الاحتلال يعتقل فلسطينيا بزى بابا نويل أراد أن يدخل البهجة على الأطفال
الاحتلال يعتقل فلسطينيا بزى بابا نويل أراد أن يدخل البهجة على الأطفال


كنوز| عفواً «بابا نويل».. كنائس فلسطين حزينة ولن تجد أطفالاً فى انتظارك

عاطف النمر

الأربعاء، 27 ديسمبر 2023 - 07:23 م

بعد 72 ساعة من الآن يغادرنا عام 2023 الحزين على فلسطين، ويهل عام جديد يؤرخ لمرور 2024 عاماً على ميلاد السيد المسيح فى بيت لحم، تلك الأرض المقدسة التى تنتهكها أقدام الاحتلال الصهيونى النازى الذى يعمل ليل نهار منذ ما يقرب من 3 شهور على محو «غزة» من الخريطة بالإبادة الشاملة لشعبٍ مسالم تقصفه الطائرات بالصواريخ والقنابل الغبية . 

كنيسة المسيح فى فلسطين حزينة جداً يا «بابا نويل»، موجوعة، متألمة، تتعذب، ومسيحها تدمع عيناه على كل طفل يُذبح، وكل امرأة تُقتل، وكل مسنٍ تُزهق روحه، وكل منزلٍ يتحول لركام على رءوس الضحايا، وكل مدرسة تُهدم، وكل مستشفى تدوسه أقدام نجسة لا تعرف الإنسانية والرحمة، وكل كنيسة تُرفع فيها تراتيل الصلاة، وكل مسجد يُرفع فيه الأذان والتكبيرات باسم الله، وذكر الله يصيب الصهاينة بالفزع واللوثة والجنون يا «بابا نويل» فيقتلون الأطفال الخدج بالحضانات، ويغتالون الإعلاميين بدمٍ بارد بالمخالفة لكل القوانين والأعراف لكى لا تتكشف جرائمهم للرأى العام العالمى، ويستهدفون أطقم الإسعاف والإنقاذ المدنى، ويعتقلون الأطباء من داخل المستشفيات التى يعطلونها ويحولونها لركامٍ!

عفواً أيها القديس المعروف فى الغرب باسم «سانتا كلوز»، والمعروف لدينا باسم «بابا نويل»، سنراك بعد 72 ساعة بزيك الأحمر المُميز فى كل أنحاء العالم الذى يحتفل باستقبال عام جديد، عالم لم تتحرك فى رأس قادته شعرة تأثراً بالمجازر اليومية التى تزهق أرواح الفلسطينيين فى غزة بسلاح أمريكى ودعم سياسى من قادة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا ودولٍ أخرى صدعت رءوسنا بحقوق الإنسان، وكأن من فى غزة ليسوا فى عداد الإنسان، أو كما قال وزير صهيونى إنهم دون الحيوان ويجب أن يبادوا جميعاً، ورئيس حكومة الكيان الغاصب ينفى وجود شيء اسمه فلسطين، ولا يعترف بحل الدولتين، أرض فلسطين فى عقيدته التوراتية هى مملكة إسرائيل الدينية بوعدٍ من بلفور وليس وعداً من الله، طالما العدل غاب عن العالم أمام جبروت الفيتو الأمريكى ! 

عفواً «بابا نويل».. لا تذهب بهداياك إلى فلسطين ليلة رأس السنة لتُدخل البهجة والفرحة الممنوعة على أطفال الفلسطينيين بفرمانٍ صهيونى، عشرات الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعى تفضح فى الأعوام السابقة الضرب والاعتقال والإهانة الوحشية لكل فلسطينى ارتدى حُلة بابا نويل ليُدخل البهجة على أطفال فلسطين، أو يرفع العلم الفلسطينى فى وجه قوات الاحتلال الغاصب، الفرحة ممنوعة فى فلسطين و«بابا نويل» لا مكان له هناك !

عفواً «بابا نويل».. لا تذهب إلى غزة لأنك لن تجد أطفالاً فى انتظار هداياك، أكثر من 8 آلاف طفل حلقت أرواحهم نحو السماء وعدد غير معلوم لم يتم إخراجهم من تحت الركام، والباقى من أطفال غزة الأحياء إما معاقون وإما لديهم اضطراب نفسى بفعل دوى القنابل والصواريخ وانهيار المبانى على رءوس أهاليهم، وهم يا «بابا نويل» فى حاجة ماسة لعلاج نفسى، فهل ستقدم لهم العلاج بدمية أو لعبة تقصفها الأباتشى وال أف 35 ؟ ! 

عفواً «بابا نويل».. لا تذهب إلى فلسطين الحزينة فقد لفتنى الكاتب الكبير حمدى رزق بما كتبه عن الفيديو الذى أرسله له السيد منير فخرى عبد النور الذى بثه السفير الفلسطينى بلندن «حسام زملط» الذى يتأسف بأسى وحزن لمسيحيى العالم عن عدم احتفال كنائس القدس والضفة بعيد الميلاد هذا العام ! كنائس فلسطين يا «بابا نويل» حزينة وقد أطفأت أنوارها فى الكريسماس وغابت شجرة الميلاد، وغاب الناس عن الاحتفال بالميلاد المجيد، ولن تكون هناك احتفالات بقدوم العام الجديد بعد 72 ساعة من الآن، لن يكون لك مكان لتحتفل فى فلسطين، اذهب واحتفل مع الرئيس الأمريكى الصهيونى باعترافه، وابتهج بشجرة الميلاد مع قادة أوروبا الذين دعموا إسرائيل وأعطوها الضوء الأخضر لتقتل وتدمر وتحرق وتغتال بلا حدود وبلا رحمة ! 

الكاتب الكبير حمدى رزق يعلق على فيديو السفير الفلسطينى بأنه يحمل رسالة فلسطينية حزينة بالغة الرقى، رسالة بعلم الوصول، يخبر فيها العالم أجمع بأن مهد المسيح ومسقط رأسه فى بيت لحم والقدس لن تضيء أنواره غبطة بعيد الميلاد، الاحتلال أطفأ أنوار الميلاد، وقمع أجراس الميلاد، وأسكت ترانيم الميلاد، ويُذكرنا بأن فلسطين الجريحة لن تحتفل هذا العام بأعياد ميلاد المسيح وكنيسة المسيح تحت نير الاحتلال، فلسطين تناضل من أجل ميلاد جديد، والميلاد فى فلسطين عيد وطنى يجمع أصحاب الديانات جميعًا، رسالته المتلفزة تخاطب الإنسانية جمعاء بإطلالة حزينة من عاصمة الضباب، يحاول فيها إيقاظ ضمائر ماتت ومشاعر قُبرت، لعلها بالمساندة والتضامن تساهم بأن نرى الأضواء العام المقبل بعد زوال الاحتلال .

السفير الفلسطينى يقدم صورة دامية محزنة لمعاناة الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين تحت وطأة جبروت تسلط على الأرض التى شهدت ميلاد المسيح، رسالة بليغة تناشد بلسان كل فلسطينى كافة مسيحيى العالم بضرورة التحرك من أجل حماية المقدسات فى فلسطين، لما تمثله من مكانة دينية خاصة للطوائف المسيحية فى شتى بقاع العالم، وخلاصة رسالته تؤكد أن القضية الفلسطينية هى قضية المسيحيين والمسلمين معاً، لأن الاحتلال لا يفرق بين كنيسة ومسجد، ويدنس المقدسات جميعًا، السفير يستنفر الضمائر المسيحية الغربية التى غفلت عن واجبها فى إنقاذ مهد المسيح من براثن الاحتلال، على وعد بالاحتفال مجددًا بعيد الميلاد.

أرجوك يا «بابا نويل» أن تحمل للرئيس الأمريكى وقادة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا رسالة المفكر المسيحى مترى الراهب الذى أكد استحالة الاحتفال بعيد الميلاد وغزة تتعرض للعدوان الوحشى والتطهير العرقى المُمنهج، واغتيال الأطفال وقتل النساء، واستيطان يستشرى كالسرطان فى الجسم الفلسطينى، واحمل معك رسالة الأب أنطونيوس حنانيا التى قال فيها: 

«أود أن أذكر المسيحيين فى كل أرجاء العالم بأنه لا معنى باحتفالكم بالعيد إذا لم تلتفتوا لفلسطين التى هى أرض الميلاد، الأرض التى انطلقت منها رسالة المسيح لمشارق الأرض ومغاربها، من مغارة الميلاد فى بيت لحم نبعث برسالة إلى الكنائس المسيحية فى الشرق والغرب لتدافع عن فلسطين، وأطفال فلسطين، وحرية فلسطين».

شكراً لك «بابا نويل» أن استطعت أن تعيد الوعى لمن فقدوا الإنسانية من أدعياء الحكم فى العالم الذى يسوق لنا شعارات لا يعمل بها، وقل لكل ظالمٍ بلسان كل طفلٍ فلسطينى حلقت روحه نحو السماء: «فلسطين عربية، وواهم من يظن أنه قادر على تصفية القضية». 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة