د.زين عبد الهادى
د.زين عبد الهادى


مدير مكتبة العاصمة الإدارية يكتب لـ«الأخبار»: أفضل ثلاثة كتب قرأتها في٢٠٢٣

أخبار الرياضة

الأحد، 31 ديسمبر 2023 - 11:28 م

الروائى المتميز د.زين عبد الهادى مدير مكتبة العاصمة الإدارية، وأستاذ علم المكتبات أطال التأمل فى أحداث العام المنقضى على المستويين: الفكرى والإبداعى، وأمعن النظر فى ملامح مشهدنا الثقافى على مدى عام بأكمله، وقد آثر جريدة «الأخبار» العريقة بحديثه عن أبرز وأهم ما قرأ فى العام المنصرم.

أعتقد أن أهم كتب قرأتها هذا العام هي: كتاب (صناعة الهولوكوست) (من ترجمة الهيئة العامة للاستعلامات) فى مصر، وكتاب (غزة : بحث فى استشهادها) من إصدارات دراسات الوحدة العربية ببيروت، والكتابان بالمناسبة لعالم السياسة اليهودى د. فنكلستين نورمان فنكلستين، وبالمناسبة هو من أكبر اليهود المؤيدين لكفاح فلسطين وغزة ضد الاحتلال، وأنصح الجميع بقراءتهما، والكتاب الثالث هو (نهاية المعرفة) وصدر باللغة الإنجليزية فى الولايات المتحدة فى أكتوبر 2023، وقد صدر الكتاب الأول عام 1998، والثانى عام 2000، والكتابان يقدمان تحليلاً بليغاً للوضع فى فلسطين وغزة، حيث يضم الأول ثلاثة فصول تتحدث عن تاريخ المحرقة اليهودية، وكيف تتاجر إسرائيل بـ «الهولوكوست»، والفصل الثانى يتناول المخادعين، ومزورى التاريخ، وكيف يجرى محو تاريخ فلسطين (بكل ما فى الكلمة من معنى) بل والأكثر من ذلك، كيف تجرى نسبة العادات والتقاليد والأطعمة وغيرها وتحويلها باسم إسرائيل، بدلاً من ملاكها الحقيقيين فى فلسطين، والفصل الثالث يصف كيف يحدث الابتزاز الإسرائيلى لكل المؤسسات فى العالم، أما الكتاب الثانى فيسرد وقائع متداخلة لكفاح الشعب الفلسطينى عمومًا من مذابحٍ متتاليةٍ، وحصار خانق. وهو يصف كيف ظل الإسرائيليون ينبذون عروض السلام، ويمارسون الضغوط بمعونة الراعى الأمريكى على مختلف المحافل الدولية، وإسكات الشهود، والنجاة من المساءلة، والإفلات من أى عقاب. يتألف الكتاب من أربعة أقسام وملحق، يتناول الأول عملية «الرصاص المصبوب»، وتبعاتها، إضافة إلى سردٍ واف لما ورد فى تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية فى شأنها، والحجج التى أقامها المدافعون عن إسرائيل وتفنيدٍ لها.

اقرأ أيضاً | كنوز| عفواً «بابا نويل».. كنائس فلسطين حزينة ولن تجد أطفالاً فى انتظارك

ويتناول القسم الثانى بالتحليل تقرير «غولدستون» ثم تراجعه لاحقاً عن النتائج التى توصلت إليها اللجنة التى ترأسها. أما القسم الثالث فيتناول حادثة الهجوم على قافلة سفن المساعدات الإنسانية، وتبعاتها السياسية والقانونية. وأخيرًا يتناول القسم الرابع «عملية الجرف الصامد» مع عرضٍ مفصلٍ للفظائع الإسرائيلية، وخيانة منظمات حقوق الإنسان لشعبٍ بأكمله، ويعرض الملحق مقارنة فريدة فى نوعها بين الوضع القانونى لفلسطين عقب هذه الجريمة. وأخيرًا احتلال نظام جنوب إفريقيا العنصرى لدولة «ناميبيا»، وبين الوضع القانونى للاحتلال الإسرائيلى . ويتحدث الكتاب الثالث عن نهاية المعرفة للمفكر ورجل الأعمال الأمريكى داف فيفانكوس سيريزو يقول المؤلف: إنه ثمة أمور كنا نعتقد دائماً أنها ثابتة، ولن تتغير، فلطالما كانت المعرفة عبر التاريخ المنظور معرفة بشرية، فهل يمكن للآلات أن تنتج معرفة جديدة؟ يقال المعرفة قوة، هذه هى المقولة التى قدمها الفيلسوف الإنجليزى «فرانسيس بيكون»، وأكدها الفيلسوف الفرنسى «ميشيل فوكو»، المعرفة الشخصية تظل معرفة خاصة بإنسان واحد، أو مجتمع صغير، لكن حين تتحول المعرفة إلى نوع من المعرفة الشاملة التى يمتلكها كل البشر، حينها تصبح المعرفة قوة، فماذا إذا كان الذكاء الاصطناعى، والآلات بإمكانها إنتاج معرفة جديدة؟ما الذى حدث للمعرفة البشرية مؤخراً، حيث وصلت إلى حدٍ لا يمكن استيعابه ورغم ذلك فإن شهيتنا فى الحصول على المعرفة تزداد بشكل مستمر لأن الاستثمار فى المعرفة يمكن أن يساعد البشرية على عبور الحدود غير المنظورة، فهل وصلت المعرفة البشرية إلى نهايتها؟ إذن وماذا بعدها؟ يحاول هذا الكتاب الإجابة عن هذه الأسئلة، هل يمكن أن تصبح المعرفة البشرية شيئاً من الماضي؟، وهل يمكن للذكاء الاصطناعى أن ينتج معرفة أكبر مما يمكن للبشر أن ينتجوها، وإلى أين تتجه هذه النوعية من المعرفة؟، وما هى قضاياها؟ هل هى فى الطب؟، فى الفضاء؟، فى الفيزياء؟، فى الجينات؟، فى الزراعة؟، فى الهندسة؟، وما هى القضايا الجديدة وإجاباتها؟ وإلى أى حدٍ وصلنا فى هذا الاتجاه؟ وهل نحن فعلاً على حافة نهاية المعرفة التى نعرفها كبشرٍ لصالح معرفةٍ جديدة تقدمها الآلات وأدوات الذكاء الاصطناعي؟!



كيف انتقلت المعرفة عبر البيانات، ثم من البيانات إلى الذكاء الاصطناعي، ثم من هذا الأخير إلى الآلات و«الأتمتة»، ومن هذه الآلات إلى نهاية المعرفة، وكيف يمكننا أن ندعى الآن أن المعرفة البشرية التى نعرفها الآن قاربت على الانتهاء؟ وهل نبدو متعجلين فى ذلك؟ وهل سينتهى التعليم الذى نعرفه كضرورةٍ من ضروريات إنتاج المعرفة؟ وهل ستعمل الدول على تسريع المعرفة بشكلٍ شمولى أم زيادة سرعة إنتاجها لحل قضايا شائكة؟،وما الاعتبارات الأخلاقية للمعرفة الجديدة؟ وهل ستستمر نفس النظرة «الأفلاطونية» لأخلاقيات المعرفة؟

تبدو هذه هى الأسئلة الأهم التى يحاول هذا العمل الإجابة عنها ، وفى 234 صفحة وتسعة فصول يحاول المؤلف الإجابة عن هذه الأسئلة متتبعاً التحولات فى أشكال ومضامين المعرفة.

ولا شك أن شخصية العام هى غزة بكل ما تمثله من ضحايا وأطفال ونساء أبرياء بعشرات الآلاف، غزة ستظل وصمة عارٍ فى جبين العالم، وتؤكد مدى ما يتمتع به الاحتلال من فاشيةٍ، قلوبنا جميعاً مع غزة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة