السبت، 18 نوفمبر 2023 - 08:33 م

حين ربّت على ظهرها, ظنّت بي الظنون, إذ اقشعرّ جسدها وانسحبت للوراء .

حين نظرت عميقًا في عينيها, اضطرب جفناها بشدة, تورّدت وجنتاها أو لعلي أحسب هذا.

حين أمسكت بيدها لأعبر بها الطريق, تشبثت بقوة بذراعي كطفلة يتلاعب الهواء بشعرها, بيدها الأخرى تحرص على عروستها القطنية.

حين تجاذبنا أطراف الحديث في مقهى بعيد عن الأعين, أجزم أني سمعت دقات قلبها تدق بعنف حتى خشيت أن يثير ذلك حفيظة من يجلسون على الطاولات القريبة والبعيدة حولنا.

حين قبّلت شفتيها في أواخر يناير قبل الفائت, تبدّل الطقس إلى صيف قائظ, حتى أن حرارته لم يتحملها وقتها بشر ولا شجر.  

ما أقضَّ مضجعي ليلة أمس, أنني حين وضعت رأسي على الوسادة, مع وصول أول إشارات النعاس, تذكرت كل شيء دفعة واحدة, زاد عليه أن ضحكتها رنّت في غرفتي في جوف الليل فأشاعت في المكان بهجة ليس أوانها, أعقب ذلك أن تخايلت بصورتها تتجسد أمامي, بتفاصيلها الرائعة, بليونة جسدها, بتقلّبات وجهها الفجائية ما بين عبوس ثم ابتسامة, شرود ثم انطلاقة..

دعاني ذلك أن أبسمل, أحوقل, ثم قرأت بعض ما تيسّر, أطفأت أباجورة جوار سريري, أغلقت رواية بدأت في قراءتها منذ فترة. لكن قبيل أن أفصل الحياة عن هاتفي المحمول, وردتني رسالة منها, صفحة بيضاء فارغة إلّا من نقطة وحيدة في زاوية جهة اليسار من أسفل, جوارها علامة تعجب.