الخميس، 21 سبتمبر 2023 - 05:58 م

يحكى الناس فى العراق قصة حدثت فى قديم الزمان عن أم من بغداد عاشت فى بيت قريب من الشاطئ مع رضيعها الذى لا يزيد عمره على سبعة أشهر فقط، وفوجئت يوماً بالفيضان يهاجم المنطقة وهى لا تجيد السباحة، ولم يكن أمامها إلا خيارين: تبقى فى مكانها وتموت مع ابنها، أو تعبر به على أمل أن تنقذه.

وضعت الأم رضيعها على رأسها، ونزلت به الماء، تصارع الأمواج المندفعة، يبتلعها الماء فتغطس حتى تختنق، ويلفظها فتخرج لتلتقط أنفاسها.
عبرت الشط على مودك وخليتك على راسى

بكل غطة أحس بالموت وبقوة أشهق أنفاسى

وظلت تكرر ما تفعل، والرضيع لا يبالى فوق رأسها، ولا يدرى ماذا يحدث، حتى وصلت إلى الجهة الأخرى، فالتقط الناس الطفل، ووجدوها ميتة!

القصة تكررت فى دولة أوروبية ولكن الأم بدلاً من أن تضع وليدها على رأسها، حملته على يديها، فمات الابن ونجت الأم.

وحين كتب الشاعر عزيز الرسام كلمات الأغنية ولحنها وغناها القيصر كاظم الساهر، فإن كليهما أراد أن يعرف العالم تضحية الأم العربية من أجل أولادها، لكن الجمهور خذلهم وهو يتعامل مع الغنوة على أنها مجرد تعبير عن حالة رومانسية بين حبيبين!