الأديب سيف المرواني
الأديب سيف المرواني


«توتر» قصص قصيرة للأديب سيف المرواني

صفوت ناصف

الأربعاء، 06 ديسمبر 2023 - 08:38 م

تـوتـر:

 

كان الصمت يحلق في رحاب الوقت، والسكون قد استوطن كل المرافئ، ولكن القلق استبد بالثواني، وأشعل التوتر في كل المساحات، والتي كانت ترفض قدوم الزوار، وتعيش في سماء الوحدة بمشاعر صادقة، بعيدة عن كل زيف، وحين قدمت المراكب التي تحمل الصخب، بددت كل إطلالات الفرح، فأودعت اللحظات في بحر التداعي، فأحاط الغياب كل الثواني وذبل إيقاعا كان يرسم التوهج.

 

 رحيل معتم:

كانت تغرد بفرح آسر تجوب منارات البهاء، ولكن رحل سندها بعد الله سبحانه وتعالى وأغلى من تحب، فتداعت وذبلت، وحل الانكسار بكل الأروقة، وشحبت تلك الوردة التي كانت تفوح عطرا وتقطرشهدا، واستسلمت للغياب، فاكتسى الوجع كل السواحل، وبقيت أشلاء تعاني من التداعي مكسورة الخاطر، ترفض أن تعود للتحليق مجددا.

 

ضوء السرور:

كانت تجلس وحيدة تصارع الصمت، في زاوية يخفت فيها ضوء السرور، ويكتسي الغياب كل الأشرعة فترفرف رايات التعب على كل المنارات، التي لا تتقن معها التحليق في المساحات المظلمة، ولكن ماذا تفعل أمام أمواج عاتية لا تقاوم ترمي بها بعيداً وتزفها لمدن النسيان وواحات التبعثر ومسارات الجنون؟

فالمراكب فقدت مجاديفها، والحياة أصاب بعض شوارعها العطب، واللحظات بدأت في التداعي، وحقول الود فقدت كل رونق وبهاء،  والذي كان يشكل كل ألوان الفرح، ولكن هيهات أن تبقى مقيدة الخطى والشتات يشع في كافة الدقائق، والانحسار يرسم تباشيره في كل الآماد، ورغم كل ذلك يبقى الأمل هو كل شعاع تمضي من خلاله الرحلة، لتتدفق شلالات الأنس ويفوح أريج الاخضرار وتتجدد كل المعاني.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة