الكاتب محمد نبيل
الكاتب محمد نبيل


« سيناء عتبات الجنة 101» 10 قصة قصيرة للكاتب محمد نبيل

صفوت ناصف

السبت، 10 فبراير 2024 - 08:56 م

 

إهــــــــداء

إلى المصريات ..

الأم التي تدعوا لفلذة كبدها بالحياة الأبدية وهى تعلم الحقيقة!

.. الزوجة التي تحمل جنينا لن يرى والده أبدا وتتحول  رجلا (!)

الابنة التي ترفع رأسها فخرا لذكرى والدها…

من أجل الوطن ...

 

 

 

«ما زالت دائرة..!»

يرن تليفون غريب وهو من التليفونات العتيقة، وربما من بدايات اختراعات المحمول، ويدعى غريب أمام أصدقائه أن التعليمات حازمة بشأن عدم استخدام تليفونات "الاسمارت فون" لدواعى أمنية.. ويظهر الاسم الكودى ليوسف "الشاعر"، كما كان يحلو لغريب مناداة يوسف..

غريب: أخيرًا اتصلت.

يوسف: افتكرتك وقلت بقالى يومين ما كلمتكش.

غريب: طيب يا عم الشاعر أخبارك؟!

يوسف: طمنى أنت.

غريب (بلكنة صعيدية): فوج يا واد عمو بتجول إيه؟ كأنك ادبيت! ما عارفش الأصول ولَّا إيه؟

يتفهم يوسف من مناورات غريب فى الحديث أن العملية لاحت بشائرها والكلام أصبح بالحساب، وتلك من أبسط قواعد التأمين لسير إجراءات العملية.

يوسف ضاحكًا: مش ناوى تتمصر يا غريب وتكلمنا مصرى بقى؟ وساخرًا منه يحاول أن يقلد لهجته الصعيدية المحببة إليه جدًّا: لاع ما ادبيتش يا بو خالو وفهمان كمان.. ربنا معاك سلام.

وتنتهى المكالمة التى تزيد من توتر يوسف؛ فهو هكذا على علم بقرب بدء العملية التى كان ينتظر المشاركة فيها، إنما بدأ يطفو على مخيلته كلام قائده منذ أسبوع عندما قال له: "يوسف أنت مطلوب منك الفترة الجاية تكون صافى الذهن تمامًا، وعشان كده حخليك تقوم بمأمورية فى القاهرة لمدة أسبوع تخلص فيها شوية أوراق لصالح الوحدة، وديه يا حضرة الضابط إضافة إلى إجازتك.. يعنى حوالى عشرة أيام فى القاهرة..".

ويسأل يوسف نفسه (الحائرة جدًّا هذا اليوم): هو القائد كان على علم؟ يسرح طويلًا.. اااه ولما عرفته النهاردة باللى حصل قال ربنا معاك.. والكلام ده معناه إنى فى عملية.. ياااا بوى لساك عارف يا بو مخ ضلم.. ويضحك متقمصًا شخصية صديقه غريب الصعيدى؛ ربما ليخفف عن نفسه هول ما توقع أنه مقبل عليه.. وبدأ ينفذ أوامر قائده بتصفية ذهنه والتركيز تمامًا فى تفاصيل ما حدث اليوم منذ أن قابل مرسى فى التاسعة صباحًا.

وبعد المكالمة يتجه الضابط غريب لمنطقة التجميع للانضمام للمجموعات القتالية التى تم تدريبها على أعمال القتال المتلاحم دون استخدام الأسلحة النارية، وبعد استطلاع جغرافيا جبل الحلال والمداخل والمخارج ومسارب الكهوف، والتدريب على تنفيذ عملية جبل الحلال التى تستهدف الهجوم تحت ستر ظلام الليل على جميع مداخل الجبل؛ يبدأ تحرك المجموعات سرًّا وبسرعة خاطفة حتى لا تفقد العملية ميزتى المبادأة والمفاجأة.

الصوت حازم وخافت يتسرب عبر أوامر النقيب أسعد -قائد مجموعة الضابط غريب- إلى عناصر المجموعة: يا رجالة أكرر الأمر، الصيد ثمين لازم نرجع بيه حى، عشان كده ممنوع استخدام الأسلحة النارية إلا فى الضرورة القصوى.

الضابط غريب: تمام يا فندم، الأوامر واضحة ومفهوم حساسية الصيد وأهميته.

النقيب أسعد: مجموعتنا مسؤولة بعد تجميع أفرادها عن الاقتحام للفتحة الغربية للكهف المميزة بكودية الحشيش ومجموعة أشجار الصبار، وطبعًا كل واحد عارف مهمته مع بدء ساعة (س) زائد (عشرة) يكون المجموعات كلها فى أماكنها المخططة ليتم التنفيذ بشكل متوازى وفى توقيت واحد.

الضابط غريب: تمام يا فندم، رجالة المجموعة (نمر) وصلوا مكانهم، أخدت تمام وصول وتجهيز بنفسى.. وبحزم: تمام يا فندم فى انتظار أوامر التحرك طبقًا للتوقيت المتفق عليه.

النقيب أسعد: المناداة من الآن بالأسماء الكودية.

الضابط غريب متممًا على عناصر المجموعة المكلفة بتأمين اقتحام عناصر الاقتحام للكهف: "نمر واحد فى مكانه" ويعطى تمام استعداد لقائده.

الدقائق تمر وكأنها قطع من أحجار جبل الحلال ثقيلة جدًّا كاد ألا يتحملها عقرب ساعة الصفر ليزيد بدقاته مؤشره مساحات الاقتراب من توقيت البدء، والكل يكتم أنفاسه يدعو صمتًا بالنصر والفوز بالصيد الثمين، هم يعلمون حجم هذا النصر؛ فليست عملية اعتيادية للتخلص أو القبض على التكفيريين، إنما هذه المرة تم إيضاح الأمر؛ وهو تأكيد معلومات باشتراك عناصر من مخابرات دول بالمنطقة، تسعى لزعزعة استقرار الوطن، وربما تهدد وجوده.

إشارة النقيب أسعد تقطع حبال الصمت وتشير لبدء الاقتحام، وبعد قيام أفراد الإعاقة الإلكترونية بزرع أجهزة التنصت على أجهزة الاتصال الداخلية للعناصر التكفيرية ومَن معهم من عناصر أجنبية، ووضع الأجهزة المسجل عليها مسبقًا فيديو يؤكد استقرار الأوضاع كما هى، أما أطقم المراقبة على الشاشات داخل الكهف، وتتقدم عناصر الاقتحام للمجموعة نمر مختفية بجنح الليل متسللة إلى مسارب الكهف بحذر شديد، وبعد خمس دقائق من الاقتحام الهادئ يشير النقيب أسعد بعلامة التوقف ثم الانتشار بالتستر بثنايات الكهف لبدء التخلص بالقتل بالسلاح الأبيض لعناصر التأمين والحماية من التكفيريين، وبدأوا يتساقطون الواحد يليه صاحبه قتلى مكممين الأفواه، ودون جلبة أو تأثير يذكر نجحت مجموعة نمر فى التخلص من عناصر التأمين والحماية عند المدخل الغربى، ولم يتبق إلا الجزء الأهم؛ وهو مواجهة الصيد الثمين، وبالاستفادة من أجهزة التنصت على شبكة لاسلكى التكفيريين تم توجيه عناصر المجموعة من خلال غرفة العمليات التى قامت بتسجيل حوار مهم جدًّا، ولأهميته القصوى تم فرض موقف طارئ وغير مخطط على عناصر اقتحام المجموعة نمر، وهو إرجاء عملية القبض حتى إشعار آخر، وصدرت أوامر حازمة تفيد التقييد بالتخفى الكامل لعناصر الاقتحام حتى لا ينقطع استمرار الحوار الدائر بين العناصر المعادية، التى تكاد تكشف عن نوايا بلادها من أسباب اشتراكهم بدعم الإرهابيين بجبل الحلال.. وهنا يستأذن قائد غرفة العمليات من المستويات الأعلى فى القيادة لفتح قنوات الاتصال لسماع شهادات رجال مخابرات دول تدعى الحياد، وأخرى تتغنى بالقومية، وثالثة معروف موقفها العدائى التاريخى، وكأن الحوار كان مائدة دولية مصغرة لانقضاض الذئاب على مائدة سيناء واقتطاعها نهائيًّا من مصر، والأغرب كان دعم دول مسيحية بقتل جماعى لأقباط مصر وتحديدًا أقباط سيناء؛ لاستغلال ذلك من خلال وسائل الإعلام العميلة والموالية لهم بالدعوة للتدخل الدولى لحماية الاضطهاد المسيحى فى سيناء، بزعم دعاوى فقدان مصر سيطرتها الأمنية على الأوضاع بها.. وتم تسجيل الحوار بلهجات المتحدثين التى تكشف عن هوية بلادهم، وتسجيل أسماء الموالين لهم من رجال الإعلام والمال المتحكمين بالقنوات الإعلامية الأكثر مشاهدة بمصر، ورجال المال المسيطرين على البورصة والسلع التموينية الاستراتيجية.. وكانت الأوامر من المستمع الأعلى رتبة لقائد غرفة العمليات بفتح قناة الاتصال بقائد المجموعة نمر مباشرة.

صقر: نمر معك صقر أفد.

نمر: تمام صقر.

صقر: الأوامر من صقر مباشرة ابدأ بتنفيذ إجراءات القبض على جميع العناصر الاستخباراتية المتواجدة بجبل الحلال فورًا، مع التقيد بعدم اللجوء لقتل أي منهم مهما كلف الأمر ذلك.. انتهى.

وردد النقيب أسعد أوامر القيادة على أفراده: يا رجالة "صقر" بنفسه يطلب منكم تقوية موقف مصر أمام دول كبيرة، والأمر ده ممكن يكلفكم أرواحكم.. الأوامر تقييد قتل الصيد مهما كلف الأمر ذلك.. ابدأ فورًا.

ويقوم قائد نمر أمام رجاله بتفريغ أمشاط خزنتى سلاحه من الذخيرة ليبقى السلاح فارغًا من الطلقات تنفيذًا لأوامر صقر، ويقوم باقى عناصر الاقتحام بالعمل نفسه،

ومع صيحة الله أكبر تهجم عناصر الاقتحام على الغرفة الموجود بها الصيد الثمين، ومع هول المفاجأة يستسلم الجميع رافعين أيديهم لأعلى، فى تكرار لمشهد مسجل فى ذاكرة سمعية للضابط غريب، الذى كثيرًا ما كانت تقصه عليه جدته تريز حتى لا ينسى بطولة جده الذى أسر من الصهاينة ثلاثة جنود وضابطًا داخل دبابتهم، وهو موجه إليهم سلاح الآر بى جى الخالى من صاروخه، وقد فزعتهم صحيته الله أكبر.. وكان غريب يستجيب بسلاسة لحديث جدته إنما دائمًا ما يسأل نفسه سرًّا:  وكيف لدبابة أن يستسلم قائدها وجنوده أمام رجل واحد يحمل قاذفًا صاروخيًّا فارغًا!!

الآن تأكد لغريب بطولة جده على الأرض نفسها وأمام العدو نفسه، إلا أن المشهد زاد عليه بعض الأخوة والجيران.. ويردد النقيب أسعد بعد استسلام الفئران فاتحًا جهازه متحدثًا لصقر: (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين).. تمام يا فندم، الصيد كله فى سلة واحدة.

وتتعالى صيحات الله أكبر فى غرف العمليات مدوية بأثيرها إلى مستويات القيادة المتتالية والأعلى، وصولًا لرجل كبر ساجدًا!!

وينظر الضابط غريب للقائد أسعد (وتعود لهجته الصعيدية): يا فندم عندى سؤال محيرنى.

القائد أسعد: جول يا غريب.

يندهش غريب ويتمتم: كمان صعيدى أبَّه.

القائد أسعد: اسأل يا واد عمو.

غريب: لما استشهد البطل العميد السيد أجول قرآن، ودلوكيتى تبلق صجر بالقرآن يا بوى، وخابر إنك داجج على يدك صليب! مسلم أنت ولَّا جبطى؟ جصدى سيادتك يعنى.

القائد أسعد يربت على كتف غريب ويضحك معلنًا انتصار المجموعة نمر على الشبكة اللاسلكية لجميع المجموعات الأخرى، وينظر إلى غريب بعمق وكأنه يبرق رسائل عديدة فى آن واحد إلى غريب: لا يا حضرة الضابط غريب، مصرى دين أبويا مصرى، ويضحك الاثنان ممسكين بيد كل منهما الآخر، متوجهين إلى خارج الكهف وخلفهم الرجال مكبرين مقيدين صيدهم الثمين.. وينظر غريب إلى السماء موجهًا حديثه إلى القائد أسعد: يا فندم النهار طلع.. ويرد عليه القائد أسعد باسمًا: إلا جولى يا غريب.

غريب: ها.

أسعد: إلا هو أنت لساك غريب؟

ويضحكا سويًّا ويختفيا وسط قباب سيناء يظهرا مع ثنيات أرضها ويغوصا فى وديانها ويصعدا قممها ليعودا فى الظهور من جديد!

وفى هذه المرة تصل عبر وكالة أنباء الشرق الأوسط -التى قلما يعتمد عليها رئيس تحرير القناة- تصل أخبار بنجاح الجيش المصرى فى اصطياد صيد ثمين يخص دول كبرى وصغرى وقزمية، وتجرى أمينة المسؤولة عن أخبار الوكالات الناطقة بالعربية بالخبر إلى فاطمة مبتسمة تزفه إليها وهى تقول: خدى بتارك من رئيس التحرير، روحى أنتِ اديله الخبر.

وتطول فاطمة عنان السماء تدندن وهى متجهة إلى رئيس التحرير: (واثق الخطوة يمشى ملكًا)، ويندهش لهذا الأسلوب الجديد فى التعامل من جانب فاطمة له، ويمد يده لتقع عيناه على أول حرف ولا يكمل القراءة، معاتبًا فاطمة: هو ده شغلك، أنت مسؤولة عن الأخبار الأجنبية مش العربية؟

فاطمة (بكبرياء): ومسؤولة عن إنى اخلص البلد من حضرتك.. اقرأ ولو تقدر تدى الكلام ده لأمجد محرر البار نيوز يبقى لك الكلام، أسيادك وقعوا ياااا، ولَّا بلاش خلينى مؤدبة، وكمان جايبه لك ضيوف من الأمن (وتشير إلى باب صالة التحرير)..

مجموعة من رجال الأمن تتجه إلى رئيس التحرير ويتحدث قائدهم: حضرتك مطلوب معانا.

رئيس التحرير: بتهمة إيه؟ مندهشًا.. أنا ما عنديش هنا غير كلام.. لا سلاح ولا عملات ولا..

قائد مجموعة الأمن: وهو الكلام شوية؟ ده هو ده اللى حيلف حوالين رقبتك حبل المشنقة بتهمة اغتيال الرأى العام.

ويسخر قائد مجموعة الأمن منه قائلًا: لو مكانك لأمرت بنزول الخبر على البار نيوز فورًا.. احنا حافظنا لك على السبق الصحفى فى الموضوع ده، ووكالة الأنباء ما بعتتش إلا لك فقط.. تخيل!

يستسلم رئيس التحرير ويشير إلى أمجد ببث الخبر على جميع محطات قناته العربية الأكثر انتشارًا!!

ويتوجه يوسف إلى مرسى صاحب أكبر مول موبايلات وأجهزة إلكترونية مازحًا معه: أخبارك إيه يا أستاذ مرسى.. ممكن أطلب منك طلب.

مرسى متفاجئًا بلهجة يوسف ومحاولًا التظاهر بإخفاء دهشته: طبعًا يا بطل.

يوسف: عايز للقائد بتاعى هدية من عندك علشان عنده مناسبة سعيدة، وأنا راجع الليلة للوحدة وعايز أديها له.

مرسى فرحًا كذئب تتقطر من أنيابه شهوة الافتراس: طبعًا يا بطل.. أكبر وأغلى وأحدث هدية لقائد البطل، بس اسمح لى أطلع أجيبها من مكتبى فوق.

يوسف: طبعًا خد راحتك، أنا مش مستعجل، بس عايز حاجة نقاوة.

وبعد دقائق ينزل مرسى وفى يده جهاز يبدو عليه التفرد والتميز.

مرسى: امسك يا بطل، الغالى للغالى، ده أعلى جهاز تليفون مش فى مصر لا فى الشرق الأوسط، مش بيشيله إلا اللى عليهم العين.

يوسف: طيب وممكن أجربه؟!

مرسى مترددًا: أيوه.. قصدى لا طبعًا، خليه ببهجته كده للقائد، مش بتقول إن رتبته كبيرة.

يوسف: آه.. ده قائد مسؤول عن عمليات مقاومة التكفيريين فى سيناء.

مرسى مهللًا: الله أكبر، الله أكبر.

يوسف مشيرًا إلى باب المول وموجهًا حديثه إلى مرسى: بص يا أبو الأمراس جايب لك مين كمان نديهم من الهدايا اللى عندك.

مرسى وعليه علامات القلق والتوتر: مين دول يا جو؟

يوسف: ناس مهمة برضه عايزين ياخدوا موبايلاتك اللى بتسجل بصمة الصوت وتبعتها على القمر الصناعى يفضل يدور على نفس البصمة وهى بتتكلم مع أى حد على تليفونه وحتى لو غيَّر جهاز التليفون وتحدد مكانه بدقة، وممكن توجه للمكان لو حبيت صاروخ جو أرض.. ويصيح يوسف فى وجه مرسى بصوت عالٍ متهكمًا: صح ولَّا لاء يا مرسى يا ابن داوود؟

ويتلعثم مرسى فى الدفاع عن نفسه ويتدخل رجال الأمن للقبض عليه ومصادرة جميع أجهزة الموبايل بالمول، وأثناء خروجه من المول مكبل الأيدى تتقدم إحدى العجائز من سيدات المنطقة -كانت على صلة خيرة بوالدة مرسى ومقربة لها وكاتمة أسرارها- فتقول: مرسى ده جه غلطة.. جه غلطة! وتظل تردد كلامها متوجهة إلى سيارة الأمن التى بدأت تغيب صورتها من مشهد الشارع الذى يقف يوسف فى منتصفه ويلتفت إلى أبو فادى الذى يربت على كتفه ويقول له: الليلة يا بطل كتب كتابك على بطة، وبرضه فراشة الفرح من عندى والمأذون على حسابى..

وتضحك عزيزة مطلقة الزغاريد لتفعم أجواء الشارع بالفرح من جديد بزغاريد عزيزة العزيزة!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة