أحمد الإمام
عصير القلم
مش كلام أغانى
السبت، 26 أغسطس 2023 - 12:34 م
..حب الوطن والانتماء له أمر بديهي لا يحتاج إلى مراجعة أو مناقشة، فالانسان السوي الطبيعي يعشق تراب وطنه ولا يتردد في التضحية بحياته إذا لزم الأمر دفاعًا عن أراضيه واستقلاله.
والتاريخ المصري القريب والبعيد يزخر بآلاف النماذج لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم.
يكفي أن يوجه الوطن النداء لأبنائه فتجدهم يسرعون لتلبية النداء بدون تردد أو تفكير .. والحروب العديدة التي خاضتها مصر والمحن التي ألمت بها خير شاهد على ذلك.
المصريون ليسوا هم حفنة الشامتين الذين يشوهون كل ما هو جميل في هذا الوطن ويشككون في كل الانجازات الضخمة التي تحققت على ارض الواقع خلال السنوات الماضية وتحديدًا منذ تولي الرئيس السيسي مسئولية البلاد.
المصريون ليسوا أيضا أصحاب النظارات السوداء الذين احترفوا لغة التشاؤم وتصدير الإحباط والطاقات السلبية للمواطنين ومنحهم شعور اننا «رايحين في داهية».
المصريون بحق هم البسطاء الذين يكافحون من أجل تربية أولادهم أحسن تربية ، ويعملون ليل نهار من أجل لقمة عيش حلال .
لا يطمعون في الحصول على شاليه في الساحل الشمالي أو مزرعة بالطريق الصحراوي.
المصريون يواجهون متاعبهم بالنكتة الساخرة والضحكة الصافية والجملة السحرية التي لاتفارق ألسنتهم «الحمد لله».
وصدقوني ده مش كلام أغاني .. المعدن الحقيقي للمصريين ظهر في 6 اكتوبر 1973 ، وظهر في 30 يونيو 2013 ، وظهر مع كل انتصار يحققه المنتخب الوطني في كرة القدم وغيرها من الالعاب الاخرى ، وهيظهر في كل أزمة بتمر بيها مصر.
صحيح عندنا مشاكل وازمات كتيييير بس ياما دقت على الراس طبول وقدرنا نعدي قبل كده بأزمات أكبر وأخطر منها.
صحيح العيشة غالية والاسعار بقت نااااار بس مفيش حل غير اننا نصبر ونستحمل ونشتغل ، وكله هيعدي .. البلد دي عمرها ماهتقع ابدا لانها محروسة بعناية المولى وسبحانه وتعالى ومسنودة على قلوب ولادها.
ربما تكون هناك بعض مشاعر الغضب والسخط لدى البعض أو لدى الاغلبية تحت تأثير بعض القرارات الاقتصادية والضغوط المادية التي تطحن الأسر المصرية مع اختلاف طبقاتها.
ولكن كل هذا الغضب لا يمكن أن يتحول الى مشاعر عدائية تجاه الوطن بدليل أن الصائدين في الماء العكر حاولوا مرارًا وتكرارًا من خلال منصاتهم القذرة ومنابرهم الاعلامية المشبوهة تحريض المصريين على الثورة مجددًا والخروج على النظام ، ولكن كل دعواتهم كان مصيرها الفشل الذريع.
الانتماء للوطن قيمة ثابتة لا تتغير شأنها شأن العقيدة الدينية والمبادئ الاخلاقية التي يولد بها الانسان ويموت عليها.
علشان كده ممكن نزعل على أحوال بلدنا بس عمرنا ما هنزعل منها.
ممكن ننتقد بعض القرارات والاجراءات وحتى السياسات بس لازم نتفق ان النقد لازم يكون بناء يسعى للاصلاح ويبحث عن الخير لوطننا وليس نقد هدام مغرض الهدف منه العودة لنقطة الصفر وتحطيم كل الانجازات الكبرى التي تحققت خلال ال8 سنين اللي فاتوا .
ولازم نفرق بين اللي بينتقد وضع خاطئ وهو عاشق لبلده وعايز يشوفها احسن بلد في الدنيا ، وبين اللي بينتقد علشان يشوه ويهد كل حاجة حلوة لان ده في النهاية نبت شيطاني طلع في الارض الطيبة ينتمي لجماعته الارهابية وعمره ماعرف يعني ايه وطن.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة