مجدي محفوظ
مجدي محفوظ


«تحت الركام».. قصة قصيرة بقلم مجدي محفوظ

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2023 - 12:32 ص

في مهده الآمن مبتسما يحرك قدميه لعباً وفرحاً، تداعبه أمه، تتركه للحظات لإعداد الطعام، فقد اقترب موعد العشاء، صدي رنين هاتفها يملا المكان، تذهب مسرعة، وإذا بصوت غريب لم تسمعه من قبل، ضوضاء بالمبني أصوات ترتفع تُقدم على حمل رضيعها ينظر اليها مذعوراً، تحضنه، تذهب لأغلاق موقد الغاز ، وإذا بصوت ارتطام كبير فينهار المنزل تترك الطفل من شدة الارتطام ينهار سقف المطبخ تصرخ انقذوا طفلي تمد يدها تمسك به تحاول جذبه فلا تستطيع لا تحس بقدمها تحاول الزحف نحوه تمسك به تضعه على صدرها، يتشبث بها، تنظر في إليه  تحاول أن تضع يدها فوق ظهره ، والركام يحيط بالمكان ترفع عينها للسماء، تتنهد: بحرقة!.
كنت أعده لقطف أشجار الزيتون، ليتني مت قبل هذا وكنت كبقية التعساء، فنحن ولدنا مع الحلم لكن الموت أصبح طعاماً عادياً نعزف له الألحان، لقد ضاع كل شيء، فجأة، تسمع أصواتنا ً متداخلة تحت الركام! تنادي بصوت خافت.. ابني يا الله؟ تنشد مريم العذراء حين حملت وليدها هرباً من الجبابرة! نعم يا وليدي هي نفس اليد القاتلة أولئك الذين يمارسون الدمار كما يمارسون الجنس! نم يا صغيري من هنا سنبعث ونحتكم أمام الحق، تزيل الركام من على وجه، فيقبل على صدرها لكنه لم يجد به ما يسكت أنينه فتضغط على بطنها ثم تضع له من رقيها لعل يسد حاجته، تتذكر أم موسى حين ربط الله على قلبها، تغرغر روحها للسماء، يتشبث الطفل بصدرها ممسكاً به لا يعلم موتها، وإذا بملاك الرحمة يمسك بالطفل، وعيناه للسماء يقول بأعلى صوته:. أمي يا الله.. أمي يا الله!!

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة