الأديب سيف المرواني
الأديب سيف المرواني


«في النهاية » قصة قصيرة للأديب سيف المرواني

صفوت ناصف

السبت، 27 يناير 2024 - 09:22 م

 

التاريخ : في زمن متعب .

اليوم : في إطلالة بين الأقواس .

الفصل : يعانق الصيف والحرارة ويمتد في استدارة يخفت ليلة ونهاره.

اللحظة : ارتحال يثير القلوب .

« البدايـــــة »

 

            جدار واه يفصل بين المساحة والمسافة يفقد الشوق معانيه يعلن البعد، ونسيج العناكب يطل علي المدى، حيرة ودهشة، ألم ونغم ـ  لكن الساعة تدور في الاتجاه المعاكس، تنفث دخان الإعياء وسموم الاحتراق فتتحول اللحظات الي ليال مظلمة، وأيام مقفرة، ويصيب الجدب الينابيع ويموت ويمسي النشيد نغما حزينا يشرق علي الأرجاء .

تبتعد المسافة وتقترب ولكن يخفت فيها النور ويندثر الارتياح، هناك أزمنة تدور خلف دوائر السرور تمشي في دروب الحزن فيغيب فيها الشفق وتخاصم الشمس البحر وينقطع المطر تلوح في الأفق بوادر سرور أعياه الخمول وإنسان مشلول يخاف الظهور رسمت في دروبه أشوكا أطاحت به وأعيته وأفقدته ارتياحه .

 

كان يعيش في سرور وفي لحظة ينهار كل شئ يفقد أهله وأسرته في حادث مروع ذهب ضحيته الجميع ولم يبق إلا هو غير قادر علي الحركة مذهول من ما حدث له حاولوا انتشاله لكنه غارق في الحزن الي درجة كبيرة استحالت معه الرغبة في العيش في هذه الدنيا، نقل الي المستشفي وهو غائب عن الوعي وأدخل غرفة العناية المركزة واستمرت غيبوبته رغم إفاقته من تلك الغيبوبة، فأطبق الصمت علي شفتيه .

توارت عيناه وضمرت يداه، ينظر الي الوجوه التي تمر عليه فلا يعي شيئاً حصار يحيط به من كل جانب لم يفلح معه العلاج ولم يعط أي نتيجة إيجابية، انقطع الحوار فتضاعف الألم، شرخ في ذكرته وتبعثر أجزاء قلبه، يدان عاجزتان عن فعل أي شئ هامد لا حراك له تسقط الأضواء علي عينيه فلا يستطيع حجبها، صوت طرقات مخيفة تزعزعه .

استمر علي هذا الحال أياما طويلة نقل إلي غرفة أخري هناك كان شخص أخر أجريت له علمية في القلب في تلك الغرفة يزوره أبناؤه ويتردد عليه كثيرا ابنه الأوسط وابنته الصغري كل يوم كان الابن علي درجة كبيرة من الإنسانية لا يزور والده فقط بل يزور كل الموجودين في هذه الغرفة يداعبهم ولكن وقته الطويل جله يمضيه مع ذلك الإنسان المشلول يقف بجانبه ويربت عليه ويدعو له بالشفاء وكل يوم يحاول تخفيف الأعباء عنه لم ييأس رغم عدم تجاوب هذا الإنسان معه ، وبعد فترة بدأت جزءاً من ملامح تطل علي وجه خالد ودمعه تسقط بانهمار شديد فيجففها محمد بمنديله.

وفي ذات يوم طلب محمد من خالد أن يستمع إليه ونصت ، انطلق محمد يقول : لا تدع الأحزان تدمرك ارفع أمرك إلي الله سبحانه وتعالي لا تجعل أي خطوة تتعثر فيها تصيبك بالانكسار واليأس والقنوط بل تحاول أن تكون طريقاً إلي القوة والصبر علي الشدائد حاول أن تقوم قد تتعثر لكنك حتما سوف تصل إلي هدافك ثم تلا عليه قوله تعالي :

( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) لا تقف هكذا حائراً اختر طريقا سوف تجني بعده الشهد عليك بطريق الأمل فاعبر مساحته .

كل هذا يجري وسعاد تراقب أخاها وخالداً وحوارهما الذي يكون من طرف خالد بالإشارات وأخيها بالكلام . اثر فيه كلام محمد وبدأت صحته في طريقها للتحسن. وانطلق يجوب الشوارع يعلن عن فرحة داخلية لم يشعر بها الجميع وبدأ خالد يستعيد صحته ومحمد ملازمه كل يوم ، أفاق من غيبوبته بدأ يتكلم ولكنه بنبرة حزن فلا زالت محاولات محمد مستمرة من اجل إخراجه من أحزانه وفعلاً استطاع محمد إن يخرجه من أحزانه وأعاد له بفضل الله الابتسامة التي اختفت لسنين طويلة و توثقت الصلة واستمرت الصداقة بينهما أكثر وعندما عادت صحته إليه لمح خالد سعاد وهي مبتسمة بجور أبيها فأشعلت الابتسامة نار الحب بينما وفي ذات اليوم تقدم خالد لخطبة سعاد وافقت الأسرة علي هذا الأمر .

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة