الأحد، 08 أكتوبر 2023 - 07:53 م

يؤمن الأديب محمد نجار الفارسي أن خبيئته الإبداعية كامنة فى قريته «فارس» بأسوان، ورغم إقامته فى القاهرة فإنه لم يتوقف عن زيارتها أربع مرات كل عام، واكتشف مؤخرا أن تلك القرية النائية فى الجنوب تحتوى على كنز كبير، فقرر استخراجه والتلويح به لمن يهمه الأمر!

الكنز الذى وجده «الفارسى» يتمثل فى مبدعى القصة القصيرة فى «فارس» والذين لا يحتاجون إلا لمن يقدمهم إلى الساحة الإبداعية ليثبتوا أحقيتهم فى الانضمام إلى الصف الأول من المبدعين فى مصر، فأعلن عن مسابقة للقصة، وخلال ثلاثة أشهر استقبل كما كبيرا من الأعمال من أعمار متفاوتة، مما بين العاشرة حتى التاسعة والثلاثين، لكنه لاحظ أن الذين يستحقون الجوائز الأولى من العنصر النسائي!

يقول الفارسي: كانت مفاجأة بالنسبة إلي، لكن بشيء من تدقيق النظر سنجده أمرا طبيعيا؛ أولا لاهتمام الفتاة الجنوبية فى الآونة الأخيرة بالتعليم، وانشغال الشباب والرجال بمتطلبات الحياة، ونظرة الرجل الجنوبى إلى الأدب على أنه ترف غير مجد.

وأضاف: معظم المشارَكات كانت على شكل خواطر تحوم حول معنى القصة، لكن ثمة ما يقرب من العشرين نصًا أستوفى شروط القصة، وفى النهاية أسفرت المسابقة عن فوز ثلاث مبدعات، الأولى: أميمة محمود سليمان (39 عاما) عن قصة  (رجل الطيف) والثانية: سهيلة عبدالله محمد منصور (17 عاما) عن قصة (حكمة الصبار)، والثالثة: ندى صالح السيد  (18 عاما) عن قصة (رُكام) .ثلاث مبدعات يقول الفارسي: لا ينقصهن سوى التشجيع، ومنمنمات صغيرة لينضموا إلى صفوف المبدعين.

منذ سبعة أعوام و  يسعى «الفارسى» إلى إقامة مركز ثقافى فى قريته، خاطب المسؤولين فى الهيئة العامة لقصور الثقافة، والمسؤولين فى المحافظة، وظل ينتظر تأشيرة من مجلس الوزراء، ويقول: مشروع حياة كريمة  أحيا بداخلى مرة أخرى الأمل ، فقمت بمراسلة د. غادة أبو زيد نائب محافظ أسوان حاليًا.. وتابع: بعد عدة مراسلات بين المحافظة ومجلس مدينة «كوم أمبو» التى تتبع لها قريتي، جرت الموافقة بعد جهد جهيد، وحُدد المكان وتم رفعه (كروكي) بمعرفة الوحدة المحلية بمساحة 2500 م، ومع ذلك فإن المشروع (الحلم) لم يخرج إلى النور بعد، كما يسعى أيضا إلى بناء مكتبة كبيرة تضارع مكتبة الإسكندرية، تحتوى على مسرح، وقاعة للندوات، ودار ضيافة تستقبل الوفود الثقافية، ومتحف أو بانوراما للحياة الجنوبية لعرض تراث الجنوب وطقوسه.

والأديب محمد نجار الفارسى من مواليد محافظة أسوان، عضو اتحاد الكتّاب، وأحد مؤسسى نادى الأدب بقصر ثقافة العاشر من رمضان، وله كتب مطبوعة ما بين مجموعات قصصية، وروايات للكبار وللأطفال. صدرت عن الهيئة العامة للكتاب، والهيئة العامة لقصور الثقافة، والمركز القومى لثقافة الطفل، وبعض الدور الخاصة، وحصلت على عدة جوائز فى القصة القصيرة والرواية. وترجمت العديد من أعماله القصصية إلى اللغة الإنجليزية ضمن سلسلة حكايات النيل.