إستر تخطب فى الجمعية النسائية بحزب الوفد - إستر ويصا
إستر تخطب فى الجمعية النسائية بحزب الوفد - إستر ويصا


كنوز| «إستر فانوس» تخطب فى الجامع ضد الإنجليز وتكتب لرئيس أمريكا

عاطف النمر

الأربعاء، 16 أغسطس 2023 - 08:58 م

لعبت المرأة المصرية فى حقبٍ كثيرة من التاريخ المصرى القديم والحديث أدواراً وطنية واجتماعية وتنويرية والسجل حافل بمن تميزن فى النضال الوطنى مع فجر ثورة 1919 التى أججت روح المقاومة ضد الاحتلال، فعرفنا صفية زغلول «أم المصريين» وهدى شعراوى والمسيحية الصعيدية «استر أخنوخ فانوس» التى دخلت المسجد مكشوفة الرأس ومرسوم على يدها الصليب لحضور اجتماعٍ للثوار، ووقفت تخطب فى النساء والرجال ضد الاحتلال .

ربما لا يعرف الشباب الكثير عن «استر أخنوخ فانوس» المولودة بمديرية أسيوط بصعيد مصر فى 19 فبراير 1895 فى أسرة مسيحية ميسورة الحال، وهى ابنة مناضل سياسى وطنى ربى ابنته على الحرية والاستقلال، وزرع فيها حب الوطن وأهّلها لأن تكون واحدة ممن شاركن فى ثورة 19، فلم يقل دورها عن صفية زغلول أو هدى شعراوى، وشاركت معهما فى إيقاظ الوعى عند المرأة ضد المحتل الغاصب، ويكفى أنها لبت النداء الوطنى عندما سمعت الزعيم مكرم عبيد يقول لوالدها عندما زاره فى أسيوط: إن السلطات تخطط للقبض على سعد باشا ورفقائه لنفيهم خارج البلاد، ولهذا تتزعم السيدة صفية زغلول حركة النضال النسائية ضد الإنجليز، سافرت إستر مع والدها للقاهرة لتنضم إلى الحركة النسائية التى تجابه الاحتلال، انضمت لصفية زغلول وهدى شعراوى وأخريات، فوالدها علمها أن حب الوطن والثورة ضد المستعمر فرض، والجهاد فى سبيل مصر هو أسمى الفروض، لقنها المبادئ الوطنية التى كانت سائدة ضد سياسة التفرقة الطائفية التى لعب عليها الاستعمار لتمزيق جسد الأمة الواحد، كان الشعار السائد «الدين لله والوطن للجميع»، والمسجد والكنيسة كانا كياناً واحداً لا فرق بينهما فى بث روح التحدى والنضال، وهذا ما يفسر روح الشجاعة التى تحلت بها استر أخنوخ فهمى التى دخلت المسجد بلا غطاءٍ للرأس ومنقوش على يديها الصليب لحضور اجتماعٍ سياسى يجمع الثوار من النساء والرجال، وعقب الاجتماع لتلقى خطبة حماسية تحث المصريين على مقاومة المحتل، مشهد غير مسبوق خلقته روح ثورة 19 فعاش الهلال مع الصليب.

لم يتوقف نضال استر أخنوخ فهمى عند الخطب، فكتبت خطاباً للرئيس الأمريكى «ويلسون» قالت له فيه: «أرسلنا أربعة رجال للقتال فى المعركة - وتقصد بهم سعد زغلول ورفاقه - ولو تطلب الأمر سوف نرسل 400 وقد يصل العدد إلى 4000 أو أربعة ملايين من أجل تحرير الأربعة رجال فقط»، ووقعت على الرسالة صفية زغلول وهدى شعراوى، ووقعت بعدهما مئات النسوة اللواتى خرجن فى مظاهرات صاخبة ترفض الاستعمار، واستمر نضال إستر مع صديقاتها فشكلن معاً لجنة تمثيل النساء التى تعمل مع حزب «الوفد» وعقدن أول اجتماعٍ فى كنيسة القديس مرقس، وتم انتخاب هدى شعراوى رئيسة للجنة، وإستر ويصا أمينة لها، وبعد ذلك بأعوام شاركت إستر فهمى فى تأسيس الاتحاد النسائى المصرى للارتقاء بدور المرأة فى المجتمع ورفع ثقافتها ووعيها وحثها على المشاركة السياسية والاجتماعية.

وعرفت إستر بلقب «أستر ويصا» بعد زواجها عام 1913 من فهمى بك ويصا الذى كان وزيراً فى حكومة النحاس باشا عقب ثورة 19، وكان عضواً بمجلس الشيوخ، لم يمنعها زوجها الوزير من النضال والدور الاجتماعى الذى كانت تقوم به، تركها تشارك فى تأسيس الحركات والجمعيات النسائية دون أن يشعر بخجلٍ أو يخشى على منصبه، وقدمت الصحف والمجلات المصرية والأجنبية صفحاتٍ ناصعة من سيرتها النضالية، وظلت إستر ويصا تعمل اجتماعياً من اجل المرأة وقضايا وطنها حتى لقت ربها عزيزة النفس فى 28 أغسطس 1990.

مجلة «حركة مصر المدنية»
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة