الخميس، 14 ديسمبر 2023 - 06:33 م

غزة وكالات الأنباء

دخل العدوان الإسرائيلى الغاشم أمس على قطاع غزة يومه الـ 69 على التوالى، بمواصلة الحرب الدامية وتكثيف الغارات الجوية والقصف المدفعى، واقتراف مزيد من المجازر، مع ارتكاب فظائع ضد المدنيين فى مناطق التوغل بما فى ذلك إعدامات ميدانية واعتقالات جماعية، فى إطار جريمة الإبادة الجماعية وعمليات التطهير العرقى، وسط وضع إنسانى كارثى..

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن 27 فلسطينياً على الأقل استشهدوا أمس فى قصف نفذه طيران الجيش الإسرائيلى على منازل فى مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وألقت طائرات جيش الاحتلال أمس منشورات فى مدينة خان يونس جنوبى قطاع غزة، تطالب السكان بإخلاء منازلهم، والنزوح جنوباً إلى مناطق الشابورة والزهور وتل السلطان فى رفح.

ودعا جيش الاحتلال سكان خان يونس إلى إخلاء التجمعات السكنية، والتوجه جنوباً إلى محافظة رفح. وتعد هذه المرة الثامنة التى تسقط فيها الطائرات الإسرائيلية هذه المنشورات فى خان يونس، وهو ما يسبق تنفيذ غارات وأحزمة نارية هناك..

من جانبه، قال مسئول فى مستشفى كمال عدوان بشمال قطاع غزة إن الجيش الإسرائيلى أجبر جميع الموجودين فى المستشفى الواقع فى بيت لاهيا على إخلائه سريعاً.

وأضاف حسام أبو صفية، رئيس أقسام الأطفال فى المستشفى: «أعطونا مهلة قصيرة لنقل الجرحى والمصابين لساحة المستشفى، والآن الدبابات والقناصة يحيطون بالمستشفى ويطلقون النار بشكل عشوائى»..

وأوضح: «هددونا أنه إذا لم نُخرج المرضى والجرحى خلال عشر دقائق سيتم قصف المبنى على من فيه»، مشيرًا إلى أن الطواقم الطبية المتواجدة حاولت التحدث مع الجنود الإسرائيليين لمعرفة سبب قرار الإخلاء لكنهم أطلقوا النار تجاههم..

وذكر المسئول بالمستشفى: «لن نتمكن من إخلاء الجميع، وهناك كبار فى السن وأطفال ولا إمكانيات متوفرة لنقلهم بشكل سريع». وأضاف أن ما يحدث فى المستشفى «عدوان خطير وكارثى»، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلى يعمل على إخلاء المستشفى بشكل كامل.

ووثّق المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان إنشاء أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية فى محافظات قطاع غزة لدفن شهداء عدوان الاحتلال الإسرائيلى على غزة منذ الـ7 من أكتوبر الماضى.

ووفقاً للمرصد فقد لجأ الفلسطينيون فى القطاع لـ»إنشاء مقابر جماعية عشوائية فى الأحياء السكنية وأفنية المنازل والطرقات وصالات الأفراح والملاعب الرياضية، فى ظل صعوبة الوصول للمقابر الرئيسية والمنتظمة». وأوضح أنهم وثقوا «أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية دفن فيها 3 أفراد فأكثر من أبناء العائلات المستهدفة.

من جهته، قال المدير العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن «قدرة الوكالة على تقديم الخدمات فى قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلى على القطاع على وشك الانهيار بعد مقتل أكثر من 130 من موظفيها فى القطاع.

وفى سياق متصل قال المرصد، فى بيان على موقعه الرسمى إن جيش الاحتلال حول مدارس اتخذها عشرات آلاف النازحين ملاجئ إيواء، إلى مراكز عسكرية وإعدامات ميدانية فى إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر الماضى فى قطاع غزة.

ويواجه سكان قطاع غزة المحاصرون الذين نجوا حتى الآن من القصف والنيران الإسرائيلية، قاتلًا صامتًا غير مرئى، يطاردهم الآن، هو المرض. وقال عشرة من الأطباء وعمال الإغاثة لرويترز إن نقص الغذاء والمياه النظيفة والمأوى أدى إلى وقوع مئات الآلاف فى براثن الإصابة بصدمات، ولم يعد هناك مفر من انتشار الأوبئة فى القطاع مع انهيار النظام الصحى. وقال جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف): «بدأت العاصفة الكاملة للمرض. والآن صار السؤال القائم هو: إلى أى مدى سيزداد الأمر سوءًا».

وقال رئيس قسم الأطفال فى مستشفى ناصر بخان يونس بجنوب غزة أحمد الفرا لرويترز، إن القسم مكتظ بالأطفال المصابين بالجفاف الحاد الذى يؤدى إلى الفشل الكلوى فى بعض الحالات، فى حين تفاقم عدد حالات الإصابة بالإسهال الحاد إلى أربعة أمثال العدد المعتاد. وأضاف أنه علِم بوجود 15 إلى 30 حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائى إيه فى خان يونس خلال الأسبوعين الماضيين، وأوضح أن فترة حضانة الفيروس تتراوح من ثلاثة أسابيع إلى شهر، لذلك بعد شهر ستكون هناك قفزة فى عدد حالات التهاب الكبد الوبائى إيه.