د. محمد محمود الباحث بمعهد الشرق الأوسط
د. محمد محمود الباحث بمعهد الشرق الأوسط


باحث بمعهد الشرق الأوسط للأخبار: إدارة المياه أهم أدوات التكيف مع الآثار السلبية للتغير المناخي

عبدالسميع الدردير

السبت، 16 ديسمبر 2023 - 06:41 م

تحلية مياه البحر تفتقر للتكنولوجيا التي توفر من الطاقة المستخدمة
التوصل إلى تسوية بشأن السد الأثيوبي ضرورة لمصلحة دول النزاع

على هامش مؤتمر استدامة المياه الذي نظمته جامعة جورجتاون في قطر بالعاصمة الدوحة تحت سلسلة منتدى "حوارات" في موسمه الأول، التقت الأخبار الباحث الأمريكي السوداني الأصل دكتور محمد محمود بمعهد الشرق الأوسط  بالولايات المتحدة حول موضوع  استدامة المياه في مصر والخليج وقطاع غزة ومدى أهمية حالة الحوار التي بادرت بها جامعة جورجتاون في قطر بمشاركة دولية ضمت باحثين ومفكرين ومسئولين من العديد من دول العالم..
 
بداية ناقشت الأخبار تفصيلا مستقبل استدامة المياه في المنطقة مع دكتور محمد محمود.. 

ما هو المختلف برأيك في حالة الحوار التي تنظمها جامعة جورجتاون بسلسلة من المؤتمرات التي تهم الشأن المحلي والإقليمي والدولي؟

المناقشات الحاصلة هنا لها مردودات إيجابية فيما يتعلق بالموضوعات الرئيسة التي تتناولها المؤتمرات.. وليس فقط على مستوى المنطقة الخليجية بل الشرق الأوسط بشكل عام.. وهذا ما لاحظناه اليوم في مؤتمر استدامة الموارد المائية في المنطقة.. كما تتطرق ايضا إلى مناقشة موضوعات تغيير المناخ الكبرى.. والجديد هنا أن هذه المؤتمرات تعقد في المنطقة التي تعاني شح المياه وليس في مراكز الأبحاث العالمية في الغرب.. وهذا أفضل من حيث التركيز على موضوع النقاش.
 
هل يمكن ان تفصل علاقة تغيير المناخ بموضوع المؤتمر اليوم “استدامة المياه؟

الموارد المائية بالطبع تتأثر بتغيير المناخ, لذلك فمن الضروري مناقشة إدارة المياه باعتبارها أهم أداة من أدوات التكييف مع الآثار السلبية للتغير المناخي.. فحتى الآن، لم يتم تناول النقاش بشأن إدارة المياه بطريقة مفيدة لاستهلاك المياه سواء للزراعة أو حتى المياه المستخدمة لإنتاج الطاقة.
 
هناك معضلة تتمثل في استخدام الطاقة لتحلية مياه البحر لتحقيق الأمن المائي, لكن استخدام الطاقة ربما أيضا ينتج عنها انبعاثات تزيد من وتيرة التغيير المناخي بما يؤثر سلبا على سقوط الأمطار, فهل من رؤية تراعي التوازن بين الاحتياج لتحلية المياه وتخفيف آثار التغير المناخي؟

مهم جدا أن نفهم هذه الدائرة التي تربط بين استدامة المياه والتغير المناخي الناتج عن استخدام الطاقة في تحلية المياه في المناطق الجافة.. فتغيير المناخ يؤدي إلى قلة تساقط الأمطار وفي نفس الوقت يؤدي التغير المناخي إلى زيادة استهلاك كميات المياه في المناطق الجافة بسبب زيادة درجة الحرارة الناتجة عن التغير المناخي, إضافة الى أن ارتفاع منسوب مياه البحر والمحيطات تهدد المناطق السكنية المنخفضة عن سطح البحر.
 
إلى أي مدى برأيك يمكن الإعتماد على تحلية مياه البحر في الشرب والزراعة؟

في مناطق مثل شبه الجزيرة العربية, تعد التحلية أهم مصادر المياه.. فلا توجد أنهار.. كما أن المياه الجوفية أصبحت محدودة بسبب زيادة الاستهلاك وأيضا التغير المناخي.. فلا سبيل لاستدامة المياه سوى التحلية, إلا أننا لانزال نفتقر إلى التكنولوجيا التي تقلل من تكاليف عملية التحلية وتقليل آثارها على البيئة.. وهنا ينبغي أن نفرق بين تحلية المياه للزراعة وللشرب.
 
ننتقل إلى شمال إفريقيا حيث أنشأت إثيوبيا سدا يمثل تهديدا للأمن المائي في مصر والسودان, فإلى أين تتجه هذه الأزمة برأيك؟

لابديل عن الوصول إلى تسوية وإلا ستكون الآثار سلبية على الدول الثلاث اثيوبيا والسودان ومصر.. سوف تتأثر خطط التنمية في إثيوبيا وستتأثر مصر بتدفق المياه كما سينعكس تحكم إثيوبيا في المياه سلبا على الفيضانات في السودان.. لذلك فلابد من التوصل إلى تسوية وآلية للتعاون بين الدول الثلاث خاصة في كيفية تحكم إثيوبيا في كميات المياه المتدفقة من السد في المواسم المختلفة حتى لا تضر بدولتي المصب..
 
ما هي الآثار السلبية للسد على السودان بشكل خاص؟

السودان يتأثر بحجم كميات المياه المتدفقة في سنوات الجفاف وفي حالة تدفق كميات كبيرة من المياه سوف تزداد الفيضانات التي تحدث بشكل طبيعي في السودان.. لذلك ينبغي التوصل إلى تقنية تضمن توسط كميات المياه المتدفقة من السد حتى لا تكون قليلة بما يؤثر على الزراعة أو كثيرة تتسبب في المزيد من الفيضانات.
 
فيما يتعلق بالأوضاع حاليا في قطاع غزة, تشير تقارير أممية إلى أن القطاع يحصل على مالا يزيد عن ٤٪ من احتياجاته يوميا من الماء فكيف ترى خطورة هذه المستجدات؟
أوضاع المياه في غزة صعبة جدا حتى قبل العدوان الإسرائيلي.. فالاحتلال يتحكم في المياه والكهرباء والإتصالات منتهكا حقوق الإنسان التي تجعل الحصول على المياه اهم أولويات حقوق الإنسان.
 
عودة إلى الأمن المائي في الخليج, هل تعتقد أن تحلية المياه يمكن أن يحقق الاستدامة بما يضمن الاكتفاء الذاتي لمياه الشرب والزراعة في شبه الجزيرة العربية التي تعاني شح المياه الصالحة للشرب؟
لا يوجد حل واحد لمشكلة المياه في الخليج حاليا, لكن تكاتف الجهود وإيجاد مسارات مختلفة للتعامل مع شح المياه في الجزيرة العربية أصبح الحل الضرورة لإدارة المياه بطريقة رشيدة.. فيمكن الاعتماد على التحلية في المناطق الساحلية وترشيد استهلاك المياه الجوفية بالتوعية.. فبسبب ندرة تساقط الأمطار في المناطق الصحراوية بشبه الجزيرة العربية يقل منسوب المياه الجوفية.. أيضا إعادة تدوير مياه الصرف الصحي لاستهلاكها في الزراعة يعد أحد الحلول لتوفير المياه.
 
هل يمكن أن تخرج توصيات مؤتمر استدامة المياه بحلول لضمان توفير المياه بشكل مستدام؟

هذا المؤتمر مفيد جدا, لأن المعروف ان التوصل إلى أي حل يبدأ بنقاش ومن النقاش نتوصل إلى أفكار ومن الأفكار نتوصل إلى حلول.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة