كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كل عام وأنتم بخير

كرم جبر

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2023 - 07:33 م

كانت الظروف الأمنية بالغة الصعوبة، والانفلات في كل مكان، والممتلكات العامة والخاصة تتعرض للسرقة والحرق، وكان الهدف زيادة جراح الوطن، وإشعال فتنة طائفية، تأتي على بقية الأمن، وتشعل الفوضى في كل مكان.


وكانت الجماعة الإرهابية تستهدف توسيع رقعة النار، وإرسال إشارات للعالم، بأن الأوضاع في مصر مضطربة وغير مستقرة، وأن الحرب الأهلية على الأبواب، ليست بين المسلمين والأقباط فقط، ولكن بافتعال فتنة لم تعرفها مصر بين السنة والشيعة.


وحدث في عام حكم الإخوان أكبر عدد من الاعتداءات على الكنائس، فوقف المسلمون يحمون الكنائس ورفعوا شعار كنائسهم مثل مساجدنا، وتبرع المسيحيون لإخوانهم المسلمين بالدم في الحوادث الإرهابية، ليؤكدوا للجميع أن هذا الرباط القوي سيظل إلى يوم القيامة.
وتحطمت على جدران المحبة فتاوى التطرف التي تمس العلاقات المتوارثة بين المصريين، مثل التهنئة في الأعياد والاحتفالات وشم النسيم ورأس السنة الميلادية، وتجسدت المشاعر الطيبة في احتفال المسلمين بمولد السيدة العذراء، وإقامة المسيحيين لموائد الإفطار في شهر رمضان، وغيرها من مظاهر التآلف والتواصل.
واختفت تماماً نبرة الاستقواء بالخارج، ولم نر تظاهرات لأقباط المهجر، الذين اعتادوا في فترات سابقة أن يصعدوا الهجوم، إن وقع حادث صغير، لا يمكن مقارنته بما تعرضوا له في زمن فوضى الجماعة الإرهابية، لأن الجميع أدرك، أن الحماية هي مصر، والأحضان الآمنة هي مصر، وليس الخارج الذي يستثمر مثل هذه الحوادث، لممارسة ضغوط سياسية، وليس أدل على ذلك من المذابح الوحشية التي يتعرض لها المسيحيون على أيدي داعش، دون أن يذرف الغرب دمعة واحدة.


مصر هي بلد المصريين الذين منحوا الأمن والحماية للسيدة العذراء والسيد المسيح حين لجأوا إليها هرباً من بطش الرومان، فوجدوها الأمان والقلوب الطيبة.
ومصر هي التي استقبلت عمرو بن العاص بالبشر والترحاب، فدخلها آمناً ووجد في أعماق شعبها إيماناً روحياً مستمداً من الخير الذي يفيض به النيل.
اللهم اجعل هذا البلد آمناً من كل خوف، فالطمأنينة هي الهواء الذي نستنشقه والماء الذي نشربه، بينما شعوب حولنا تستنشق الدخان وتشرب الدماء.
اللهم اجعل هذا البلد آمناً من أهل الشر، الذين يتربصون بالبلاد، ويستهدفون نشر الخوف والدمار والخراب، وكأنهم شربوا ماء النيل سماً وعلقماً.
اللهم اجعل هذا البلد آمناً من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، والتي تجعل بعض من يعيشون فوق أرض الوطن، أكثر غلاً وحقداً من ألد الأعداء والغزاة والسفاحين.
أهل بلدي.. مسلمين ومسيحيين.. كل عام وأنتم بخير.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة