الأحد، 03 سبتمبر 2023 - 06:22 م

استطاع الباحث عمرو فتحي أن يقدم كتابا يعد دليلاً إرشادياً للقارئ، حيث جمع ترشيحات كبار المفكرين والأدباء لأفضل الكتب والروايات التى قرأوها، وقد حمل كتابه عنوان «قائمة القراءة»، ويقول المؤلف فى مقدمة  الكتاب الصادر عن دار الكرمة: «جاءت فكرة أن أجمع فى كتاب واحد ترشيحات أهم الكُتَّاب والكاتبات العرب، الراحلين منهم والأحياء، لكتب عربية وأجنبية، يرون أنها مهمة، أو تأثروا بها، ولذلك يرشحونها للقرَّاء للاستمتاع بقراءتها، والاستفادة بما تقدمه من خبرات إنسانية، تسهيلًا للقرَّاء وتعريفًا بالكتب التى أثرت فى مبدعينا الكبار».

رشح أديبنا العالمي نجيب محفوظ الأعمال الكاملة لوليم شكسبير، ورواية «لعبة النهاية» لصمويل بكيت، ويرى أن روايات الأديب التشيكي فرانز كافكا، أقرب إلى النكتة مع أنها منطقية جدًّا، وقد عبر عن  تأثره جدا برواية «عودة الروح» لتوفيق الحكيم التى يراها أكثر الأعمال الروائية تأثيرًا فى نفسه، فلم يقرأ قبلها رواية بهذا الجمال، وهذه الخفة والرشاقة، وعندما نضج محفوظ أدرك أن منزلة الحكيم الحقيقية هى فى الكتابة المسرحية، وليست فى الرواية، وأن «عودة الروح» ما هى إلا مسرحية مكتوبة بأسلوب روائي. بينما يجد د.يوسف إدريس أن الكتب التى غيرت حياته قليلة جدا مثل كتاب عن علم الفلك، وكتاب فلسفى «كيف تكون سعيدا ولكن إنسانا»، ومؤلفات عميد الأدب العربى د. طه حسين، كما يعتقد أن رواية «الحرافيش» لنجيب محفوظ عمل يرقى فوق مستوى العالمية، ويكفى أن يكتب مبدع فى حياته عملًا واحدًا كـ«ملحمة الحرافيش» ليخلد أبد الدهر.

كما تحدث عن الكاتب المسرحى السويدى فريدريك دورينمات قائلا: «أعظم كاتب مسرحى معاصر فى رأيى المتواضع أستاذ مسرح النصف الثانى من القرن العشرين، ذلك أن هذا الرجل يتمتع بموهبة القدرة على خلق الأسطورة الحديثة التى يُحرك بها الواقع الآسن، ويجعل منه فنًّا عظيمًا، أجلُّ ما بهرنى فى دورينمات ككاتب مسرح، هو قدرته على اختراع حدوتة مسرحية معاصرة، بينما العادة جرت فى معظم كُتَّاب المسرح أن يلجأوا إلى الميثولوجيا الإغريقية، مثل: «أوديب»، و«بجماليون»، و«إلكترا»، و«الذباب»، ويُعيدون كتابتها برؤية حديثة ومبتكرة. أما أن تخترع أسطورة حديثة تمامًا، منتزعة من صميم عصرها ومتناقضاته، فتلك لا بد موهبة من نوع فذٍّ تمامًا. ومن هنا يختلف «دورينمات» عن معاصريه من كُتَّاب المسرح العالميين».. اتفق أغلب الأدباء فى هذا الكتاب، على أن «ألف ليلة وليلة» من الأعمال المهمة، التى يجب على القارئ قراءتها؛ حيث تفتح آفاقا من الخيال، يملك سحرا خاصا فى حكاياته. وقدم المؤلف ترشيحات عدد كبير من الأدباء مثل: إبراهيم أصلان، وسعيد كفراوي، وجبرا إبراهيم جبرا، وأميل حبيبي، وأحمد مراد، ونائل الطوخى وغيرهم.