الأديب سيف المرواني
الأديب سيف المرواني


«إشراقة خيوط الأمل».. قصة قصيرة للأديب سيف المرواني

صفوت ناصف

الخميس، 18 يناير 2024 - 03:47 م

نظرة خاطفة تثير لغة الحوار، فتعانق الشفق، وتنطلق بالإحساس إلى أبعد مدى، تبدأ تتجاوز كل المسافات, ويتهاوى البعد ويشرق البوح في زمن اللهفة، فينهار جدار الصمت القائم في دنيا التعب، فتسبح في الأفق البعيد, تمارس الحضور والغياب فتسقط دمعة تجرح جمال الوجه.

 

بداخلها احتراق يكمن دهراً، فتنصت للعزف لتشغل وقت الشرود ولتنسى الضعف الذي حل بمساحاتها .

فتهمس لي ..... وتقول: حاول تسمع نزفي فلعل لحظاتي, ترتاح ألديك مكانا يقدر أن يتحمل ثورة بركاتي وأوراق أحزاني؟

فقلت: نعم .

واصلي احتراقك في عمر الثواني

إني إنسانة .... تعاني من ابتعاد زمن الحضور, فأعيش في سجن زوجي وهو أقرب الناس إلى, فهو يعاملني بتعال رغم حبي له فينساني بذاته, ويشعل أنيني ويضيق الخناق علي في الخروج لأختي التي لا يفصل بين بيتي وبيتها سوي بيوت قليلة لا تتجاوز أصابع اليدين العشر, فيمارس معنا العنجهية والضرب. حتي أختي الكبيرة امرأة أخيه الأكبر لم تسلم منه، فنحن نعيش في رعب حقيقي حينما يثور لأتفه الأسباب فيختلط الحابل بالنابل، فهو ابن خالي. وبدل إن يقربنا منه أكثر لأننا نعيش في غربة مستمرة فأهلي يسكنون في الدمام .

 

أحلم باللحظة التي يكون فيها سندي وعضدي بدلا من دوائر الحصار التي تعاني منها في كل ساعتنا فتصبح الحروف تائهة علي شفاهنا نحاول الفرار إلى الصمت فيعيق إحساسنا ويقتل معالم الفرحة في وجوهنا وتختفي السعادة من بيوتنا, يرمقني الحلم بأنه سوف يعود وردة لا تجرح الإحساس همسة تشاركني في كل الأفراح لغة امتزاج تشرق فيها شموس السرور, وتطل عليها السعادة, فأحمل حلمي بيدي وذاكرتي من أجل تحققه، فأنا أستريح لهمسه الدافئ الذي يثير جميع المساحات الفارغة في قلبي، ويشغل ذاكرتي ويصبح المرآة التي لا أمل من النظر إليها يشاركني في الإحساس ويشعل معاني الحب المستلقية في أصقاعنا ويجدد مسافات الحب ولهفة اللقاء وامتزاج ثواني عمرنا مع بعضها. أحمله راحة تعينني علي كل المصاعب قلب أأهفوا إليه دائما نغم يشجي وجداني.

فتسقط دمعات علي وجناتها تخرج معها آهة مكتومة في صدرها عانقت الفضاء الفسيح, امتدت إلى كافة الأرجاء تريد إن ترفع عنها حصار الألم والوقت .

تسرح بعيداً، فيخيم الصمت من جديد علي الأركان قرابة العشر دقائق، ثم تصرخ فتتجاوز صرختها سكون الليل, وهجوع الناس وحفيف الأشجار. إلى إن وصلت إلى القمر تريد منه أن يعيد لها الذكريات الجميلة والآمال التي كانت ترنو إلى تحقيقها. وتواصل حوارها معه بهمس ساحر. فتنسج خيوط الأمل علي أركان الواقع تنزف إلى دنيا السعادة من جديد . فأثيرها بسؤال ... إلى أي مدي تمكن منك ؟

لقد سكن أقصي أعماقي واستباح قلبي, وعاش في وجداني, وارتسم علي شفاهي, وتمدد في داخلي, وأصبح أجمل أوراقي, واحلي أيامي وهو كل أحلامي .. وهو المأوي الذي أستريح إليه بعد الله سبحانه وتعالى ... وأعشق التواجد معه. فأودعها علي أساس بأن نعود للقيا عبر ورق الإحساس وتواصل مشاوير السهر، في عودتها إلى حياتها الطبيعية التي تبحث عمن يعيدها لها من جديد، لتعيش بقية لحظات عمرها معه تشاركه امتداد المسافة وانس اللحظة وإشراقه فجر تبني من خلاله حلماً جميلاً معه وتستند إليه. فتموت كل اللحظات المتعبة حين ذلك, لتشرق هي لوحدها في كل المساءات.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة