جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

أمريكا.. والسقوط الأخلاقى!!

جلال عارف

الأربعاء، 06 ديسمبر 2023 - 09:29 م

كلما تصورنا أن هناك بوادر لتصحيح الموقف الأمريكى المنحاز تماماً لحرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على الفلسطينيين، والرافض- حتى الآن- لوقف المذبحة التى لن تنجو أمريكا من المسئولية عنها..

"عادت ريمة لعادتها القديمة" كما يقولون، وعاد المسئولون الأمريكيون ليضاعفوا السقوط السياسى والأخلاقى للولايات المتحدة وهى تضع كل دعمها وراء إسرائيل لتقتل المزيد من الأطفال الفلسطينيين ولتضاعف الدمار فى غزة، ولتحقق خطوات جديدة لتنفيذ سياسة التهجير التى تقول أمريكا إنها تعارضها!!

رغم المذابح التى تقوم بها إسرائيل بدعم أمريكا (وبريطانيا الآن) فإن شيئاً من أهداف إسرائيل أو أمريكا من هذه المذابح لم يتحقق حتى الآن باستثناء المزيد من قتل الفلسطينيين المدنيين  وتدمير ما تبقى من مستشفيات ومدارس ومنازل  فى غزة. لم يجد المهزوم نتنياهو ما يقدمه للإسرائيليين الذين يطالب معظمهم برحيله إلا هذه الأكاذيب المفضوحة عن اغتصاب الإسرائيليات من جانب رجال حماس فى معارك ٧ أكتوبر أو فى الأسر.

وهى أكاذيب لا يصدقها حتى أعتى المؤيدين للكيان الصهيونى ولجرائمه النازية، لكن الغريب أن يكون الرئيس بايدن هو من يعود لترديد أكاذيب نتنياهو وكأنه نسى أنه سبق أن ردد مثلها حين أيد رواية السفاح نتنياهو بشأن ذبح الأطفال وحرق المستوطنين فى أحداث ٧ يناير، ثم فى حادث قصف المستشفى المعمدانى بقذائف إسرائيلية.. ثم عاد البيت الأبيض بعدها ليكذب الرئيس بعد أن اتضحت الحقائق.

أن يكون الرئيس الأمريكى "صهيونيًا" رغم أنه ليس يهوديًا كما قال بنفسه، لا يمكن أن يكون مبررًا لإعطاء حكومة إرهابية فى إسرائيل "شيكًا على بياض" لقتل الفلسطينيين(!!) وأن يأتى وزير خارجيته بلينكن للمنطقة مع بداية الحرب فيقف بين يدى السفاح نتنياهو وكأنه يقف بين يدى "حاخام" يعترف أمامه بأنه قادم كيهودى قبل أن يكون وزيرًا لخارجية أمريكا ليس مبررًا لأن يكون "بلينكن" هو من يشارك فى اجتماع "مجلس الحرب" الإسرائيلى، ويضع معه خطة قتل الفلسطينيين.. ثم يخرج بعد ذلك ليردد أكاذيب إسرائيل ويحمل أطفال فلسطين الذين استشهدوا بالآلاف المسئولية عن المجازر الإسرائيلية دون أى شعور بالمسئولية.. أو بالخجل!!

أن يكون هناك خلافات داخل الإدارة الأمريكية أو أخطاء فى تقدير الموقف شىء.. والانحياز بلا أى تخفظات إلى جانب إسرائيل وهى تقتل وتدمر شىء آخر(!!).. وأن تكون هناك حسابات انتخابية فى المواقف الأمريكية شىء، والانبطاح أمام عصابة صهيونية تقود إسرائيل (ومعها أمريكا) إلى كارثة أكبر من الاحتمال شىء آخر(!!).

وبالأمس شاهدت نتنياهو فى المؤتمر الصحفى وهو يردد أكاذيبه الفاجرة عن الاغتصاب، وأدركت أن الرجل قد انتهت صلاحيته السياسية وأن استمرار وجوده خطر على المنطقة كلها.

ماذا يمكن أن نقول عن الرئيس الأمريكى وهو يردد نفس الأكاذيب؟ وماذا يمكن أن نقول والرئيس بايدن "يبصم" مؤكدًا هذه المزاعم إلا أن الدولة الأعظم قد دخلت مرحلة السقوط الأخلاقى.. وياله من سقوط!!
 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة