الخميس، 19 أكتوبر 2023 - 08:24 م

ما أصعب الكتابة عن حدثٍ مُتحرك. تتغير أحواله من لحظة لأخرى. واحتمالات المفاجآت فيه كثيرة. أكتب عما يجرى فى قطاع غزة بفلسطين المحتلة. قضية عمرنا كله. تفاجئنا كل صباح بما لا نتوقعه من الأخبار المحزنة والوقائع المؤسفة.

وهناك خطر يتهدد سيناء التى يتبجح الصهاينة ويُقدِّمونها كوطن بديل للفلسطينيين. وهذا لن يمر إلا على جثث مائة مليون مصرى. لدينا الآن أكثر من 4000 شهيد و12 ألف مصاب وبيوت متهدمة وتحت أنقاضها شهداء لا يعلم إلا الله أعدادهم، وجرحى بلا علاج ينتظرون معجزة وسط عالمٍ اكتفى بالفُرجة الصامتة. فى مواجهتنا عدوٌ مُسلَّح يصر على تهجير شعبٍ أعزل من أرضه. ولكن هذا الشعب الأعزل فاجأ الدنيا بما لم يتوقعه أحد.

ما نراه أعجب وأغرب ما مر بالدنيا. فها هو العدو الإسرائيلى يصف حماس بالنازية الجديدة. فالنازيون الجدد والقدامى هم العدو الإسرائيلى الذى يستعد للتحرك البرى فى كل لحظة تمر علينا. لدرجة أننى أسأل نفسى: إلى أى مدى يُمكن أن تصل الأمور؟.

فها هى المظاهرات فى كل مكان من عالم اليوم. حتى فى الولايات المتحدة الأمريكية أُس البلاء والمُحرِّك الأساسى لما يجرى وقواتها البحرية توفر الحماية المطلوبة للعدو الإسرائيلى لكى يُنفِّذ ما خطط من أجل القيام به لتُصبح فلسطين كلها تحت إمرته.

وفى قصفه الأهوج المجنون لم يُفرِّق بين بيتٍ ومستشفى ومسجد. مع أن المستشفى يحتاجها الناس فى مثل هذه الظروف شِدَّة غير عادية. فهو يقصف مستشفى المعمدانى بقطاع غزة فى فلسطين المحتلة. وأصبح لدى الفلسطينيين 471 شهيداً جديداً ينضمون إلى شهدائهم..

إننى لا أُصدِّقُ نفسى عندما أُتابع المواقف الأوروبية التى طالما اختلفت حول أمورٍ كثيرة تحدُث فى العالم.

ولكنها تتحدت هذه المرة لتُناصر العدو الإسرائيلى فى عدوانه غير الإنسانى والمُنحط أخلاقياً ضد شعبٍ أعزل. تُحيطه دول كثيرة تُعانى من مشاكلها الداخلية وهمومها الخاصة، وهكذا ستبقى فلسطين قضية الفُرص الضائعة على مدى 75 عاماً.

والدنيا كلها تكتفى بالجلوس على مقاعد المتفرجين، والوطن الفلسطينى مهدد بالضياع.

الرئيس السيسى كان صاحب صوت مسموع بالدنيا تأييداً للحق الفلسطينى والأرض المصرية ووقوفاً ضد العدوان الإسرائيلى المُدمر. قال فى وجود المستشار الألمانى:

"اسمحوا لى أن أعرب عن بالغ الأسى والألم، وأتقدم بخالص التعازى، فى ضحايا القصف الوحشى للمستشفى الأهلى المعمدانى، وأؤكد إدانة مصر للأعمال العسكرية، التى تستهدف المدنيين بالمخالفة والانتهاك الصريح لكافة القوانين الدولية. وأشدد على رفض جميع الممارسات المتعمدة ضد المدنيين. وأطالب المجتمع الدولى بالتدخل لوقفها بشكل فورى.