عادل موسى ينصت لصانع العود
عادل موسى ينصت لصانع العود


الخبير المحلى لاتفاقية صون التراث الثقافى:«اليونسكو» لايمنح صكوك

سمر نور

الأحد، 20 أغسطس 2023 - 07:14 م

احتفلت مصر بمرور 20 عاماً على اتفاقية صون التراث الثقافى غير المادى، والذى اعتمد فى مؤتمر اليونسكو العام الثانى والثلاثين فى باريس عام 2003، وجرى تفعيله عام 2006، وبلغ عدد المشاركين فى الاتفاقية ما يقرب من 181 حتى الآن، وقد كانت مصر من الدول السباقة فى توقيع الاتفاقية حيث وقعتها عام 2005 مع 171 دولة.


 وفى حوارنا مع عادل موسى الخبير المحلى لاتفاقية صون التراث الثقافى غير المادى فى اليونسكو، ومدير جمعية التراث النوبي، التى تمثل عضواً للجنة الاستشارية فى اليونسكو كممثلٍ وحيد للمجتمع المدنى فى مصر، نتعرف على ما قدمته مصر، منذ التوقيع على الاتفاقية، ويبدأ عادل بتوضيح مصطلح التراث غير المادي: «التراث الثقافى غير المادى هو كل ما يتعلق بالتقاليد والعروض الفنية والممارسات الاجتماعية والطقوس والمناسبات الاحتفالية والمعارف المتعلقة بالطبيعة والكون. ويشمل ذلك: الموسيقى والأغانى والرقص وعروض الدمى والمسرح والحرف اليدوية التقليدية والأماكن ذات الأهمية الثقافية.

اقرأ ايضاً| المخرج الجزائرى حميد بن عمرة:السينما التى أريدها لا تنزوى ولا تلهث


ويعتبر هذا التراث الثقافى غير المادى جزءًا أساسيًا من حياة الناس اليومية، ويعبّر عن معتقداتهم ووجهات نظرهم وتراثهم، وجرى اختيار المصطلح «التراث الثقافى غير المادي»، والذى تغير أيضاً إلى «التراث الحي»، لوصف هذا التراث بسبب الصعوبات التى واجهها العاملون فى المجال الثقافى فى التعامل مع المصطلحات المُستخدمة فى المجال.


نسأله: هل توقيع مصر على الاتفاقية ساهم فى تذليل العقبات أمام العاملين فى مجال توثيق التراث غير المادي؟
يتطلب فهم المصطلح جهودًا مكثفة لأن النجاح فى الحفاظ على هذا التراث يعتمد على قبوله من الجمهور بشكل عام، وقد جرى بحث الجانب القانونى لحماية هذا التراث على مستوى دولي، مع التركيز على حقوق النشر وتطبيقها على «الفولكلور» والثقافة التقليدية، ولكن رغم ذلك لا يزال هناك جدل حول مدى قدرة قوانين حقوق النشر على استيعاب تعبيرات التراث التقليدى مثل: الأغانى والحكايات الشعبية، ومنذ التوقيع على الاتفاقية ثم الدورات المتلاحقة التى قامت بها «اليونسكو» للتعريف بهذه الاتفاقية شهدنا زيادة هائلة فى الوعى بأهمية التراث الثقافى غير المادي، وقد أدى ذلك إلى تطوير استراتيجياتٍ رائعة لحمايته والحفاظ عليه.


ما الذى قامت به مصر فى هذا الصدد؟
فى مصر، تم دمج الصناعات الثقافية المحلية فى التنمية، وأدمجت وزارة الصناعة معلوماتٍ عن الحرف اليدوية التقليدية فى برامجها، كما يجرى تشجيع الحرفيين التقليديين على المشاركة من خلال مشروعات تتبناها الجمعيات الأهلية بالتعاون مع «اليونسكو» مثل: المشروع الذى قامت به جمعية المأثورات الشعبية بالتعاون مع محافظة القاهرة لتوثيق حرف القاهرة التاريخية، فقامت بعقد عدة ورشٍ تدريبية لأرباب الحرف التقليدية بالقاهرة للتعريف بالاتفاقية، ومضمونها وتأثيرها عليهم. كما قامت جمعية التراث النوبى بإعداد مجموعة من المحاضرات للتعريف بالاتفاقية، وأهميتها وكذلك حدث فى عدد من المناطق التراثية فى مصر والعالم. ومن خلال زيادة الوعى، وتعزيز الاحترام والتقدير للتراث الثقافى غير المادى للمجتمعات المحلية، مما يساعد على الحفاظ على التنوع الثقافى.


تشاع تخوفات من التباطؤ فى تسجيل عنصرٍ تراثيٍ ما وسبق دولة أخرى فى تسجيله مما يمثل خطراً على التراث المصرى .. كيف ترى ذلك؟
تسجيل العنصر لا يعنى منح الدولة صك ملكية للعنصر المسجل، فتسجيل مصر للطعمية مثلاً لا يعنى أن الطعمية مصرية، بل يعنى أن الطعمية موجودة فى مصر، ويمكن لدول أخرى تسجيلها أيضاً باعتبار أنها موجودة بالفعل كتراث لديها، ولا يمنع تسجيل عنصر ما وجود أسبقية لدولة عن الأخرى فى التسجيل، ولا حتى أسبقية فى تواجد التراث لديها. اليونسكو معنى بتسجيل التراث الحى أى بتسجيل العناصر الموجودة أو التى تمارس حتى لحظة تسجيلها.

مصر سجلت خلال هذه الفترة سبعة عناصر حيث سجلت: مهارات ومعارف وممارسات النخيل، مهارات ومعارف وممارسات الخط العربى والتحطيب والسيرة الهلالية والأراجوز، ومهارات النسيج اليدوى الصعيدى ورحلة العائلة المقدسةK وتستعد إلى تسجيل ملف الفنون والمهارات والممارسات المرتبطة بالنقش على المعادن، هناك قوائم للعناصر الموجودة بالفعل، لكن حين يكون هذا العنصر مهدداً بالانقراض يُضم إلى قائمة الصون العاجل بمعنى: أن يُسجل العنصر للبلد وتُمنح الدولة دعما ماديا لإنقاذه، وهو ما حدث مع الأراجوز مثلاً، لكن للأسف لم نحصل على دعم مادى لأسباب إدارية.


وماذا عن ملف «المأكولات والطب الشعبى النوبي» الذى كان من المُفترض تقديمه إلى «اليونسكو» وإدخاله فى قائمة الصون العاجل؟
ملف المأكولات والطب الشعبى النوبى ينتظر شريكاً حكومياً لتقديم أوراقه إلى «اليونسكو» وقد تقدمنا بأوراقنا لوزارة الثقافة منذ عام 2022 ولم نتلقِ الرد بعد، وأسعى لعمل شراكة مع محافظة أسوان، حيث إن تجربة جمعية المأثورات فى الشراكة مع محافظة القاهرة، والتى شُرفت فى المشاركة بها، كانت مثمرة ونتج عنها فرز كوادر للتوثيق فى المحافظة فى مجالات بحثنا، وهو أمر أتمنى حدوثه فى كل محافظات مصر، فأهل المحافظة أولى بتوثيق تراثها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة