قصة قصيرة للكاتب غريب الشعراوي
قصة قصيرة للكاتب غريب الشعراوي


«على الطاير» قصة قصيرة للكاتب غريب الشعراوي

صفوت ناصف

الخميس، 31 أغسطس 2023 - 08:31 م

لوليتا ..... شيطانة عجوز ...ترتدي ثوب ...الطهارة والنقاء.. وتضع على وجهها مسكا لوجه القمر، تزوجت تلك الشمطاء ... من أصغر أباليس قومها، أثمر اللقاء المتوج بألسنة النار. ًعن تفاحة طيبة المظهر خبيثة الجوهر، هذه الثمرة كم أينعت في عيون فتيان الحي، تسابق عليها الشباب كفراش مبثوث.. تلهج أفئدتهم.. وتنهج ألسنتهم...بحروف الغزل، لعل أحدهم يحظى.. بالفوز بتلك التفاحة الفواحة بأريج الجمر.

 

تتمنع تلك الثمرة المحرمة، تتمايل يمنة ويسرى، تتدلل.. وأحيانا أخرى تتعلل بأن إخوتها ملائكة النار ... يحاصرونها من كل مكان، إذن هي توحي لأعين الناظرين.. أنها جوهرة مكنونة، ولا أحد يدري أنها كعصا سحرة فرعون ... ترهب بها أعين الناظرين ذات الشمال.. وذات اليمين.

 

بعد دراسة حالة كل غرير ساذج من بلهاء القوم. وبعد وضع خطة الإمساك بأولى ضحايا ابنة إبليس البكر تنكرت تلك الحية في ثوب العفة والشرف... يحمر وجه الشيطانة خجلا حين يهامسها مغفلها المطلوب، تثير فيه شهوة التقرب منها.. تغرد له كل صباح.. وتهمس له كل مساء.

 

تحول هذا الأبله الغرير.. عصفور نار حط من قيعان العالم الآخر، انصهر العصفور في آتون تلك الرغبة المدمرة هو يريدها له بأي شكل أو ثمن، تحدثه نفسه: هي مبتغاك تلك الملاك.. هي تهواك.. تتمنع ولكن في خبث زبانية جهنم الحمراء.. وهو لا يدري أنها تتمتع بقراءة سيناريو النهاية الأسود المظلم لهذا الغرير الصغير، أحال على أمه كل من يعرف ولا يعرف من أبناء عمومته.. وكل أخواله حتى ترضى أن تذهب معه لخطبة تلك العروس المنتظرة، لحظات صمت تسود أروقة المنزل العامر بأنوار الإيمان.

الأم في النهاية ترضخ لتوسلات دموع.. يحيا.. فلذة كبدها.. الأم حددت موعدا لزيارة عروس جهنم.

 

منزل العروس تزين بكل مظاهر.. الغش والخداع.. وعند دخول الام ويحيا وخاله الكبير، قام الأب الإبليس الأكبر باستقبال وفد العريس على باب منزله الفسيح المليء بزخرف الحياة.

توارت العروس الجهنمية خلف أستار الخديعة، جلس وفد العريس قرابة الساعة بصحبة الشيطانة الكبيرة، وفي ضيافة الإبليس الأب، وكعادة الأبالسة والشياطين في البراعة بنسج كل خيوط المصائد والمصائب فقد أحكموا.. تكبيل الوفد بكل حبائل الشيطان الرجيم

 

وتكميم العقول بمعسول الكلام وأوثقوا قيد العريس بمقدم مهر قوامه..20 مليون ليرة سورية، وأخرى مثلهم كمؤخر.. عقد الزواج.

 

وعندما أبدى.. الحضور.. شيء من التململ والضجر والتأفف المنصهر في دمعات الندم ..

 

أطلقوا عليهم الشيطانة الصغيرة.. لإغراء هذا الأبله المدلل والذي ما إن رآها وقد رسمت على وجهها علامات عدم الرضا بل إنها هددت بعدم إتمام الزواج.. إلا وانهار الأبله.. على عتبات.. تمنع تلك الشيطانة

الصغيرة .... وانتهت الزيارة.. وتم الاتفاق.. على إتمام الزواج وبعد. فترة ليست بالقصيرة وقد ظهر الوجه القبيح لتلك الشيطانة اللعينة

 

طلبت من الأسرة إتمام الزواج خلال شهرين من الآن وإلا ستتقدم إلى الشرطة بعقد الاتفاق المبرم بينهم .. وحبسه.. ووقعت الواقعة على رأس الأسرة الآمنة في سربها.. ومازالت الأسرة تتحسس على رأس أفكارها لعلها تخرج من تلك الورطة

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة