زوجته وشقيقها وبعد السلام والتحيات حضرت بسبوسة وهي ترتدي بلوز وبنطلون وحذاء ذو كعب عال وتضع بعض الميكب الخفيف وقدمت لهم المياه الغازية.

سمى والده وكبر بينما لكزته شقيقته بكوعها قائلة البت حلوة يا مضروب وهو ينظر إلى بسبوسة كما لو كان يراها لأول مرة، دارت الأحاديث الجانبية وقطعها والده بطلب يد بسبوسة لابنه، بعد عبارات المجاملة وقبول الأب والأم قرأ الجميع الفاتحة ودوت الزغاريد من الصالة ومن الغرفة الداخلية حيث يجلس شقيقاتها الذين لم تتسع الصالة لجلوسهم.لم يستغرق الأمر كثيراً من الوقت وبعدها وقف إلى جوار بسبوسة والتقطت شقيقته لهما بعض الصور وقبله والده ودعا له ولبسبوسة أن يتمم لهما الله على خير وأن يجمع بينهما في خير، وعقبها تحدث الوالدان في الشبكة وتفاصيل الزواج، قبل الأب بخاتم ودبلة وقال إن كل هذه الأمور ثانوية وأهم ما يهمه هو أن يحافظ على ابنته.اتفق الوالدان على تقديم الشبكة يوم الخميس القادم، وقالت أم بسبوسة إن الصائغ الذي في منطقتهم مهاود ويمكنها أن تقلل من سعر المصنعية، لم يعترض أحد وقرروا أن يذهبوا لشراء الشبكة يوم الإثنين.أزدان منزل عبد السلام بعقدين من النور الملون وأحضر دستتين جاتوه وبعض المشروبات الغازية وارتدت بسبوسة فستان بسيط بينما أستأجر هو بدلة كي يحضر بها الخطبة... وضع الدبلة في يدها اليمنى والخاتم في يدها اليسرى ثم قبلها فانطلقت الزغاريد مدوية من شقة الأستاذ عبد السلام وردت جارات أم بسبوسة بالزغاريد عليها.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة