خالد محمود
خالد محمود يكتب .. «القائمة القصيرة للأوسكار» .. سينما اتفق عليها الجميع
الأربعاء، 07 فبراير 2024 - 02:19 م
تعكس القائمة القصيرة للمرشحين لجوائز “الأوسكار” لهذا العام، نبوءات وتوقعات عشاق السينما من الجمهور، وكذلك النقاد الذين جاءت أراءهم ورؤاهم منحازة للأعمال التي تضمنتها تلك القوائم، ووصلت إلى أهم مرحلة في السباق نحو الجائزة، وكما توقعت “أخبار النجوم” أيضا، وكأنه اتفاق على سينما ادهشت الجميع.
بالفعل تصدّر فيلم “أوبنهايمر” السباق نحو لحظة تتويج كبرى بحصوله على 13 ترشيحًا، منها أفضل ممثل لبطله كيليان مورفي الذي يكتب صفحة هي الأهم في تاريخه، بتجسيد أحد أصعب الشخصيات المتعلقة بالسيرة الذاتية على شاشة السينما، والمتعلقة برحلة العالم الفيزيائي روبرت أوبنهايمر مع صناعة “القنبلة الذرية”، أيضا يعد الفيلم تتويج لمشوار وإبداع المخرج كريستوفر نولان في تلك المرحلة من العمر، وأعتقد أنه أقرب إلى الجائزة التي ينافسه عليها بقوة مخرج كبير وعظيم آخر هو مارتن سكورسيزي، بالقيمة الفنية لفيلمه “قتلة زهرة القمر” الذي ربما يكون طريقه للفوز، وبالفعل حصل على 10 ترشيحات في القائمة القصيرة، وفي مقدمتها أفضل مخرج وفيلم، وليلي جلادستون التي فاجأت الجميع بأدائها القوي لسيدة تتعرض للخديعة ومرت بمنحنيات إنسانية كبيرة، لتدخل التاريخ من أوسع أبوابه، نظرًا لأنها أول امرأة من السكان الأصليين يتم ترشيحها للجائزة في تاريخ حفل توزيع الجوائز الأشهر في العالم.
وعلقت ليلي وفقًا لموقع “DeadLine” قائلة: “لماذا أنا أول سيدة؟، لماذا أخذ الأمر كل هذا الوقت ليتم ترشيح أول مواطن من السكان الأصليين في أمريكا الشمالية؟، معظم الأفلام التي تظهر ضمن هذه الفئات عادة ما يتم تصويرها على أراضي السكان الأصليين في أمريكا الشمالية، واستغرق الأمر كثيرًا”.
النجمة التي اتوقف عندها كثيرا، الألمانية ساندرا هولر، البالغة من العمر 45 عاما، والتي أصبح اسمها مألوفا بتفوق أدائها في فيلمين، الأول فيلم الإثارة القانوني العاطفي “تشريح السقوط”، لجوستين تريت، والثاني “منطقة الاهتمام”، تلك الدراما القوية لجوناثان جليزر عن “الهولوكوست”، وقد نقلا هولر إلى مستوى آخر لتؤكد مكانتها كواحدة من الممثلات الأكثر تنوعا وشجاعة في أوروبا.
الفيلمان مختلفان جذريًا، فالأول قصة تخاطب العقل وتضعنا أمام مأساة نفسية لمؤلفة روائية، بينما الثاني بمثابة تأمل جمالي صارم ومخيف حول تفاهة الشر، وتربط بينهما هولر، وهي ممثلة تتمتع بذكاء حاد وعاطفة خام وما يسميه الألمان “Mut Zur Hässlichkeit”، أو “الشجاعة لتكون قبيحة”، والتصميم الشجاع على مواجهة الشخصيات غير المحبوبة وغير المتعاطفة التي لا يمكنها الاهتمام.
تقول المخرجة تريت، التي عملت لأول مرة مع هولر في الفيلم الكوميدي “Sibyl” عام 2019: “لا أريد التكهن بها كشخصية خاصة، لكنها كممثلة مراوغة للغاية ومتعددة الأوجه”، وتضيف: “إنها قادرة على إثارة هذا التعاطف الهائل وفي نفس الوقت تكون باردة بشكل لا يصدق، لديها هذه الصراحة التي هي خارج كل ديناميكيات الإغواء، يمكن أن تكون قوية بشكل لا يصدق ثم تذوب نوعًا ما”.
فاز فيلم “تشريح السقوط” بجائزة “السعفة الذهبية” لأفضل فيلم في مهرجان “كان”، بينما حصل فيلم “منطقة الاهتمام” على المركز الثاني في “الجائزة الكبرى” بنفس المهرجان، لقد كان فوزًا غير مسبوق للأفلام مع نفس الممثلة الرئيسية، وقد تنامت الضجة حول كلا الفيلمين، وهولر منذ ذلك الحين.
يقول كريستيان فريدل، نجمها المشارك في فيلم “منطقة الاهتمام”: “ساندرا معروفة بالمهارة الفنية والحرفية”.
أيضا نتوقف عند الفيلم الألماني “صالة المعلمين” إخراج إيلكر كاتاك، الذي تم ترشيحه لـ”أوسكار أفضل فيلم أجنبي”، وقد وصفه النقاد بأنه “مثل حديث ذكي وإستفزازي ومثير”، حيث تستخدم صالة المعلمين ببراعة مكانها كخلفية لإلقاء نظرة على زعزعة إستقرار المجتمعات المتماسكة.
وفي أحداث الفيلم كارلا نواك (ليوني بينيش)، هي معلمة شابة متفانية ومثالية في وظيفتها الأولى بمدرسة إعدادية ألمانية، وتتعرض علاقتها المريحة مع طلابها في الصف السابع للتوتر عندما تحدث سلسلة من السرقات في المدرسة، ويؤدي تحقيق الموظفين إلى اتهامات وإنعدام الثقة بين الأباء الغاضبين والأساتذة والطلاب الغاضبين، وتحاول كارلا، العالقة وسط هذه الديناميكيات المعقدة، التوسط، لكن كلما حاولت القيام بكل شيء بشكل صحيح، أصبح موقفها أكثر يأسًا.
من خلال صالة المعلمين، يبتكر المخرج عملاً مثيرًا للاهتمام حول المدرسة كنموذج مصغر للمجتمع، الذي يموج بقضايا عن الحقيقة والعدالة والعنصرية والاحترام وحقوق الطفل.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة