هشام عطية
هشام عطية


قلب مفتوح

آفات حارتنا!

أخبار اليوم

الجمعة، 18 أغسطس 2023 - 08:48 م

من لا يشعر بالغيرة على إنجازات بلده التى تكلفت مئات المليارات لا يستحق أن يعيش فوق ترابها، من لا يحافظ على ممتلكات هذا الوطن ويباهى بها الأمم لا يحق له أن ينعم فى خيره أو حتى يتشرف بحمل جنسيته..

مع كل إنجاز جديد لا أعرف أن كان علينا أن نفرح أو نحزن، كلما انجزنا انجازا جديدا خشيت عليه من آفة حارتنا الازلية هو غياب ثقافة الصيانة الدورية والحفاظ على المال العام.

مازال وسيظل الخط الثالث لمترو الانفاق الذى تكلف ما يزيد على ١٠٠ مليار جنيه، أحد مباهى هذا العصر التى تشعرك بانك تستقل وسيلة مواصلات فى إحدى الدول الأوروبية، أخشى عليه من مصير الخط الأول، بعد أن تسلل قليلا من الإهمال الى محطاته وقطاراته!. 

لم يعد مستغربا أن تجد أحد السلالم الكهربائية فى محطاته معطلا بالشهور - محطة النزهة مثالا- أو أن تجد سلالم بعض محطات مصر الجديدة تئن من غياب المتابعة الدورية تزعق بعلو الصوت تشتاق للصيانة  والتشحيم.. مع بداية تشغيل الخط الثالث كانت النظافة عنوانا لكل عرباته أما الأن فقد تسربت المناديل الورقية وعلب العصير والكنز تحت مقاعده فى مشهد يثير الضيق والقلق على مستقبل هذا الإنجاز العظيم..

علينا أن نسرع بسد الطرق أمام الإهمال فالأمر الذى قد يحتاج صيانته اليوم الآلاف من الجنيهات إذا اهلمناه قد نضطر فى الغد إلى صيانته بعشرات الملايين من الجنيهات وقد لا تنفع!!. 

نفس الأمر ينطبق على محور الفريق إبراهيم العرابى تلك المعجزة الإنشائية المبهرة كيف نترك ضفيته مرتعا للطباعة الجائلين وتحت كباريه وأنفاقه وبعض مناطقه مقلبا للقمامة ومخالفات البناء؟!..

تحت كوبرى جمال عبدالناصر الذى يتوسط مشروعى أهالينا ١ و٢ عدة فروع ضخمة لبنوك عديدة صارت مهزلة تحدث فى شكل سوق اسبوعى يومى الخميس والجمعة يتسبب فى تعطيل حركة المرور ويشوه المنظر الحضارى للمنطقة ويدمر ارصفتها وينفض السوق ليلة الجمعة تاركا المنطقة التى تكلفت مليارات غارقة فى أطنان من القمامة!. 

آفاتنا الحقيقية هى أننا نضع ايدينا على التشخيص الصحيح لكل أزماتنا ولكن يصيبنا داء «الطناش» لأن الأمر احيانا قد يتطلب منا شجاعة نقد الذات أو الآخرين الذين يحظون باهتمامنا وحمايتنا هذا لا يتوافر لدينا، نترك الخطأ يتراكم فوق الخطأ تتراكم الاخطاء لتهدد إنجازاتنا بالفناء لنجلس نندب حظنا ونبكى على الاطلال نحاول وقتها أن نصلح ما لا يمكن إصلاحه.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة