أحمد الإمام
قاع البرميل أصبح مرئيا
الأحد، 03 ديسمبر 2023 - 12:41 م
.."مصائب قوم عند قوم فوائد" .. هذه الحكمة تصر كل يوم على أن تثبت للجميع أنها حقيقة دامغة لا تقبل الجدل.
فالحرب المشتعلة في غزة بقدر ماهي كارثة انسانية بكل المقاييس إلا أن هناك في أصقاع الشمال من استفاد منها بشكل أو بآخر.
المستفيد الأكبر من مأساة غزة هو الدب الروسي الذي التقط أنفاسه بعد توقف الإمدادات السخية التي كانت تقدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون لأوكرانيا بدون حساب.
توجهت أنظار الولايات المتحدة نحو هدف آخر أكثر اهمية بالنسبة لها وهو دعم طفلتها المدللة إسرائيل.
ومن الطبيعي أن يسير الحلفاء الغربيون وراء ماما أمريكا ويتجه اهتمامهم أيضا نحو إسرائيل وتجاهل صرخات اوكرانيا التي تئن تحت الضربات الروسية التي لم تعد اوكرانيا قادرة على تحملها مع توقف الإمدادات الأمريكية والغربية.
وكانت بريطانيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو" قد حذرا من أنّ ذخيرة القوى العسكرية الغربية في أوكرانيا على وشك أن تنفد، بحسب ما نقل موقع شبكة "بي بي سي".
وقال أكبر مسؤول عسكري في حلف "الناتو"، الأدميرال روب باور، أمام منتدى وارسو الأمني، إنّ "قاع البرميل أصبح مرئياً الآن"، داعياً الحكومات وشركات تصنيع الأسلحة إلى "تكثيف الإنتاج بوتيرة أعلى بكثير لإرسالها إلى أوكرانيا التي تحتاج إلى كميات كبيرة".
أمّا وزير الدفاع السويدي، بول جونسون، فيرى أنّ الدول الأوروبية تحفر الآن بعمق في جيوبها وفي مخزوناتها".
ويذكر أن بريطانيا وحدها قدّمت لأوكرانيا أكثر من 300 ألف طلقة من ذخيرة المدفعية منذ فبراير 2022، في حين منحت الولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة الزمنية نفسها أكثر من مليوني قذيفة مدفعية لكييف.
وفي وقتٍ سابق، أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أنّ الجيش الأوكراني "يستهلك كمية ذخائر أكبر بكثير من تلك التي تنتجها الدول الأعضاء".
وأضاف أنّ "الوتيرة الحالية لاستخدام الذخائر في أوكرانيا أكبر بكثير من وتيرة إنتاجنا الحالية"، محذرًا من أنّ هذا الوضع يعرّض الصناعات الدفاعية لدول الحلف "للضغط".
وعلى النقيض يقول المحللون إنّ روسيا تبدو، في المقابل، أكثر قدرة على تجهيز اقتصادها في زمن الحرب لتجديد مخزوناتها العسكرية الخاصة.
ففي المقابل، تمكّنت روسيا من التغلّب على العقوبات وضوابط التصدير التي فرضها الغرب لتوسيع إنتاجها الصاروخي إلى ما يتجاوز مستويات ما قبل الحرب، بحسب مسؤولين أميركيين وأوروبيين وأوكرانيين.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إلى أنّ التصنيع الصناعي العسكري في موسكو استعاد عافيته مرة أخرى وفق مسؤولين أميركيين اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم.
وحاول الرئيس الاوكراني زيلينسكي إعادة بلاده الى دائرة الاهتمام مرة أخرى وطلب زيارة اسرائيل لتقديم الدعم المعنوي لها في حربها ضد حماس وبالمرة يقول للعالم لا تنسوا اوكرانيا ، إلا ان المسئولين الاسرائيليين فطنوا الى هدفه الخبيث وأفسدوا مخططه وأعلنوا ان الوقت غير مناسب للزيارة.
ولم يخسر زيلنسكي الدعم الغربي فقط بل خسر ايضا تعاطف الدول العربية والاسلامية التي رأت ان مساندته لاسرائيل تحمل ازدواجية في الرؤية لرجل كان من الواجب ان يتعاطف مع الفلسطينيين باعتبارهم يواجهون عدوانا غاشما وغير متكافئ مشابه للحرب الروسية على بلاده.
اوكرانيا ستدفع ثمن حماقات رئيسها خلال أشهر الشتاء التي ستكون ثقيلة على الجيش الاوكراني مع تزايد رغبة الروس في إنهاء الحرب سريعا والخروج من هذا المستنقع بعد أن حققت كل اهدافها من هذه الحرب.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة