سيف المرواني
سيف المرواني


«أبجدية متداعية» قصص قصيرة للأديب سيف المرواني

صفوت ناصف

السبت، 25 نوفمبر 2023 - 01:32 م

أبجدية متداعية:

أنا صرخة ألم أحرقها النسيان، وأبجدية تائهة عانت من الحرمان، ووردة ذبلت على أعتاب الأمل، ووجع يسكن كل السواحل، وعتمة تبحر في دنيا الغرق.

 لا دفء يحتويني، ولا مشاعر صادقة تغمرني، ولا ربيع يظهر في أيامي، ولا عطر يفوح أريجه، أنا دمعة هاربة صوب صحراء الرحيل، يسكن التعب كل تفاصيلها، يرفض الغيم أن يرقص على سواحلها، في لج الغياب استوطنت، فتداعت أشواقها، وانهمرت دموعها، وانحسرت كل نبضاتها.

 غريقة أنا يا سيدي  بالحيرة والحرمان، لا موج يحملني لمراكب الفرح، ولا بحر يتحمل معاناتي، ولا سواحل ترحب بقدومي، ولا نهاراً يشع في أيامي، أنا حقا في طيات النسيان أتألق،

يسكن الرحيل كل اتجاهاتي، التي عانت من التصحر والجفاف، ومات فيها كل حلم جميل، ووأد في آفاقها كل فرح، وانشطرت بها الاتجاهات.

آه وألف آه، كلما صرخت ضج السكون مني، مشردة على قارعة البعد، ترمي بي اللحظات بعيدا، بين شتات مؤلم وحيرة محرقة، وغربة قاتلة، وأنين تصرخ منه الثواني، وتداعى تشرق شمسه، وموت بطئ أطنب أوتاده على الواقع، وحرقة لا حدود لها، على ضفاف الفقد سجلت تذكارا، فانهارت معها كل طرق الانتشاء، وغادر الربيع كل اللحظات، التي كانت تتوهج، ولكن أمام هذا الكم الهائل، لا أمل نهائيا.

 دعني أرحل بسلام، ربما يحن ويمن علي الوقت بلحظة فرح قادمة.

 بقعة:

كانت تشع بهجة، حين انغمست الشمس في الغروب، وبدأ الشفق يكتسي الإحساس، ولكن فجأة فرت هاربة لتأتي سيارة مسرعة وتصدمها، ويبقى دمها شاهدا على لحظة غريبة.

طيران:

بين صراع وصراع، كان يعيش مشتت الاتجاهات، فقد متعة السفر والتحليق، يرغب في أن يطير، ولكن ليل العتمة أودعه سجنا لا يستطيع الخروج منه.

شكر:

وجه التعب رسم أخاديده عليه، تجاوز السبعين، يدفع عربة يقودها حمار، تشاركه الرحلة زوجته وطفليه، يبحثون عن لقمة عيش وسط امتداد الحرقة، لم يمد يديه لأحد، يبحث عن لقمة تقيه وزوجته وأولاده  الجوع.

يبيع بعضا من خضروات للمارة، فمنهم من يوقفه ويشتري منه كيلو من الطماطم، أو بعض من برتقال يروي به عطش من معه، يشتري لهم طبق كشري وشطائر فول وطعمية، الكل فرح بها كأنها وجبة فاخرة التهمها الجميع بسعادة بالغة.

وواصلت الرحلة الانطلاق، ولا زال الأمل يتوهج في إعماقه، يترنم بأناشيد عذبة، يرفع يديه للسماء شاكرا الله على ما أفاض الله عليه من رزق، وأبواق السيارات تنطلق بقوة تخترق مدن الصمت، ولكنه يواصل رغم كل وجع استوطن الدقائق، باحثاً عن شعاع شمس يعيد له زمنه المنسي.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة