الإثنين، 04 سبتمبر 2023 - 07:43 م

جلس الفأر ينعى حظه الملعون الذي أوقعه في عش خالي من الفراخ أو بيضها.. أخذ ينتحب ويولول.. لِما خلقت ذليلا منكسرا.. و غيري ينعم بالجبن وأكل العصافير..

مرت بجانبه فأره تتمتم أين صغاري.. ألم تراهم يامن تولول يا مسكين.. فأخرج رأسه من العشة الخالية: ما بك يا أختاه.. لم تبكين وقد أكلت ما لذ وطاب.

قالت: أولادي تائهين ولا أدري سأراهم أم قتلهم إنسيٌ لئيم..

فنظر الفأر إليها نظرة نارية.. ليس بها شفقة أو حنية.. وكمان عندك أولاد يا جنّيَه.. أكلت وشبعت وأنجبت.. أنت ذات حظ ناري وصفا بالك من السعي وراء سد الجوع وملأ البطن ونضيف أن لك ذرية.. لم أر حظ مثل حظك أيتها الفأرة الذكية...

سمعت كلامه الفأرة وقبل أن ترد عليه رأت أولادها تُلقَى من أسطح عالية.. قالت يا ويلتي.. قد أصابتني لعنة عينيك الناريتين.. وحسدتني على نعم لم أكن لها ساعية.. وأنت في عشك آمن رغم خوائه ولكنك تتنفس وتسعى وتأمل بأن تنال لقمة هنية.. أما أنا فالموت عندي أرحم من عيشٍ وسط فئران مثلك أيها الفاني.. خذ طعام أعده لي أحدهم لا حاجة لي به الآن فخذ نصيبي الذي استكثرته عليّ.. فتناوله الفأر بنهم شديد.. في الحال سقط صريعا.