الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023 - 09:01 م

 سميت بهذا الاسم لأن اللون الأبيض يغطى معظم أرجائها وهى نموذج للكارست كاما ومتحف مفتوح لدراسة البيئة الصحراوية والظواهر الجغرافية والحفريات والحياة البرية وآثار ما قبل التاريخ وتتميز بجمال مناظر الكثبان الرملية والتكوينات الجيولوجية والصخور والأحجار الجيرية والطباشيرية ناصعة البياض.

 تبلغ مساحة الصحراء البيضاء 3981 كيلومتراً مربعاً وبها حفريات لا فقاريات وأسنان سمك القرش فى الجزء الطباشيرى الأبيض مما يدل على أن المكان كان بيئة بحرية من ملايين السنين وتنتشر فى أرضية منخفض الطباشير أعمدة منحوتة على شكل عيش الغراب بفعل الرياح وتحرص المجموعات السياحية على التمتع بالمشاهد الخلابة والهواء النظيف والتكوينات الجيولوجية التى ترجع للعصرين «الطباشيرى والباليوسين» ومشاهدة بقايا أشجار متحجرة والسنط المعمرة وبقايا آثار المنازل القديمة والأوانى الفخرية من العصر الرومانى وتنوع بالبيئات بالمحمية فبها الوديان والتكوينات الجيولوجية والغرود الرملية والعيون الطبيعية والمناطق الصخرية ونباتات لبخ الجبل والرطريط الأبيض والشويكة والعجرم والحيوانات والطيور المهددة بالانقراض، منها العقرب الأصفر وقاضى الجبل والورال الصحراوى والحية المقرنة والغراب النوحى، والمكاء محمية الصحراء البيضاء مأوى للغزال المصرى والأبيض والكبش الأروى وبها محموعة من المقابر الأثرية.

 أعلنت الصحراء البيضاء محمية طبيعية منذ 21 عاما لغنائها وتنوعها البيولوجى كمناطق أبحاث علمية عالمية واكتشاف ثانى أضخم هيكل لديناصورعلى حدودها مع الواحات البحرية.

وبدأت رحلتى لها بالمرور بالصحراء السوداء التى يغطى جبالها ورمالها طبقة من مسحوق أسود نتيجة لانفجارات بركانية وانطلاق مواد الجاسبر المكونة للصخور على أطرافها والتى تعود إلى 180 مليون سنة..

وكان لابد من السير بسيارات الدفع الرباعى فوق إحدى قمم الصحراء السوداء التى تتكون من  تلال منعزلة تبدو وكأنها أرخبيل من الجزر السوداء وتتباين التلال بها فى أحجامها وتكويناتها وارتفاعاتها وأشكالها فبعضها لونه قاتم وأخرى تميل إلى الحمرة لأن الصخور السطحية بها من الحجر الرملى الحديدى والقليل منها يتكون من الجيرى الأبيض..

ومررت على جبل المرصوص أشهر الجبال بها وهو عبارة عن فوهة بركانية مغطاة بمادة بركانية وشاهدت جبل الإنجليز الذى يعود للحرب العالمية الأولى عندما قامت قوات الاحتلال الإنجليزى باستغلال الجبل والتمركز فيه لأنه أعلى نقطة ويمكن من قمته اكتشاف أى تسلل من القوات المعادية وبه بقايا مبنى من ثلاث غرف وحمام بهدف مراقبة القوات الليبية التى كانت تهاجم الواحة فى ذلك الوقت.

 الصحراء البيضاء تتميز بجمالها وفى الليل عندما تضيء السماء بالنجوم ويصبح المكان أحد أفضل المواقع لمراقبة جمال مجرة درب التبانة ومع حلول الظلام قام البدو بتحضير وجبة العشاء وجذبت رائحة الطعام الشهى ثعلب الفنك  وفى صباح اليوم التالى زرت التكوين الصخرى الذى يطلق عليه «الدجاجة والفطر».. وللحديث بقية.