بليغ حمدى
بليغ حمدى


كنوز| شهادات لا تموت فى حق نهر الألحان المصرية

عاطف النمر

الأربعاء، 06 سبتمبر 2023 - 07:36 م

ثلاثون عاما وألحانه تملأ الدنيا طربا ونشوة وبهجة رغم غيابه عنا فى 12سبتمبر 1993، فى هذا التاريخ سكن الحزن قلوب محبيه وعشاق ألحانه التى صنعت نجومية كبار المطربين والمطربات ،  أنه العاشق الولهان بمصر التى تغنى بها وغنى لها فى مناسبات الفرح والانكسار ، أنه نهرالالحان المتدفق الشهير ببليغ حمدى ، الذى ظلم كثيرا ومات مريضا مقهورا ، ولم ينل التقدير الرسمى الذى يستحقه ، كان - رحمه الله - خجولا ووديعا وعطوفا وإنسانا بكل معنى الكلمة ، لم يكن يحب ان يتكلم عن نفسه ، كان ينتابه الخجل عندما يسمع كلمات مديح ، كان استثنائيا فى تواضعه ، وفى ذكرى رحيله نقدم بانوراما سريعة من افواه من تكلموا عنه : 

قال عنه الشاعر الكبير كامل الشناوى  الذى تبنى موهبته وآمن بها: «بليغ حمدى طالب حقوق فاشل .. لكنه أمل مصر فى الموسيقي» . 

وقالت عنه سيدة الغناء العربى أم كلثوم فى حديث إذاعى مع وجدى الحكيم: « بليغ ده نهر متدفق هادر من الأنغام الجميلة سيبوه يعمل أغانى عظيمة .. لكن الأغانى الوطنية وأغانى المناسبات عندكم ملحنين كتير يعملوها .. بليغ ثروة قومية حافظوا عليها ..وحاولوا ما تزعلهوش أبدا « .

وقال الموسيقار محمد عبد الوهاب : « بليغ محظوظ ..لأن ربنا بينعم عليه بجمل غنائية عبقرية .. قلما ينعم بها على فنان كل 50 سنة .. وأعتقد أن بليغ حالة فنية نادرة جداً لن تتكرر حتى بعد 500 عام وليس 50 عاما فقط .. وأنا لما بنسى نفسى وأدندن ألاقينى بدندن ألحان بليغ حمدى.. بليغ موهبة جبارة «.

وقالت عنه حبيبته وردة : « بليغ كان موسيقارا مبدعا فذا .. لكنه كان زوجا فاشلا ينسى كل شيء من أجل أن يقدم لحنا جديدا .. أردته لى وحدى .. أذهلنى بأغنيات سيرة الحب ، والحب كله التى غنتها أم كلثوم .. كانت الغيرة تسكننى إلى أن وقعت فى حبه ، كان كريما معى علمنى كثيراً وأبكانى كثيرا، حياتى كلها فى كفة وعلاقتى ببليغ الإنسان فى كفة أخرى ، هربت منه إليه كتب ولحن لى بودعك التى كانت وداعا حقيقياً للأسف الشديد لم يسمعنى أؤديها بعاطفة وإحساس عال لأن الموت كان أسرع «. 

وقال عنه منافسه الموسيقار محمد سلطان : « بليغ كان إنسانا وفنانا فوق العادة ..ألحانه تتحدث عن موهبته أذكر حينما كان فى باريس فى آخر أيامه كان يتصل بى بصورة شبه يومية ويقول لى بمنتهى الأسي» أوعى يا محمد تسيب مصر، كفاية أنا سبتها غصب عنى « ، ولا أنسى تنافسنا الرائع فى حقبة السبعينيات عبر صوتى وردة وفايزة أحمد كان زمن جميل وراح «.

وقالت تلميذته التى اكتشفها عفاف راضى : « لن أنسى بليغ أبداً، كان أستاذا بمعنى الكلمة صاحب فضل عليّ لن أنسى ما حييت ألحانه الرائعة التى قدمها لى منذ بداية مشوارى فى عام 1970».

وقال عنه الكاتب الكبير أنيس منصور: « بليغ حمدى كان ضعيف فى الحب .. عنيف فى الخصومة .. كان يهاجم عبد الوهاب بخشونة لأنه أعتقد أن عبد الوهاب يريد ان يقضى عليه .. ومن أسوأ الخناقات التى عرفتها بين العمالقة سوء الفهم الذى كان بين بليغ حمدى ومحمد عبد الوهاب». 

بينما قال عنه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ على الملأ فى حفل غنائى عام 1971 : « بليغ هو امل مصر فى الموسيقي». 

وقالت عنه شادية التى صاغ لها اجمل اغانيها الوطنية وفى مقدمتها «يا حبيبتى يا مصر»: «بليغ حمدى هو سيد درويش العصر، وهو امتداد له فى غزارة الالحان ، واستكمل مشواره فى تطوير الاغنية التى كان يحلم بها سيد درويش». 

وقال عنه «عندليب الصحافة» محمود عوض : « كنت عائدا معه فى سيارته من الإسكندرية .. سألنى عن سبب حرصى على التواجد فى القاهرة قبل السادسة مساء ، شرحت له موعدى مع د. طـه حسين، اوصلنى بليغ لفيلا «رامتان» ، وأكد لى انبهاره منذ الصغر بأسلوب طه حسين ، فهو يرى ان أسلوبه فيه من الموسيقى ما كان كفيلا بجعله موسيقارا كبيرا لو لم يتجه الى الأدب ، بليغ كتلة من الثقافة والحس والوطنية والمشاعر . 

رحمك الله يا بليغ الالحان . 

« كنوز»
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة