الروائي والقاص حمدي الجزَّار
الروائي والقاص حمدي الجزَّار


«الجزار»: «العروس».. لا تقدم تأريخاً للوقائع أو الشخصيات

سيد علي

الأحد، 17 سبتمبر 2023 - 06:06 م

لم يخض الروائي والقاص حمدي الجزَّار تجربته الإبداعية الأخيرة إلا بعد رحلة ثرية تضمنت العديد من العلامات السابقة مثل:«سِحر أسود»، و«لذَّات سرِّية»، و«الحريم»، و«كِتاب السطور الأربعة» وقد حصد عدة جوائز منها: جائزة أفضل رواية مصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2015، وجائزة «بيروت 39» عام 2010، وجائزة «ساويرس» عام 2006 ، وقد تُرجمت بعض إبداعاته إلى الإنجليزية والتركية والفرنسية والجورجية والتشيكية، ومؤخرًا صدرت أحدث رواياته «العروس» عن دار ديوان للنشر، ومنها انطلق حواري معه.

- في روايتك الجديدة «العروس»، تفاصيل وتناقضات وإسقاطات رمزية بين الماضي والحاضر بمختلف المجالات، وفي النهاية دعوة للتمسك بالأمل والتفاؤل.. فكيف ترى ذلك ؟

لعلك لاحظت أن الراوى هنا هو السارد العليم، الضمير الغائب، على خلاف رواياتى السابقة التى كتبتها على لسان الشخصية الأساسية فى الرواية، لهذا السبب انفتحت رواية «العروس» على عالم واسع يحدث فى زمن المضارع، وعلى عودات إلى ماضى الشخصيات ونشأتها وتاريخها، وإشارات إلى مستقبل ما، عادة لا أقدم تفسيرات أو تأويلات لروايتى، فهو أمر خارج الرواية التى جرت بالفعل، وهو من صميم عمل الناقد، وتذوق القارئ، وإن كنت ترى أن النهاية تتمسك بالأمل والتفاؤل، فهذا جيد وجميل، وفى رأيى أن الرواية الجميلة يرتبط فيها كل تفصيل، وشخصية، وحدث، بكل تفصيل وشخصية أخرى، كالعلاقة بين عزف آلات موسيقية عديدة، ومنفردة، تقوم جميعًا بأداء «سيمفونية» واحدة، فالنهايات ترتبط بالمقدمات، والمصائر دائمًا هى ثمرة الأحداث.

- بناية «العروس» شيدت فى الخمسينيات، ومكونة من سبعة طوابق، فهل هى تقديم وتقييم  لسبعة عقود من تاريخ مصر الحديث؟

البناية مكان أدبى متخيل، عمارة فريدة من سبعة طوابق، تقع فى قلب القاهرة وشارع قصر النيل، هكذا هى فى الرواية، لكن العجيب أن هناك بناية تشبهها بشارع طلعت حرب، لم أنتبه إليها أثناء كتابة الرواية!، تعرف أن رقم سبعة يحمل دلالات متعددة فى ثقافتنا، خاصة فى الكتب السماوية الثلاثة: القرآن والأنجيل والتوراة، وإجمالًا هو يشير إلى الكمال سواء المادى أو الروحي، فهو يشير إلى تمام الخلق، كما إلى تمام المحنة، وتمام الأيام كذلك، أما أن الرواية هى تقديم وتقييم لسبعة عقود من تاريخ مصر الحديث، فقد تكون الإجابة بـ نعم عند قارئ، وبـ لا عند آخر، لأنها رواية لا تقدم تأريخًا، ولا تقوم على وقائع أو شخصيات تاريخية، ولا تكتب عن هذا بشكل مباشر، ولكن هناك إشارات إلى بضع شخصيات تاريخية، بأسمائها وتماثيلها الحاضرة فى قلب القاهرة، كطلعت حرب، ومصطفى كامل.  

- من أين يبدأ الواقع، وأين ينتهي في «العروس» وما المشكلات التي واجهتك لتضفير الأحداث؟

يبدأ الواقع من الأماكن التى تجرى بها أحداث الرواية، فهى أماكن موجودة فى حسنا المشترك جميعًا، نعرفها ونخبرها كأهم معالم مدينة القاهرة، كميداني: طلعت حرب، والتحرير، وحيّ السيدة زينب، والنيل والأهرام، وهى أماكن روائية بمعنى حضورها كمسرح تتحرك فوقه شخصيات متخيلة، وكما صورها سارد الرواية، أما عن المشكلات التى واجهتنى لتضفير الأحداث، فالعروس روايتى الأطول، وكذلك العمل الذى استغرقت فى كتابته سنوات أطول، وكلما كان العمل أطول، والشخصيات والأحداث أكثر زادت المشكلات الفنية بالطبع، لكن الحلول كانت تجيء دائمًا، والرواية على تعدد شخصياتها وأماكنها تدور فى ليلة واحدة، ليلة رأس السنة، وتستغرق نحو16 ساعة لتصل إلى النهاية، وأحتاج تنظيم هذا الزمن المحدود إلى الكثير من الحلول الفنية والجمالية.  

- تعودت على قراءة إهداء فى صدر أية رواية أو كتاب، لماذا اختفى ذلك من «العروس»؟
لم أهدِ أيًا من أعمالى إلى أحد، أرى أن هذا الإهداء زائد عن الحاجة، وخارج النص، ولا ينتمى إليه، وقد يكون ثقلًا على النص،  يوجه القارئ وجهة تفسير أو تأويل معينة، إنه إجراء غير أدبى.

- ما مشروعك الأدبى القادم؟
أكتب حاليًا رواية جديدة، ولديَّ عشرات من القصص المنشورة لم تصدر فى كتب بعد، ربما أعد قريبًا مجموعة قصصية منها.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة