أيمن فاروق
تهريب الآثار والتنظيمات الإرهابية
الإثنين، 11 سبتمبر 2023 - 03:05 م
الجماعات الإرهابية خوارج هذا العصر، يتحدثون باسم الدين والإسلام منهم براء؛ عدد من الشباب انضموا لتلك الجماعات المتطرفة، تحت زعم أن الطريق إلى الجنة يبدأ من هناك!، وآخرين تم غسل عقولهم بخرافات ومبررات واهية، فأين العقل والمنطق؟، هل انتشر الإسلام بحد السيف؟، أم بالحكمة والموعظة الحسنة.
هذه الكلمات كانت مجرد استهلال، للإجابة على سؤال؛ من أين تنفق تلك التنظيمات الإرهابية وما هي مصادر تمويلها؟، تنظيم داعش في وقت ما صُنف على أنه أغنى منظمة إرهابية في العالم، لسيطرته آنذاك على مساحة من الأراضي الكبيرة، واقتصاده كان يقارب حجم اقتصادات بعض الدول الصغيرة آنذاك، كما أنه صعد سريعا في سنوات قليلة، فمصادر تمويل داعش التي تناهز ملياري دولار، ويتحصل عليها عبر نهب الأموال خلال سيطرتهم على مدينة الموصل واستولى أحد الإرهابيين بالتنظيم المتطرف على سبائك ذهبية تقدر بأربعمائة وثلاثين مليون دولار من البنك المركزي بالعراق، بالإضافة إلى نهب أموال من مناطق أخرى، كما أن النفط الخام يعد ثاني أهم مصدر تمويل لداعش ويعد شمال سوريا من المناطق الغنية بالنفط الذي سيطر عليها، كما ان تبرعات الأثرياء، تدعم وتمول تلك التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى أن هناك جمعيات خيرية تشجع التابعين لهم في توجيه أموال الذكاء والتبرعات إلى السوريين بحجة الإغاثة لكن تلك الأموال تصل إلى داعش والنصرة بشكل خاص.
لم تقتصر مصادر تمويل الجماعات الإرهابية على ذلك فقط لكن هناك تجارة السلاح، وذلك يؤكد على أن تلك التنظيمات الإرهابية ما هي إلا عصابات منظمة ومهربين يتخفون خلف اللحية ومصطلحات ومسميات إسلامية، والإسلام منهم براء، مصادر تمويل أخرى لتلك التنظيمات الإرهابية، من بينها تهريب الآثار، أبرز تلك العمليات التي قامت بها تنظيمات إرهابية مثل داعش والقاعدة كانت في سوريا والعراق، والغريب أنهم كانوا يعتبرون هذه الآثار أصناما وحجارة، فحطموا بعضها تلك التي لن يتمكنوا من تهريبها، لكن الكثير احتفظوا بها وهربوها إلى بعض دول أوروبا، للحصول على المال.
السرقة أيضا والاتجار في البشر والخطف، مصادر تمويل أخرى للتنظيمات الإرهابية، أما بيع القطع الأثرية فهم يعتبرونها مصدر مربح وتعد ثالث أكبر مصدر للتمويل، وقد أفادت تقارير صادرة من منظمات حقوقية أن الإيرادات من بيع الآثار المنهوبة من موقع أثري بمدينة النبك غربي دمشق وصلت إلى 36 مليون دولار.
كما كشفت تلك التقارير، أن «البيت كوين»، اعتبرته تلك التنظيمات الإرهابية بديلا مناسبا لتمويلها أيضا، وخاصة مع إجراءات الدول الصارمة للحد من جرائم غسيل الأموال، وبدأت تنحصر قدرة التنظيمات الإرهابية على الاعتماد على الخدمات المصرفية الرسمية، مما جعلهم يعتمدون على وسائل أخرى للتمويل واستخدموا «البيت كوين» كبديل للعملة الورقية، لما تتسم به من خصائص إخفاء هوية مستخدميها مما يسهل على الجماعات الإرهابية استخدامها، المخدرات تعتبرها التنظيمات الإرهابية، مصدرا للتمويل، وتبرر استخدامها، رغم أنها تقطع أصابع من يدخن السجائر إلا أنها تتاجر فى المخدرات، فعلى سبيل المثال تورط تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى فى تهريب القنب والكوكايين وحماية تجار المخدرات، لهذا فإن هذه التنظيمات الإرهابية الشيء ونقيضه في آن واحد.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة