يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

بطولات مقاومة الشعب الفلسطينى

يوسف القعيد

الخميس، 16 نوفمبر 2023 - 09:27 م

مثل كل الناس لا عمل لى سوى متابعة ما يجرى فى غزة. أتجوَّل قارئاً ومُشاهدًا ومُستمعًا ما بين بطولات الشعب الفلسطينى النادرة وهمجية وبربرية العدو الإسرائيلى.

وقبل كل هذا وبعده العالم الغربى الذى كُنّا نتصوره عنوانًا للحضارة والتقدم وأهله يجلسون على مقاعد المتفرجين لا يفعلون شيئًا سوى الفرجة على ما يجرى.

وإن كانت شوارعهم شوارع أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا امتلأت بالمتظاهرين الذين يُعبِّرون عن الرفض الشعبى المطلق لما يقوم به العدو الإسرائيلى فى فلسطين المحتلة.

يتسابق الموت مع أحرُف الكلمات. ومع لُهاث المتابعة لما يجرى هناك. هذا هو اليوم الأربعين للحرب التى يتضاعف شهداؤها فى كل لحظة تمر ويزداد العدو الإسرائيلى توحشًا. لدرجة أن إيدى كوهين وزير خارجية العدو قال إنهم مفاجأون بالضغوط المتزايدة عليهم. وإن كان يتصور أن الباقى من الزمن من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ليبدأ الضغط الدولى الثقيل عليهم.

أى أنهم يأملون فى استمرار هذا العدوان على شعب أعزل يعيش على أرضه مُرتبطًا بقضية جيله. وهى الأرض المُحتلة من العدو الصهيونى منذ أكثر من 70 عامًا. لو تابعت الموقف عند معبر رفح لرأيت نفسك أمام بطولة المصريين التى فاجأت الدنيا رغم أن ما فعلوه ما تعودت مصر على القيام به فى نُصرة أشقائها العرب وأبناء العالم الثالث. وفى حبة العين والفؤاد فلسطين وقضيتها التى أصبحت قضية العصر.

يتصرف العدو الإسرائيلى كما لو كان قد حصل على ضوءٍ أخضر من الغرب للقيام بحربٍ بلا نهاية. لكن حربهم ضد الشعب الفلسطينى البطل قد وصلت إلى لون الدماء الأحمر.

ومن المؤكد أن العدو الإسرائيلى كان قد حصل على الضوء الأخضر قبل أن يبدأ بعمليته المُجرمة أخلاقياً وإنسانياً وعلى كل المستويات.
لدرجة أن المسئولين الصهاينة أصبحوا يقولون إن بلدهم حصل على الضوء الأخضر لحربٍ مفتوحة.

وهو الأمر الذى لا أستطيع أن أتمثله، أو أتقبله، أو أعتبره من الأشياء الطبيعية. فهذا الغرب الذى صدَّعنا خلال سنواتٍ مضت بالدفاع عن حقوق الإنسان والشعوب وتقرير مصيرها بعيدًا عن أى ضغوط، ها هو يجلس فى مقاعد المتفرجين على ما يجرى فى غزة.

لدرجة أن مجرم الحرب نيتانياهو خلال زيارة لجنود إسرائيليين على حدود غزة قال بالحرف الواحد للإعلام العالمى المُتعاطف معهم:  هذه ليست مجرد عملية. إنها حرب. ولن يكون هناك وقفٌ لإطلاق النار الآن. ونحن سنستمر فيما نقوم به حتى نُنهى حماس..

من المؤكد وكما قالت وزارة خارجية العدو فإنه بعد السابع من أكتوبر الماضى حصل العدو الإسرائيلى على الضوء الأخضر لحرب مفتوحة. لكن الضوء الآن فى نهاية اللون البرتقالى قبل أن يصل إلى الضوء الأحمر.

وفى الأيام الأخيرة صعَّد العدو الإسرائيلى من ضرباته واغتيالاته. بل إنهم عندما يقومون باغتيال قائد فلسطينى فهم يعلنون ذلك وكأنه إنجازٌ من النوع النادر. مع أنها أمورٌ مخجلة يخجل منها كل إنسان متحضر..

كتبتُ عن الحاضر. أما المستقبل فاحتمالاته من الصعب الكتابة عنها. لكنى أتوقف أمام أمورٍ ثلاثة: بطولات الشعب الفلسطينى العظيم، انحطاط الأعداء، وخيانة العالم.

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة