يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

غزة.. حرب إبادة الفلسطينين

يوسف القعيد

الخميس، 09 نوفمبر 2023 - 09:30 م

وهكذا كُتِبَ علينا أن نعيش لنشاهد الكابوس المُرعب الذى يقوم به العدو الإسرائيلى بغزة بفلسطين. ما من صباح أو ظهر أو ليل يحل علينا إلا ويحمل معه أخبار الكابوس الذى يجرى هناك. الذى قال البعض عنه إنه أزمة إنسانية. ودعونى أكتُب إنه محنة للبشرية المعاصرة. تُرتكب أمام أعيننا ليلاً ونهاراً ونحن نجلس فى مقاعد المتفرجين.

والحمد لله أن مصر بلدنا العريقة والعظيمة تقوم بدورٍ لم يقم به أحد لنُصرة الفلسطينيين. أدخلت شاحنات لا حصر لها مُحمَّلة بمتطلبات الحياة اليومية لأشقائنا. وأقامت مستشفى بسيناء فى أقرب مكان للطريق الذى يوصلنا بمن يتعرضون لحرب إبادة. أوشك أن أقول أنها لم تحدث من قبل.

ورغم متابعتنا لما جرى فى الحربين العالميتين الأولى والثانية وما حدث فيهما. فإن ما يقوم به العدو غير مسبوق ويحدث لأول مرة بتاريخ الحروب. ولِمَ أقول حرباً؟ مع أن التسمية الحقيقية لها: عدواناً. فاجأنا به عدونا الإسرائيلى، ويبدو أنه تم التخطيط له فترة ولم يكن وليد الأحداث التى تجرى يومياً.

يقول لنا الإعلام القادم من قلب جحيم غزة إن إسرائيل تُخطط لإعادة احتلال القطاع. بل إن نيتانياهو - وليغفر لى قلمى وقارئى أننى ذكرت اسمه- أعلن أن دولته المُعتدية ستتولى المسئولية الأمنية الشاملة فى قطاع غزة لفترة غير مُحددة. أى أنهم وبصريح العبارة وبكلمات مباشرة سيُعيدون احتلال غزة مجدداً. وانظر إليه وهو يقول أن فترة الاحتلال غير محدودة.

فهل هناك ما هو أكثر من هذا لكى يفعله هذا المُعتدى ويقوم به على مسمع ومرأى من الدنيا كلها؟.

صحيح أن الموقف الأمريكى والأوروبى كان ومازال وسيظل مفاجأة مُحزِنة للإنسان الذى علَّق الكثير من الأوهام على أداء ومواقف العالم الأول. ولكن يبدو أن الثوابت القديمة لم تعد صالحة للأوضاع الجديدة. لدرجة أن عقلى يتوه أمام ما يجرى وما يحدث.

والأخطر منه استمرار العدو فيما يقوم به. ويبدو أن لديه خطة مُحكمة للاستيلاء على غزة أو جزء منها. ويُخيَّل إلىَّ أنه أبلغ الأمريكان والأوروبيين بذلك قبل أن يقوم به..

هل يُعقل أن العالم يجلس على مقاعد المتفرجين ولدينا فى نكبة 2023 الفلسطينية 10628 شهيداً و2650 مفقوداً؟ هذا علاوة على وجود ما لا يمكن إحصاؤه من الجرحى اللذين لا يجدون مستشفى يُعالجون فيه، بعد أن تم تدمير كل مستشفيات غزة. وعددٍ من البيوت لا يُحصى ولا يُعد.

أكثر من هذا أن الاحتلال يقوم تحت سمع وبصر الدنيا كلها بتهجير الفلسطينيين بالقوة المُسلحة إلى جنوب غزة حتى يخلو لهم شمال غزة يفعلون به ما يشاءون.

المظاهرات التى قامت بها شعوب الدنيا كلها تملأ الشوارع. وقد بدأت هذه المظاهرات من مصر ترفُض ما يقوم به العدو وما يفعله. ومُظاهرات مصر كانت تُركِّز على أهمية وضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار وحماية المدنيين فى غزة وتسهيل نقل المساعدات الإنسانية وعدم إعاقة تدفقها إلى القطاع. وكان المصريون وسيزالوا وسيظلون مع قلب الرئيس السيسى عندما أعلن أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية.

فإلى متى يستمر النزيف والعالم يتفرج؟!.

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة