إتاحة وثائق الحرب سيفتح الباب أمام الباحثين للتعرف على البطولات
إتاحة وثائق الحرب سيفتح الباب أمام الباحثين للتعرف على البطولات


خمسون عامًا على الانتصار العظيم

«رؤية استشرافية» في مكتبة الإسكندرية

الأخبار

الأحد، 15 أكتوبر 2023 - 07:38 م

نظمت مكتبة الإسكندرية -منذ أيام- ندوة بعنوان «خمسون عامًا على حرب أكتوبر.. رؤية استشرافية» ببيت السنارى التابع لقطاع التواصل الثقافى بمكتبة الإسكندرية، أدارها عالم الاجتماع البارز د. أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وتحدث فيها كل من اللواء أ.ح د.محمد قشقوش، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، واللواء طيار سمير عزيز ميخائيل، مساعد رئيس أركان القوات الجوية سابقًا، والمؤرخ د. أحمد الشربينى؛ أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية آداب القاهرة، فى حضور نخبة من المثقفين والباحثين والإعلاميين.

أوضح د. أحمد زايد؛ أن توجه مكتبة الإسكندرية هذا العام إلى الحديث عن حرب أكتوبر المجيدة ١٩٧٣، خاصة أنه يتزامن مع ذكرى مرور خمسين عامًا عليها، من خلال تنظيم عدد من الفعاليات، وإصدار كتاب عن الحرب ومعرض صور، وعدد خاص من مجلة ذاكرة مصر، قائلاً «هذا العام مميز ونحن فى حاجة للحديث عن هذه الحرب حتى يتعرف عليها الشباب الذين لم يعاصروها، ولكى نستقى منها بعض الدروس».

وأضاف «زايد» إن هذه  الندوة ذات أهمية خاصة لأنها تجمع بين السياسة والتاريخ والعسكرية، للتأكيد على أهمية الذاكرة الوطنية من أجل استشراف المستقبل، والسير نحوه بخطى المستقبل.

وأضاف أن الشعب المصرى بجميع طوائفه كان يتكاتف خلف قواته المسلحة خلال الحرب وما قبلها، ولم يكن يلتفت إلى الصعوبات التى كانت تواجههم من نقص السلع، مشددًا على ضرورة سرد تلك المشاهد للأجيال الجديدة حتى يدركوا جيدًا حجم التضحيات التى بذلت فى سبيل الوطن.

وقال اللواء أ. ح د. محمد قشقوش؛ إن حرب أكتوبر كان حتمًا على مصر خوضها بعد أن استنزفت كل السبل لحل الأزمة بالسبل السلمية، إذ قدم الرئيس الراحل أنور السادات مبادرة لتجنب الحرب، ولكنها رفضت وتحدث وزير الخارجية الأمريكى فى ذلك الوقت «هنرى كسينجر» عن استحالة تخلى إسرائيل عن أرض حصلت عليها بالقوة.
وأضاف «مصر أجبرت على هذه الحرب ولكنها حققت فيها نجاحاً باهراً، رغم فرق الإمكانيات العسكرية التى ترجح كفة القوات الاسرائيلية»، مشيرًا إلى أن صفقة التسليح التى حصلت عليها مصر من الاتحاد السوفيتي عام ١٩٥٦ قلص الفجوة بين مصر واسرائيل، وهذا سبب العدوان الثلاثى على مصر.

وتابع: «ولكن فيما بعد دخل الاتحاد السوفيتى فى دائرة سوق السلاح العالمي، مما دفعه إلى عدم مد مصر بأحدث الأسلحة مما تسبب فى حدوث اتساع الفجوة لصالح إسرائيل، وهو ما دفع الرئيس الراحل أنور السادات إلى طرد الخبراء السوفيت».

وأكد «قشقوش» إن هذا النصر العسكرى هو الذى مهد للنصر السياسي فيما بعد، وكذلك النصر القانونى الذى أعقبه من أجل الحصول على «طابا» بالتحكيم الدولي، مشددًا على أن الشعب المصرى بأكمله شارك فى ملحمة النصر، حيث شارك فى استضافة الأسر المهجرة من مدن القناة، والتى بلغ عددها ١٫٦ مليون أسرة بسبب استهداف المنازل ردًا على العمليات الفدائية خلال حرب الاستنزاف.

وأشاد «قشقوش» بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي هذا العام بالإفراج عن وثائق حرب أكتوبر، والذى سيفتح الباب أمام الباحثين للتعرف على التفاصيل البطولية التى ظلت غائبة لسنوات طويلة.

فيما أوضح اللواء طيار سمير عزيز ميخائيل؛ إنه شارك فى حروب اليمن، ونكسة ٦٧ ، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر، مؤكدًا أن القوات الجوية المصرية لم تكن فى مستوى نظيرتها الاسرائيلية، متمثلة فى نوعية وعدد الطائرات وكذا عدد الطيارين.

وأشار «ميخائيل» إلى إنه عقب النكسة بدأت مصر مباشرة فى حرب الاستنزاف بعد أيام قليلة، وتحديدًا فى يوم ١٤ يوليو ١٩٦٧، موضحًا أنه نجح فى إسقاط ٣ طائرات، واحدة من بينها كان يقودها من أصبح قائد القوات الجوية الإسرائيلية فيما بعد.. وأكد «ميخائيل» إن الله ساند مصر فى هذه الحروب، وهو ما كان يدركه المقاتل المصري، ساردًا واقعة ذلك؛ حيث كان ينفذ طلعة بطائرته فى ٨ سبتمبر ١٩٦٩، ولكن جهازه «اللاسلكى» تعرض للتشويش، فما كان منه إلا أنه اعتمد على حسه وقام بتنفيذها، والتى تزامنت مع استعداد طائرات العدو لاستهداف مدرعتين مصريتين، فقام بالتحليق لمدة ١٠ دقائق لتشتيت العدو، وبالفعل نجح فى ذلك وتمكنت المدرعتان من الهرب.

وتحدث «ميخائيل» عن تفاصيل تعرضه لكسر فى العمود الفقرى يوم ٨ أكتوبر ١٩٧٣ أثناء مشاركته فى معركة فوق مدينة بورسعيد، وتماثله للشفاء عقب ذلك.

ومن جانبه؛ قال المؤرخ د. أحمد الشربيني؛ إن ما كتب عن حرب أكتوبر حتى الأن قليل جدًا ولا يتساوى مع قيمة الحرب التى تعد نقطة تحول ليس فى تاريخ مصر المعاصر فقط ولكن فى تاريخ العرب، وما يحدث اليوم فى المنطقة حاليًا يؤكد ذلك.

وأوضح «الشربيني» إن الشباب المصرى لا يعرف الكثير عن هذه الحرب، ولذلك نحتاج إلى بذل جهد كبير للتعريف بها، مشددًا على أن إتاحة الوثائق الخاصة بها، سيفتح الباب أمام الباحثين، وخاصة الدراسات الأكاديمية للكشف عن الملحمة المجتمعية التى تزامن معها، وهو ما يسهم فى تنمية الانتماء لدى الشباب ويعيد إليهم الثقة.. وأكد «الشربيني» إن المجتمع المصرى تحمل إعادة بناء القوات المسلحة عقب النكسة، وقدم دعمًا من خلال استضافة الأسر المهجرة من مدن القناة، كما أن الوضع السياسى لم يكن مستقرًا أيضًا بسبب تأخر قرار الحرب، مشيرًا إلى أن الاتحاد السوفيتى لم يقدم الدعم المنتظر إلى مصر، لجعلها متساوية مع إسرائيل.

وأشار «الشربينى» إلى أن قرار الحرب جرئ، ونجح المقاتل المصرى فى تحقيق إنجاز غير مسبوق، رغم التشكيك المستمر حتى اليوم، ولكن مراجعة الوثائق الإسرائيلية يؤكد نجاح مصر وشجاعة الجندى المصرى، الذى كان يترجل لمواجهة الدبابات والمدرعات، مختتمًا أنه لو استغلت الدول العربية ما حدث عقب ٧٣ لم يكن ليصل الوضع إلى ما وصل إليه اليوم.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة