مصطفى محمود
مصطفى محمود


مصطفى محمود يكتب: السيسي رجل التحديات

مصطفى محمود

الخميس، 14 ديسمبر 2023 - 09:10 م

بعد أن أكمل الرئيس عبد الفتاح السيسي ولايته الثانية في السلطة، يبدو أنه يسير على طريق ممهد نحو ولاية ثالثة، فرغم التحديات الاقتصادية التي تواجه العالم أجمع والتي بالطبع أثرت على الظروف الاقتصادية بمصر، إلا أن السيسي نجح في تعزيز سلطته ومكانته على الساحة الإقليمية والدولية، مما انعكس بشكل كبير على شعبيته فمنذ الساعات الأولى للإنتخابات الرئاسية المصرية، شاهدنا إقبالًا كبيرًا من الشعب المصري بكل فئاته على الإدلاء بأصواتهم، داعمين السيسي بشكل كبير، والذي انعكس بالفعل على المؤشرات الأولية لنتيجة الإنتخابات الرئاسية.

ولعل أبرز ما يميز حكم السيسي هو نجاحه الدبلوماسي، فقد أعاد مصر إلى موقعها الطبيعي في المنطقة، وعزز علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية، كما وسع علاقاتها مع الدول الغربية، حتى أصبحت مصر أكبر شريك للإتحاد الأوروبي.

كما دأب في حماية أمن مصر القومي، من خلال التحركات الدبلوماسية النشطة لصون حقوق مصر المائية والتي كانت على رأس أولوياته، فكانت الجهود الرامية للحفاظ على مصالح مصر المائية وزيادة الوعي الدولي بالوضع المائي والتحديات التي تواجهها مصر في مقدمة الموضوعات التي تتم مناقشتها في المحافل الدولية ونجحت مصر في إعادة طرح قضية سد النهضة أمام مجلس الامن الدولي للمرة الثانية؛ للتأكيد على ثوابت الموقف المصري بالحل العادل لقضية سد النهضة.

وفي عهده تبوأت مصر مكانتها الريادية عربيا وأفريقيا ودوليا فقد شهد العام الجاري مشاركات فاعلة في العديد من القمم والجولات أثمرت عن تحقيق نجاحات مهمة في علاقات مصر بعدد من الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي وأفريقيا .

واستمرت جهوده في تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية والتأكيد على دور مصر الريادي في القارة، وكانت على رأس أولوياته التعان مع دول القارة وعزز شراكة مصر في الحرب على الإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، كما ساهم فى توحيد الرؤى المشتركة لمحاربة الإرهاب والتطرف وتدشين مركز إقليمى لمكافحة الإرهاب لتعزيز قدرات دول القارة الافريقية فى محاربة التطرف وتنسيق المواقف المشتركة بين دول الساحل والصحراء.

كما نجح السيسي في إعادة مصر لعلاقاتها القوية بالولايات المتحدة الأمريكية، ولعل ذلك كان من أبرز التحديات التى نجح في تخطيها وإنقاذ العلاقات من محاولات الوقيعة بين القاهرة وواشنطن، و تعزيز التنسيق والتشاور بينهما فى الملفات ذات الاهتمام المشترك وفى مقدمتها الحرب على الإرهاب والصراعات الراهنة فى الشرق الأوسط وسبل دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.

كما نجح السيسي في لعب دور مهم في حل الأزمة الليبية، فقد لعبت مصر دوراً أساسياً في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في عام 2020، كما ساهمت في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الليبية، وقد ساعد هذا الاتفاق في استقرار الأوضاع في ليبيا، ومنع عودة الحرب إلى البلاد.

وعلى صعيد القضية الفلسطينية، فمنذ بداية الحرب الإسرائيلية المدمرة الأخيرة على قطاع غزة، تبنت مصر نهجًا قويا تمثل في التأكيد بحزم على حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، حتى أصبح السيسي أكبر داعم للقضية الفلسطينية، كما أكد على رفض مصر التام لأي ممارسات غير قانونية تهدف إلى النيل من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ورفض كل المحاولات لتهجيرهم من أراضيهم.

ولم يقف السيسي عند هذا الحد في دعم الفلسطينيين سياسيا وحسب، بل أمر بفتح معبر رفح؛ لنقل ذوي الإصابات الحرجة جراء العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين العزل من غزة للعلاج في المستشفيات المصرية، من خلال فتح معبر رفح.

كما كان لمصر الباع الاكبر في دعم الفلسطينيين وإعمار غزة، وإرسال المساعدات الطبية والإنسانية وتسهيل كل المعوقات لإيصالها للشعب الفلسطيني، والدعوة للهدنة لحقن دماء الفلسطينين بعد أيام طويلة من القتل والترويع على يد آلة القتل الصهيونية التى لا ترحم.

وبهذا نجحت مصر فى ضبط رادارات العالم على موجتها لينتهى الحديث عن التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وليرتفع من جديد صوت الحق عاليًا أنه لا حل إلا الحل السياسى بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وإذا تحدثنا عن الشأن المصري الداخلي، فقد نجح السيسي في القضاء على الإرهاب الذي استمر لسنوات من بعد ثورة يناير، وإعادة الأمن والاستقرار إلى مصر، كما نجح في خفض معدلات التضخم، وزيادة الاستثمارات الأجنبية، وتحسين مؤشرات الاقتصاد الكلي.

وأطلق السيسي عددًا من المشروعات القومية الكبرى، مثل قناة السويس الجديدة، ومحور قناة السويس، ومشروع العاصمة الإدارية الجديدة.

ولكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد تأثر العالم أجمع بأزمات وتداعيات مستمرة حتى الآن، وبالطبع مصر من تلك الدول التى تأثرت بتلك بالأزمات، بداية من جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية العالمية، والعملية العسكرية الروسية الخاصة فى أوكرانيا، حيث ستبقى الأزمة الروسية الأوكرانية علامة فارقة فى تاريخ معدلات التضخّم العالمية، وما حققته من خسائر كبيرة على الاقتصاد العالمى.

ولكن مصر تعاملت باحترافية شديدة مع الأزمات التى مرت على العالم والمنطقة بفضل برنامج الإصلاح الاقتصادى ومعدلات التنمية غير المسبوقة، وزيادة الاستثمار في البنية التحتية، و تعزيز الصادرات, وخلق فرص عمل جديدة وزيادة الاستثمارات الأجنبية، وتحسين مؤشرات الاقتصاد الكلي، والتي بدونها لم تكن تستطيع أن تتحمّل هذه المواقف والأزمات الكبيرة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة