الكاتبة رانية المهدي
الكاتبة رانية المهدي


«العودة» قصة قصيرة للكاتبة رانية المهدي

صفوت ناصف

السبت، 18 نوفمبر 2023 - 08:28 م

قامت الدنيا ولم تقعد.. القلق والتوتر يسيطر على الجميع.. السؤال يلمع بشدة في الأعين.. حتى كاد أن يصيبها بالعمى.. كيف عادة بهذا الشكل؟! كيف استطاعت أن تعبر تلك الحدود التي لم يعبرها أحد من قبل؟!

ها هي ترقد أمامه بجثمانها المهلهل المغطى بالدماء.. ينظر إليها وينظر للقائد الذي يرتعش ويقسم أنه قتلها أكثر من مرة لكنها تعود وتلملم أجزاءها وتحارب من جديد.. في المرة الأخيرة فصلنا الرأس عن الجسد.. سقطت ولم تقم.. فأقمنا الاحتفالات ابتهاجا بالخلاص.. لكنها عادت في هذا الشكل الغريب.

صمت بعض الوقت ثم تسأل عما فعلته عندما قتلت أول مرة.

 فقال الذي يرتعش: أخذت حفنة من طين الأرض وابتلعتها في جوفها.. فنبت على كفها غصن زيتون أخضر

توقف فجأة عن الكلام عندما رآها أمامه تنظر في عينيه وتبتسم بسخرية ثم تطلق صرختها في رأسه الذي انفجر بلا رحمة.

تراجعوا جميعا للخلف في فزع شديد.. صرخ كبيرهم صرخة لم تخل من الفزع.. وأمرهم بحمل هذه الجثة الملعونة وحرقها ليتخلص منها للأبد.. حملوها وأشعلوا النيران وقذفو بها في القلب مباشرة وهربوا مرعوبين.

مرت لحظات قصيرة لا نسمع فيها إلا صوت تقطقة اللهب.. ثم لحظات أخرى وبدأت الشرارات تنفصل عن بعضها البعض وتطير في الهواء.. حامله بعضا من سحرها الغريب الذي أخذ يمر على الجثث والأشلاء فوق الأرض وتحتها لتنهض من الثبات رافعة أغصان الزيتون وتشعل الحرب من جديد.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة