عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

هدنة غير إنسانية!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 09 نوفمبر 2023 - 09:28 م

رفضت أمريكا علنا وقف القتال فى حرب غزة الآن أو فى مدى منظور مستقبلا، وبدلا من ذلك طرحت فكرة ما أسمته بهدنة إنسانية تمتد لبضعة أيام قليلة يتم خلالها إفراج حماس عن عدد من الأسرى الإسرائيليين المدنيين لديها من أصحاب الجنسيات الأمريكية والأوربية، وبعد أن يحدث ذلك تنتهى هذه الهدنة وتستأنف إسرائيل تدمير ما تبقى من مبانٍ فى غزة، وقصف المستشفيات وعربات الإسعاف والمدارس وقتل الأطفال والنساء وخنق أهالى غزة بمنع الغذاء والدواء والماء والوقود عنهم ..

أى أن الهدنة التى يريدها الأمريكان ويصفونها هم والأوربيون بالإنسانية خالية من الإنسانية لأنها طرحت من أجل الأسرى الإسرائيليين لدى حماس أو بعضهم فقط وحدهم، أما أهل غزة الذين يتعرضون منذ الثامن من أكتوبر لحرب إبادة فلا يكترث الأمريكان والأوربيون لأحوالهم الشديدة الصعوبة لأنها تفتقد المقومات الأساسية للحياة. ويؤيدون استمرار تلك الحرب الوحشية بدعوى أن إيقافها الآن سوف يمنح حماس كما قال بلينكن فرصة لتصوير الأمر إعلاميا على أنه انتصار لها. 

نعم، أهل غزة يحتاجون ولو لبضعة ساعات يرتاحون فيها من القتل الذى يلاحقهم والدمار الذى يطاردهم ولذلك يترقبون أى هدنة، لكن ما يحتاجه أهل غزة هو وقف آلة القتل والتدمير الدائرة على أرضهم بوحشية بالغة ..

إنهم بحاجة إلى وقف الحرب فورا وليس لمجرد هدنة حتى ولو طالت لثلاثة أيام .. ويحتاجون بشكل عاجل إلى إنهاء الحصار المميت المفروض عليهم للشهر الثانى من قبل الإسرائيليين .. هذه هى الإنسانية الحقيقية المفقودة فى غزة لو كان الغرب معنيا بالإنسانية فعلا فيها! 

غير إن ذلك للأسف مازال حتى الآن يرفضه الأمريكان والأوروبيون ويدعمون إسرائيل فى حربها الوحشية ضد أهل غزة، مع رجاء أحيانا للإسرائيليين أن تكون أقل وحشيةَ، أو ألا تكون وحشيتها فجة وصارخة! .. بل إنهم شغلوا أنفسهم بترتيب الأوضاع الأمنية والإدارية فى غزة مستقبلا قبل أن تتوقف الحرب ويتم وقف إطلاق النار 

وإذا كانوا قد طرحوا اقتراح الهدنةَ الإنسانية تحت إلحاح العرب والرأى العام العالمى الذى يشهد تحولا لصالح الفلسطينيين، فإنه لن يمضي وقت طويل حتى يجدوا أنه لا مفر من وقف القتال والبحث ليس فقط فى مستقبل غزة وحدها وإنما مستقبل الفلسطنيين كلهم فى الضفة وغزة والقدس الشرقية أيضا، وإلا لن تظفر منطقتنا بالسلام.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة