منى حسن
منى حسن


«خداع» قصة قصيرة للكاتبة منى حسن

صفوت ناصف

الثلاثاء، 02 يناير 2024 - 05:42 م

 في أقصى جنوب الصعيد نشأ عادل البهتيمي نشأة عادية حيث كانت عائلته متوسطة الحال.. أخذ قسطا متوسط من التعليم وحالت ظروفه المادية من تكملة تعليمه واكتفي بالثانوية العامة.. وعمل بأكثر من مكان لكي يُكَوِن ما يستر به نفسه وأسرته..

وبعد بضع سنين أعلن رغبته في الزواج وتكوين أسرة.. فأخذت نساء أسرته البحث عن عروس تليق به ويليق بها. فعثروا على فتحية من بيت طيب ومتوسط الحال مثله فذهب عادل مع عائلته لبيت فتحية وخطبوها له وأتموا مراسم الزواج وبدأت حياة الزوجين بداية طيبة.. ولكن بعد فترة شعروا بضيق الحال وأن العمل بمصر أصبح لا يفيد وخاصة بعد حمل فتحية وانتظار ولي العهد..

قرر عادل السفر إلى الكويت وانشغل بتجهيز أوراقه والمطلوب منه للسفر وعندما أنهى الإجراءات استودع زوجته وذهب ليكافح بالخارج... بعد عدة أشهر قليلة جاءته أنباء عن إنجاب أولى بناته استبشر خير بها وكان يرسل كل ما لديه لزوجته لتلبي طلباتها وطلبات ابنته.. استمر عادل في سفره وكان ينزل إجازات قصيرة ليرى ابنته وزوجته... ويعود السفر... وأنجب ابنته الثانية.. وظل يعمل حتى يُتَمَكَن له دفع مصاريف المدرسة وادخار المال فكان يرسل مدخراته لها مع زوجته ليحقق حلمه في الإنجازات.

قرر عادل الرجوع إلى مصر والبقاء بجانب زوجته وابنتيه... ولكنه شعر بغربة بينهم لا يوجد أي ألفة بينهم وكأنه بنك لصرف المال فقط لا مشاعر والأحاسيس بينهم.. جلس بجانب زوجته يتجاذب أطراف الحديث ويبث لها مرارة الغربة وأنه لن يستطع تكملة مشوار الغربة والبعد عنهم مرة أخرى... وعليه سأستثمر أموالي في مشروع يضخ علىَّ رزق ويغنيني عن السفر.

فردت زوجته بالموافقة على اقتراحه ويستغل ما معه من مال في مشروعه... صدم الرجل من قولها.. المال معكِ كله أرسله إليكِ أول بأول... فإذا بها تذكره بثمن الغربة وكان لزاما عليها أن تنفق بما يليق وضعها الجديد حيث كانت زوجة ميسور الحال بعد سفره والمسكن متوافر ولا يوجد لديك مصايف.. وعليه يجب أن تتصرف في تمويل مشروعك أو الرجوع من حيث أتيت.. فترة صمت

نهض بعدها عادل وقال أنتم لا تريدونني سندا وأبا وزوج أنتم تريدون ممول فقط.. وجمع ما لديه من ملابس عندهم .. وسكن بعيدا عنهم .. كم هي مؤلمه الخيانة وأن يستحل المرء مال غربه وشقي سنوات عجاف لم يذق فيها عادل طعما للراحة.. حتى سرقوا أحلامه.. بأن يرتمي بأحضان أسرته ويتمتع بمدخرات السفر... كان قلبه ينزف دما وهو يخرج من بيته حاملا حقائبه وخيباته.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة