المخرج عصام السيد
المخرج عصام السيد


الاختيار الصعب فى الفن التأجيل أم الاستمرار l المسرحيون: هل توقف الفن يمنع صاروخ من السقوط؟

أخبار النجوم

السبت، 04 نوفمبر 2023 - 11:11 ص

آية‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬المقصود‭ ‬

لا أحد ينكر أن دور الفن في أوقات الحروب لا يقل أهمية عن أي دور وطني آخر، فقد ساهم الفن في بث روح المقاومة والعزيمة في نفوس المقاتلين، كما لعب الفنانون دورا هاما ورئيسيًا في الحروب، سواء بأعمالهم الفنية أو جمع التبرعات لمؤازرة جيوشهم، وبعد الحرب الدامية التي شنها الكيان الصهيوني ضد دولة فلسطين المحتلة، ووقوع أكثر من 8 آلاف شهيدا أدموا قلوبنا، توقفت بعض الأعمال الفنية والمهرجانات سواء السينمائية أو الغنائية حزنا وحدادا على شهدائنا، لكن هل توقف الفن سيمنع صاروخا من السقوط؟، هل عدم تقديم أعمال كوميدية في الوقت الحالي ستوقف باب الحرب بلا رجعة؟.. “أخبار النجوم” التقت بعدد من المسرحيين ليكشفوا لنا عن أهمية ودور الفن في مثل هذه الأوقات العصيبة.. 

 في البداية يقول المخرج عصام السيد: “على الرغم من الأحداث المؤسفة التي تمر بها فلسطين، وما نشعر به تجاه ما يحدث لهم  من دمار وخراب، ووقوف الشعب المصري معهم قلبا وقالبا، إلا أننا لا يمكن أن نتوقف عن تقديم أعمال فنية، وهذا لا يعني عدم إحترامنا لما يحدث لهم، بالعكس، فالفن هو القوة الناعمة التي يمكن أن نطلقها في وجه العدو.. فكيف نلغي أو نؤجل عملنا”. وأضاف السيد: “هل الفن من وجهة نظر البعض ليس له قيمة لكي يتم رفضه.. من المفترض أن الفن جزء من المعركة، وجزء فعال، فلا يعقل أنه على مدار المائة عام الماضية، وفي كل الأحداث التي مرت علينا سواء في مصر أو المنطقة العربية ظللنا  ننادي بأن الفن قوتنا الناعمة، ومع أول حدث نقول (الفن مالوش لازمة)، فهذه الأحداث الدامية التي تتعرض لها فلسطين لابد أن نعلمها للأجيال الجديدة، لأن هناك شباب لا تعلم ما القضية الفلسطينية، فالقضية ليست صراع على حدود، لكنها قضية أمن قومي، ومن المفترض أن نقدم فن بشكل أكبر لنبعث رسالة أن الحياة مستمرة، رغم أنف المعتدين، وسبب آخر أن نخرج جميعا من حالة الاكتئاب والحزن التي أصابتنا خلال الأيام الماضية، وأيضا الحد من التوتر والقلق الذي بات يلازمنا حتى الآن”. 

وعن إعتراض البعض على تقديم أعمال كوميدية، يقول السيد:  “أثناء الحرب العالمية الثانية المكان الوحيد الذي حصل على وسام الشجاعة كان الملهى الليلي الذي كان يعمل بشكل متواصل أثناء الغارات، كما أننا في أصعب الأوقات التي مرت علينا أثناء حروب 1956 و1967 و1973، كانت المسارح تعمل بشكل دائم، ولن نتوقف عن تقديم عروض مسرحية كوميدية، فلابد أن نعي أن الفن القوة الناعمة لنا”. 

ويستطرد قائلا: “هل إلغاء مهرجان القاهرة السينمائي أفضل أم أن يتم استضافة عدد من الفنانين العالميين في مصر ويعلنوا  تضامنهم مع القضية الفلسطينية؟.. أعتقد الجميع يعلم الآن الرد الصحيح”.

ويقول المخرج إسلام إمام: “في أسوأ الظروف التي مرت بها مصر أثناء نكسة 1967 كان توجه الدولة الانتفاضة واسترجاع الوعي الجمعي، وتحقق هذا من خلال الفن، حيث خرجت السيدة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ خارج مصر لتقديم حفلات ذهبت إيراداتها لصندوق المجهود الحربي، بالإضافة لعمل حفلات ترفيهية لرفع الروح المعنوية لدى الشعب، والخروج بهم من حزن الهزيمة، والفن لا يمكن أن يتوقف في أي حال.. هناك أيضا علامة إستفهام كبيرة مع توقف المسرح تحديدا في أي حدث، (لماذا لم تتوقف دور العرض السينمائية؟)، أو (لماذا لم يتوقف التليفزيون عن بث الأعمال الدرامية؟)، فكل أنواع الترفيه تعمل بشكل مستمر من أفلام ومسلسلات ومباريات رياضية وحفلات غنائية، عدا المسرح!”. 

وعن عدم تقديم أعمال كوميدية خلال الفترة الحالية أكد إمام: “هذا يدل على الفكر الغير ناضج، لأن الضحك في حد ذاته علاج للتنفيس وإستعادة للوعي، وهناك لحظات لابد أن نتوقف فيها عن مشاهدة كل هذا العنف و(نفصل شوية) كي نستعيد التوازن النفسي”.  

وعن الغاء مهرجانات القاهرة والجونة والموسيقى العربية يقول إسلام: “كان من الممكن أن نستغل هذا الأحداث وتواجد عدد كبير من الضيوف ويتم توجيه رسالة في حفل الختام تضامنا مع أهل غزة، وهنا يكمن دور الفن الحقيقي في إرسال كلمات إلى العالم من خلال إقامة ندوات نبدأ فيها بالحديث عن القضية الفلسطينية، لكن توقف الأنشطة الفنية قرار خاطئ وأنا ضده تماما”. 

ويقول المخرج مراد منير: “الأحداث التي تمر بها فلسطين لا يتحملها العقل البشري، خاصة قتل الأطفال بهذه الصورة الوحشية، فالجميع متأثر بما يحدث، وكل البيوت ينتابها الآلم جراء ما يحدث، لكن هل توقفت المصانع والمخابز والمطاعم، بالطبع لا فلماذا نطالب بتوقف الفن الذي يعتبر المياه والهواء بالنسبة لنا، فالفن نشاط إنساني عام، على سبيل المثال لدي عرض حاليا يعرض لم اتوقف عن تقديمه رغم حزني الشديد على ما يحدث، وهذا العرض يصنع حالة من البهجة للجمهور، ويلامس الواقع الذي نعيشه الآن، فالمأساة التي نعيشها جميعا لابد أن نتعاطف معها، لكن إذا اصبنا بإكتئاب سيعيقنا عن التفكير السليم، فالفن يصدر حالة من البهجة لدى الناس، ويزيح الهموم من صدورهم، هناك منظور خاطئ للفن أنه ليس عمل وليس له قيمة، فمع كل حدث نهرول لإيقاف النشاط الفني، رغم أن الفن عمل راقي ورسالة وطنية شأنها شأن أي عمل آخر، ولا يمكن أن نعطل عجلة الفن تحت أي ظرف، وأن نعي قيمته وأهميته في المجتمع”. 

اقرأ أيضا : الاختيار الصعب فى الفن التأجيل أم الاستمرار l الفنانون: لا مجال للتوقف

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة