أحمد الإمام
عصير القلم
لست بطلا .. ولست رجلا
الأحد، 22 أكتوبر 2023 - 01:14 م
..فرد الأمن الذي فتح نيران سلاحه الميري على السياح العزل وقتل برصاصاته الطائشة اثنين منهم وقتل ايضا مواطنًا مصريًا كان يؤدي عمله كمرشد سياحي ليس بطلا كما يراه البعض بل هو في الحقيقة أبعد ما يكون عن البطولة والرجولة أيضا.
هذا الرجل الموتور خان بلده وخان شرف وظيفته وخان ايضا إنسانيته.
خان بلده عندما أراق دماء سياح أجانب عزل منحناهم عهدًا بالأمان بمجرد حصولهم على تأشيرة دخول مصر.
وخان شرف وظيفته بعد أن تخلى عن مهمته السامية في حماية أرواح الناس وممتلكاتهم واستخدم سلاحه الميري في ترويع الآمنين وإراقة دماء الابرياء.
وخان إنسانيته عندما غدر بأشخاص مسالمين جاءوا إلى بلدنا بحثًا عن أوقات سعيدة في واحة الأمن والأمان مصرنا العزيزة.
ماهي المكاسب التي سعى هذا القاتل لتحقيقها من وراء الجريمة النكراء التي ارتكبها .. ماذا كان يدور في ذهنه وهو يضغط زناد مسدسه مطلقًا رصاصات الغدر والخسة؟
هل كان يرى في نفسه بطلا في ساحة قتال .. هل كان يعتبر نفسه محررًا للقدس ونصيرًا للقضية الفلسطينية .. هل كان يأمل أن يحصل على نوط الشجاعة بقتل العزل؟
لا والله .. ما فعله هذا الرجل لا يمت للشجاعة بصلة ، فما هي البطولة في قتل أشخاص آمنين جاءوا إلينا وهم يأتموننا على أرواحهم وأموالهم.
هل استفادت القضية الفلسطينية شيئًا من قتل سائحين مسالمين .. هل انسحبت قوات الاحتلال من القدس خوفًا ورعبًا مما فعله هذا المقاتل الصنديد؟!
هل استفادت مصر من هذه الجريمة .. العكس هو الصحيح ، فهذا الأحمق ألحق بوطنه ضررًا كبيرًا في وقت كانت هناك حالة من التفاؤل تسود الاجواء بانتعاش حركة السياحة وعودتها إلى معدلاتها الطبيعية التي كانت عليها قبل ثورة 25 يناير 2011 ، ونأمل أن يتم التعامل مع هذا الحادث في حجمه الطبيعي كحادث فردي لا يقلل من الصورة الذهنية عن مصر بلد الأمن والأمان ولا يقلل من حجم الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال الشرطة الأوفياء في أداء رسالتهم السامية في حماية الأرواح والممتلكات ولا يمكن أبدًا لحادث فردي عارض أن يهدر هذه الجهود الهائلة والتضحيات الكبيرة التي قدمها ومازال يقدمها رجال الشرطة.
وهنا يأتي الدور الوطني للاعلام المصري في مواجهة حملة التشكيك التي سيطلقها أعداء مصر وعلى رأسهم جماعة الاخوان الارهابية التي ستطلق العنان لكتائبها الإلكترونية في محاولة التهويل من الحادث العارض وإظهار هذا القاتل في صورة بطل ارتكب عملا بطوليًا .. ومهمة الاعلام هنا التأكيد على أنه مجرد قاتل ارتكب جريمة ارهابية خسيسة في حق وطنه قبل ان يكون ارتكبها في حق السائحين الأجانب ويستحق عليها عقابًا رادعًا لكل من تسول له نفسه التصرف باعتباره حامي الحما ونصير الضعفاء والمظلومين في كل بقاع الارض.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة